القاص محمد الكلاف.. في ضيافة رونق المغرب

مصدر الخبر: فاطمة الزهراء المرابط، ونُشر بواسطة: أبابريس
شوهد 860 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/10/28
"في عتمة الواقع الثقافي، تواصل أنامل "رونق المغرب" رسم طريق الإبداع، لا ينير طريقنا غير القلوب البيضاء التي تبارك خطواتنا وتدعمنا معنويا بحضورها المستمر. هي وسام صمود نضعه على صدر نضالنا ضد التهميش الذي يطال الكتاب والكاتب المغربي. وها هي سفينة "رونق المغرب" تواصل الرحلة في بحور الإبداع المتشعبة، لتحل ضيفة على مدينة الثقافة والجمال أصيلة، زادنا شغف القراءة، وشعارنا: "الكتاب مسؤوليتنا جميعا". وكتاب هذا اللقاء، هو رحلة غوص في أغوار النفس الإنسانية بأحاسيسها المتباينة والمتناقضة، واسترجاع للحظات تتداخل فيها الفرح والأسى، هي "رحلة في ذاكرة" للقاص محمد الكلاف، الذي كان مصرا على الاحتفاء بباكورته القصصية الأولى بمدينته أصيلة التي شهدت خطواته الأولى في عوالم الكتابة..." بهذه الكلمة أعلنت القاصة نادية الأزمي (عضو رونق) عن انطلاق فعاليات حفل تقديم وتوقيع مجموعة "رحلة في ذاكرة" للقاص محمد الكلاف، الذي نظمه "الراصد الوطني للنشر والقراءة" بتنسيق مع "المطعم الثقافي الأندلسي"، مساء يوم السبت 26 أكتوبر 2013، بـ"المطعم الثقافي الأندلسي" (أصيلة ).
وعرفت الجلسة التقديمية مشاركة الأستاذ محمد اكويندي (الدار البيضاء) بورقة عنونها بـ "الكتابة بين الذاكرة والمخيلة"، أشار فيها إلى أن محمد الكلاف يغترف مخزون ذاكرته وما بقي عالقا بها ليصيغها في قالب قصصي، ومن هذه القصص "ذاكرة الاغتراب"، "خز البحر"، "الوداع الأبدي"، كما أنه يوظف نبرة السخط وتيمة الحلم والزمن الماضي الذي يعبر عليه بأناه وسؤاله العميق "من أنا". وتناول الأستاذ محمد يوب (الدار البيضاء) في ورقته المجموعة القصصية من منظور هيرمينوطيقي تطرق فيه إلى علاقة القصص المؤثثة للمجموعة  بالملقي والمتلقي، باعتبار أن القصة تكتب بثلاث أياد: يد القاص ويد القصة ويد القارئ.، كما تطرق في ورقته إلى جمالية السرد الكرونولوجي الذي يتعقب الأحداث في إطار متوالية سردية في ثلاث مراحل أساسية: الوضعية الأولى، سيرورة التحول، الوضعية النهائية، حيث القصة تكون خاضعة لتسلسل زمني ومنطقي. وقد تحدث الأستاذ محمد البغوري (طنجة) في ورقته عن سعي المؤلف إلى رسم صور كثيرة لظواهر تعشش في علاقاتنا الاجتماعية عبر مفارقات شتى وعنيفة تكشف عن المتواري والمتخفي، اعتمادا على الذاكرة كملكة من ملكات العقل الانساني ولازمة من لوازمه. كما أشار إلى نصوص المجموعة تتميز بدقة الوصف وطرافة الموضوعات والظواهر ومكنة واعية ولا متناهية في البناء والتصوير وتطلع جلي للمبتغيات والمرامي.
واختتمت الجلسة التقديمية التي سيرها الأستاذ هشام المرابط بكلمة القاص محمد الكلاف شكر فيها "الراصد الوطني للنشر والقراءة" و" المطعم الثقافي الأندلسي" على هذا الاحتفاء الجميل كما شكر كل الأساتذة الذين ساهموا في الجلسة التقديمية بقراءاتهم الرصينة ومقالاتهم الحصيفة، وحيى الحضور البهي. وقد تخلل حفل التوقيع قراءات قصصية بمشاركة: محمد الكلاف (طنجة)، عبد السلام الجباري (أصيلة)، فضيلة الوزاني (تطوان)، أبو الخير الناصري (أصيلة)، زهير الخراز (أصيلة)، وتميز الحفل بحضور ثلة من المبدعين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي، الذين قدموا من مدن مختلفة من أجل الاحتفاء بمجموعة "رحلة في ذاكرة" للقاص محمد الكلاف، وإن كان الأستاذ مصطفى البعليش قد أسدل الستار عن فعاليات هذا الحفل، بدعوة عشاق القصة إلى توقيع المجموعة على إيقاع الصور التذكارية، التي ستؤرخ للحظة إبداعية ستظل حاضرة في ذاكرة "رونق المغرب".