السينما لم تنصف شفشاون رغم وداعتها وسحرها ومشاهدها المبهرة

مصدر الخبر: مراسلة خاصة، ونُشر بواسطة: أبابريس
شوهد 892 مرة، منذ تاريخ نشره في 2014/05/30
اجمع نقاد سينمائيون وباحثون ومهتمون، اليوم الخميس، على ان مدينة شفشاون بشمالي المغرب، تعتد بحق صورة سينمائية رائعة، ومشاهد سينمائية تقدم للملتقي المتعة البصرية المبتغاة.
واكد الناقد السينمائي الدكتور يوسف ايت همو في مداخلة له خلال ندوة(شفشاون في السينما الوطنية والدولية)على انه بالرغم من السحر الطبيعي الذي تمتاز به هذه المدينة، الا ان السينما والتلفزيون لم ينصفانها، وذلك بالنظر الى وداعتها، وسحرها المبهر، وديكورها الطبيعي الأخاذ.
واضاف ايت همو في مداخلته(شفشاون في المتخيل السينمائي)، ضمن فعاليات الملتقى الوطني السادس للفيلم قصير هواة، التي انطلقت امس وتتواصل حتى السبت، ان الشاون تعتبر شريطا سينمائيا متكاملا ثلاثي الأبعاد، راق وغير مبتذل، يزيده تشويقا تلك المنحدرات والألوان الزاهية، التي يرقصها اللون الأزرق الأرجواني على كل القبب والشرفات والحدائق والباحات.
واستحضر بالمناسبة التي اطرها الناقد حسن مجتهد، العديد من الأفلام والاعمال التي صورت بالشاون، او بالمنطقة ومن أبرزها سلسلة (بنات لالة منانة) و(امودو)، فضلا عن اعمال اجنبية عدة، منها(عاشقة من الريف) و(السلاحف لا تريد ان تموت)، مؤكدا على ضرورة الحاجة الى سوسيولوجية الافلام والصورة من اجل فهم أعمق للخطاب السينمائي بشكل عام.
وابرز ايت همو الذي قدم توصيات عدة للاهتمام أكثر بالشاون في السينما، ان الاعمال التلفزيونية عكس السينمائية، احتفت كثيرا بالشاون، وكان وقعها اكثر، وذلك بالنظر الى القيمة الجمالية والشاعرية والطبيعية التي تقدمها المدينة والنواحي الى المخرجين بسخاء، موضحا ان المبدعين السينمائيين الهواة كانوا أكثر انتاجية وتكريما للمدينة من المحترفين، وان الافلام التسجيلية اكثر خصوبة من الروائية، والتراجيدية اكثر من الكوميدية، رغم سحر ووداعة وبهجة المنطقة.
من جهته قدم الاستاذ محمد القاضي مداخلة حول موضوع(شفشاون وعلاقتها بالسينما الكولونيالية)، سلط فيها الضوء على العديد من الأعمال السينمائية وبخاصة الاسبانية، ايام فترة فرانكو الاستعمارية، بدء من 1919 الى 1956 م.
واشار القاضي الى ان السينما لعبت دورا كبيرا خلال  تلك الفترة، في تهدئة الجنود، وتقوية حماسهم، والترفيه عنهم، وتعداد بطولاتهم وأمجادهم، مضيفا ان السينما الاجنبية ساعتها قدمت الآخر، من الجانب الفلكلوري دون الحضاري، وهو ما اساء للعديد من الشعوب والحضارات والثقافات.
كما سلط الضوء على العديد من الأفلام الاسبانية التي اهتمت بالمنطقة منها أفلام( تطوان البيضاء) و(الرومانسي المغربي)، و(أغنية عائشة)، و(للاخدوج)، وكلها افلام حاولت التركيز على الجانب الوثائقي للمنقطة، داعيا بالمناسبة الى الاهتمام أكثر بشفشاون كفضاء سينمائي طبيعي بامتياز.
وعقب الندوة، وضمن فقرات الملتقى، الذي تنظمه جمعية تلاسمطان بالتعاون مع شركاء عدة، تم توقيع كتاب(شفشاون تاريخ، حضارة واصالة)، وهو مشروع يندرج في اطار تنمية السياحة المؤسساتية بالاقليم، الذي تنجزه الجمعية المنظمة تلاسمطان بشراكة مع المؤسسة الاسبانية للتعاون بقرطبة، والممول من قبل الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي والتنمية.

 محمد سطار