ملتقى البوغاز تحت شعار " طنجة في الإبداع المغاربي

مصدر الخبر: عبدالكريم القيشوري، ونُشر بواسطة: أبابريس
شوهد 1652 مرة، منذ تاريخ نشره في 2015/06/01
في إطار لقاءات بيت المبدع المغاربية ؛ نظم بيت المبدع الدولي ملتقى البوغاز تحت شعار " طنجة في الإبداع المغاربي" بمشاركة كل من المغرب والجزائر وتونس بعروس الشمال مدينة طنجة أيام  18-19-20 بدعم من وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة وبيت الصحافة ؛والتي عرفت مشاركة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية.. من مختلف دول المغرب العربي والوطني؛ ومن الجمهور المحلي ببرنامج مكثف ومتنوع شهدت على أجرأة مواده وفقراته فضاءات كل الجهات الداعمة.
تبقى العلامة الفارقة في هذا الملتقى التي خلفت أصداء طيبة؛وأجواء أعادت لطنجة أمجادها عبر ما تنوول من موائد مستديرة وندوات فكرية ولقاءات شعرية وحوارات إذاعية وزيارات سياحية وسهرات فنية..تلك الالتفاتة القيمة لبيت المبدع الدولي لقيدومة المذيعات بإذاعة طنجة الإعلامية القديرة فاطمة عيسى؛ فبعد أن افتتح حفل اختتام الملتقى بالفقرة الفنية الخاصة بالحضرة العرائشية والتي ساهمت رئيسة فرقة للا منانة الفنانة الزوهرة البوعناني رفقة بناتها المتشحين بالزي "الجبلي" المنمق بألوان الطبيعة الزاهية؛ بإلهاب قاعة الاحتفالات ببيت الصحافة؛ يإيقاعات الدفوف والبنادر والطبول..جعلت الحضور يتفاعل معها؛ في جو حميمي يطبعه الانتشاء والرضا عن النفس. ينقل على إثرها بالحضور الكريم إلى عالم الشعر حيث الكلمة حمالة أوجه؛ عبر سفينة الإبداع التي تناوب على قيادة الإلقاء بمنصتها كل من المبدع الشاعر والإعلامي الجزائري إسماعيل غربي؛والشاعرة التونسية سندس بكار ؛ والشاعرتين المغربيتين الزهرة الحميمدي وخديجة العلام ؛ بتقديم مميز من شاعرة الماء ورئيسة بيت المبدع الشاعرة ريحانة بشير.
ليخلص الحفل إلى النقطة التي أفاضت الكأس؛حيث الاحتفاء بالإذاعية المبجلة فاطمة عيسى؛والتي قدم كل من د مصطفى الشكداني و ذ كريم القيشوري شهادة في حقها؛ باعتبارها أول امرأة تمارس العمل الإذاعي وهي في سن الطفولة. وقد أشاد د الشكداني على الخصال الحميدة التي تميز السيدة فاطمة ؛إن على مستوى ممارستها العملية أو الأسرية ؛ معتبرة إياها أول من انفتح على برامج "الطابو" ضاربا المثال بالأمهات العازبات ؛ كما اعتبر أنها يرجع لها الفضل في إحياء مخزون ذاكرته من اللغة العربية وتحفيزه على الكلام بالعربية/الدارجة في برنامج من البرامج الذي استضافته فيه وهو إذاك أستاذا للغة الفرنسية.. ومنذ ذلك الحين وأنا أتكلم العربية بطلاقة يقول د مصطفى. كما أبلغ الحضور بأنها أول من أذاع بالقول من إذاعة طنجة " هنا إذاعة الجزائر" بعد استقلال الجزائر؛ لأنها كانت تعمل بإذاعة جزائرية مقيمة على أرض طنجة؛ هي إذاعة "أفريقيا وموريتانيا".
وقد ثمن ذ كريم القيشوري ماجاء في شهادة د مصطفى الشكداني؛مضيفا بعض الإضاءات التي خلفت بحكم الوضع الدولي الذي كانت تعيشه مدينة طنجة؛ طفلة إذاعية/إعلامية عمرها لم يتجاوز 13 تدعى فاطمة عيسى . غادرت مقاعد الدراسة بالسلك الثانوي في وقت لم يسمح للالتحاق بها سوى الذكور. لم تكن تفكر يوما في أن تكون صحفية أوإذاعية ؛ لكن تشاء الأقدار وتهيؤ الظروف لتصبح رفيقة الميكرفون؛ بدء بتقديم فقرة لقراءة الأخبار بإذاعة جزائرية؛ مرورا بانطلاقتها الرسمية بإذاعة طنجة من خلال برنامج (حصة المتغيبين) ثم (حنين من الجالية المغربية) و (الصوت المسموع) و(بحروف الهجاء) و (كوميديون في رمضان) و (اعترافات مبدع).. فكانت الإذاعية بحق ذات الصوت الرخيم الذي تبعث من خلال ذبذباته المغناطيسية عبر الأثير؛ لتشد به الأذهان؛وتجذب لها الآذان؛ وتوقظ في نفوس المستمعين الإحساس بالأمن والأمان من خلال مواد برامجها التي كانت تجمع بين تقديم المعرفة والنصيحة؛ وبين المتعة والتسلية ؛ وبين الحوار وتقديم الأخبار.. امرأة إذاعية جادت بها مدينة طنجة؛كما جاد الطير على الناجين من الطوفان من أهلها..لم تنل حظها من الحفاوة والتكريم بما يليق بها؛ خاصة أن المرأة تحمل في جعبة معينها مالاينضب. تبقى التفاتة بيت المبدع لها في هذا الملتقى التفاتة نوعية؛ خلفت في وجدانها أثرا محمودا؛حيث من خلال كلمتها بالمناسبة عبرت بعمق عن فرحتها شاكرة لبيت المبدع هذه الخطوة الاحتفائية بها وسط هذه الأجواء المغاربية؛مذكرة بمقولة إعلانها من طنجة " هنا إذاعة الجزائر" على اعتبار –كما سبق الذكر- كانت تشتغل بإذاعة جزائرية كانت تبث برامجها من طنجة. وفي تقديمها لفقرة باللهجة القبايلية الجزائرية؛والتي صفق لها الحضور-عامة- ووفد الجزائر –خاصة- بحرارة؛مشيدا في كلمات كل من الشاعر والإعلامي اسماعيل غربي والشاعر د طارق ثابت بما قدمته هذه المرأة المغربية في سبيل تحرير الجزائر؛واعدين إياها بتكريم يليق بمكانتها في الجزائر في القادم من الأيام. وفي أجواء التكريم والاحتفاء والاحتفال؛ ساد جو من التأثر الكبير خلف دموع فرح منسابة بدء من المحتفى بها وأسرتها الصغيرة؛ مرورا بباقي الضيوف والزوار والمدعوين.. انتهاء بتوزيع شهادات التقدير والعرفان لكل من رئيس بيت الصحافة سعيد كوبريت وباقي المشاركات والمشاركين..
ويعتبربحق حفل تكريم الإعلامي أحمد إفزارن في الافتتاح ؛وحفل تكريم الإذاعية فاطمة عيسى في حفل الاختتام ؛ علامة فارقة في مسيرة بيت المبدع الدولي؛ الذي يتوخى من خلالها إعادة الاعتبار للغيورين من نساء ورجال المغرب على الوضع الثقافي والإعلامي والفني والتربوي..