المهرجان الجهوي الأول للمسرح بالرباط

مصدر الخبر: ، ونُشر بواسطة: أبابريس
شوهد 1113 مرة، منذ تاريخ نشره في 2016/03/02
أكد عبد الإله الدغمي مدير المهرجان الجهوي الأول للمسرح، والذي تنظمه مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة بشراكة مع جمعية السواعد الشعبية للمسرح من 26 فبراير إلى 4 مارس الجاري، تحت شعار" من أجل ممارسة مسرحية جادة"، ان هذه التظاهرة الثقافية، التي تحمل اسم الراحل الطيب الصديقي تكريما لهذا الهرم المسرحي العربي الكبير، تعتمد من خلال فقراتها على مجموعة من المحاور الخصبة، أولها التباري بين الفرق الهاوية، حتى يكون هناك تنافسا شريفا بين الفرق الجهوية، ثم تنظيم ندوة فكرية حول ممارسة التنشيط المسرحي بالجهة، والتي سيؤطرها الناقد المسرحي عبد المجيد فنيش باعتباره من رواد الممارسة المسرحية نقدا ومتابعة، بالإضافة الى عدد من الورشات في التقنيات المسرحية، والتي ستقام بمدينة الرباط لفائدة  كل الفرق المهتمة في مجالات متعددة، وذلك من أجل دعم المواهب وصقل التجارب، وتقديم خدمات تكوينية تساهم بشكل كبير في تنمية المدارك الفنية للمواهب المسرحية، وجعل التكوين أداة فعالة من اجل تجارب مسرحية اكثر مهنية واحترافية.
واضاف الدغمي في تصريح بالمناسبة ان فقرات المهرجان سوف تشهد في حفل الاختتام، تكريم أحد الوجوه الفنية والمسرحية، والتي أعطت الشيء الكثير للركح وبخاصة مسرح الأطفال، وكذا الكبار، ويتعلق الأمر بالفنان احمد بورقاب تقديرا للمجهودات الكبيرة والجبارة والعطاءات المتميزة، التي قدمها للمسرح المغربي على مدى أزيد من أربعين سنة، مبرزا أن الدورة سوف تكون دورة تأسيسية، سيتم خلالها تصحيح بعض الأخطاء وهفوات البدايات التي غالبا ما ترافق أي دورة أولى، وهذا شيء طبيعي على أساس، أن الدورة الثانية ستكون أكثر نضجا وتنوعا وخصوبة من حيث الفقرات والأنشطة والتنظيم والمشاركة، وكذا ضيوف المهرجان، لتكون في مستوى تطلعات الجهة والجمعية المنظمة.
وحول ما اذا كانت هذه التظاهرة هي امتدادا للبرامج الثقافية لمجلس الجهة السابق، قال الدغمي في هذا الباب" فعلا هذا النشاط الثقافي والفني هو امتداد للبرنامج الثقافي والإستراتيجية الثقافية والفنية التي سنها المجلس السابق، ونعتقد أن مجلس الجهة يمكن التأكيد على انه رائد على مستوى اهتمامها بالمجال الثقافي والاجتماعي، وذلك بالنظر إلى جملة من الأنشطة التي تم تنظيمها سواء على مستوى التخييم اوالصناعة التقليدية وكرنفال الأطفال وغيره، او تلك التي يتم تسطيرها في المستقبل، وهذا دليل قاطع على ان الثقافة تعد من ضمن الأولويات لدى المجلس، وبخاصة انها تلعب دورا كبيرا في تحقيق رهان التنمية الجهوية".
وفي سؤال حول ما اذا جاء تنظيم هذا المهرجان لوجود خصاص على مستوى المسرح، أردف الدغمي قائلا"بالطبع، يمكن للمهرجان في دورته الأولى، وخلال دوراته المقبلة، ان يسد هذا الخصاص، ويحقق للمتلقي والجمهور والفرق الهاوية نوعا من الاشباع الفرجوي الهادف، إننا نهدف من خلال هذا المهرجان الى إرساء مؤسسة مسرحية جهوية  قائمة الذات، تهتم بالجانب الثقافي والفني عموما وبالجانب المسرحي خاصة، كرهان حقيقي وسامي لجمع كل المشاركين والمتألقين ضمن فرقة واحدة، مهما اختلفت اهتماماتهم في مجالات التشخيص والإخراج والاعداد وكل ما يرتبط بالمجال المسرحي، على ان تكون في المستقبل مؤسسة جهوية في المسرح، وترصد لها ميزانية قارة، وطبعا يبقى الجانب المالي هو الجانب المهم، ونعتبر هذه التجربة النموذج الذي يجب ان تكون عليه باقي جهات المملكة، لأن الرهان من تنظيم هذا المهرجان ليس هو البهرجة، بل اكتشاف المواهب ودعمها على اساس تأسيس فرقة مسرحية جهوية، كما قلنا، ممثلة لمختلف مناطق الجهة، وذلك تحت إشراف جمعية السواعد الشعبية للمسرح، في عدد من المهرجانات والتظاهرات الثقافية على المستوى الوطني ولما لا على المستوى الدولي. ونتمنى من مجلس الجهة، الذي نثني على جهوده ودعمه الكبير من اجل إنجاح هذه الدورة، وترسيخه للمفهوم التشاركي مع فعاليات المجتمع المدني، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية حول الجهوية الموسعة، ان يلتقط هذه الإشارات، وقراءة هذه الرسالة الثقافية، لان أي نشاط ثقافي اذا لم يكن لديه هدفا معينا فلا مجال لتنظيمه، ونحن في هذا المهرجان ـ كما اسلفا ـ لدينا أهداف متعددة، منها اكتشاف المواهب الشابة في المجال المسرحي، وخلق دينامية فنية ومسرحية جهوية، وتأسيس فرقة جهوية، وتحبيب المسرح لدى الشباب، في ظل انتشار الكثير من الظواهر الاجتماعية الخطيرة كالانحراف وغيره، وهذا دورنا كفعاليات المجتمع المدني من اجل رد الاعتبار للمسرح ونحن نقترب من الاحتفال باليوم الوطني واليوم العالمي للمسرح.
يشار ان حفل افتتاح الدورة، والذي نشطته الفنانة مريم لمفنن، عرف تقديم عرض فني للتعبير الجسدي على الأثواب المعلقة أدتها الفنانة فاطمة الزهراء، وعرض مسرحي فكاهي للفنان رشيد العدواني، وتقديم لجنة تحكيم المسابقة التي يترأسها الفنان والممثل عبد الكبير الركاكنة، فضلا عن سهرة فنية احيتها مجموعة تكادة