المهرجان الوطني لفن اعبيدات الرما موعد مهم لإبراز الهوية الثقافية لدى الأجيال

مصدر الخبر: المصطفى الصوفي، ونُشر بواسطة: أبابريس
شوهد 1617 مرة، منذ تاريخ نشره في 2016/04/15
تستضيف مدينة خريبكة الدورة 16 للمهرجان الوطني لفن اعبيدات الرما من 15 إلى 17 أبريل 2016 بـمدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد، هذه الدورة تتميز بفقرات متنوعة، مع تكريم شيخين من رواد هذا الفن التراث الجميل. بالمناسبة، التي تنظمها وزارة الثقافة بالتعاون مع عدد من الشركاء نلتقي مع الأستاذ محمد السريع المندوب الإقليم للثقافة بخريبكة، في هذا الحوار:


س ـ  الأستاذ محمد السريع ما الذي يميز الدورة 16 للمهرجان الوطني لفن اعبيدات الرما من 15 إلى 17 أبريل 2016 بـمدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد؟.

ج ـ ميزة هذه الدورة، أنها تقام ولله الحمد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي سطرت برنامجا خصبا ومتنوعا، وذلك من أجل أن تكون استثنائية ومختلفة عن باقي الدورات السابقة، وهذا يبرز اهتمام وزارة الثقافة بهذا المهرجان الذي يشكل تظاهرة وطنية للحفاظ على تراث فني جميل، يشكل جزء من الهوية الوطنية الأصيلة، ومن ميزة الدورة أيضا أن هذا التراث اللا مادي والموروث الثقافي تعطيه الوزارة أهمية كبرى وحريصة عليه كل عام منذ 16 سنة، كموعد سنوي قار لإبراز الهوية الثقافية المغربية، لدى الأجيال، وخدمة التنمية الثقافية المحلية، وذلك بفضل تضافر جهود وزارة الثقافة الجهة المنظمة، وباقي المصالح الخارجية وكافة الشركاء، فضلا عن وسائل الإعلام الوطنية والمحلية الورقية والالكترونية والمسموعة والمرئية مشكورة.


س ـ  تقام بالمناسبة ندوة فكرية مهمة حول "إشكالية المحافظة على التراث اللامادي"، إلى أي حد تساهم هذه الندوة في صيانة الذاكرة الثقافية الوطنية، وخلق حوار إبداعي وثقافي يعيد الاعتبار لفن اعبيدات الرما؟.

ج ـ صحيح أن هذه الندوة، تشكل العمود الفقري للدورة، وذلك لكونها تستضيف خبراء وأستاذة وباحثين، حيث ستقدم أمام المهتمين والطلبة الباحثين، ذلك بهدف توظيف البحث العلمي كآلية للتعريف بتراثنا الوطني والمحافظة عليه. وتوثيق التظاهرات والمهرجانات، والانفتاح والتعاون مع الفضاءات العلمية والأكاديمية، مع خلق تكامل بين البحث الفكري والتنشيط الفني، لإستنطاق وإظهار المكونات الهامة للتراث اللامادي، حتى يكون مرجعا أساسيا لفائدة الطلبة والباحثتين، مع خلق حوار إبداعي وثقافي، وأيضا خلق وإحداث مسلك خاص بالكلية لهذا التراث اللامادي، ورد الاعتبار للمسالك الأخرى. لهذا فان الندوة ستكون مهمة للغاية وذلك بالنظر إلى محورها والقضايا التي تطرحها من قبل المتخصصين، والتفاعل الذي ستحدثها مع الحضور.


س ـ ما أهمية الحضور الفاعل لشركاء المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة بتعاون مع عمالة إقليم خريبكة والمجمع الشريف للفوسفاط والمجالس البلدية لمدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد؟.

ج ـ طبعا لشركاء المهرجان مشكورين أهمية كبرى في هذا المهرجان، وذلك من خلال الدعم القوي الذي يولونه لهذه التظاهرة الفنية الوطنية، انه صورة حقيقية لاستمرار هذا المهرجان، كما يشكلون قيمة مضافة لهذه التظاهرة الوطنية، واعتقد ان مساهمة مزيدا من الشركاء في مختلف المؤسسات، ومنها القطاع الخاص، إضافة الى الشركاء الاوفياء سيشكل حافزا قويا النهوض بهذا المهرجان، وتحقيق مزيد من المكتسبات.


س ـ  هل ترى معي أن الفرق المنتقاة على صعيد مجموعات الإقليم، قادرة على خلق الفرجة للجمهور بشكل كبير مقارنة مع الدورات السابقة؟.

ج ـ نعم كل الفرق، بما فيها المنتقاة قادرة على تحقيق الفرجة للجمهور، لأن عملية انتقاء الفرق على صعيد الإقليم، جرت أمام لجنة متخصصة، وفي ظروف موضوعية وشفافة لجنة، فرهاننا هو ان نعطي المشاركة لمن يستحق، دون التمييز بين أحد، وهذا شيء مهم بالنسبة لنا، واعتقد بالمناسبة أن كل دورة تكون مميزة بفرقها سواء المحلية أو الوطنية، وهذا ما يمنح لهذا المهرجان طابع الخصوصية والتميز والثراء الفني والفرجوي الجميل.


س ـ  أي أفق فني وإبداعي تحمله الدورة، على مستوى تكريم الرواد، وتنظيم سلسلة أنشطة موازية؟.
ج ـ كعادة كل دورة، يكرم المهرجان قيدومين لفن عبيدات الرما،  هذه السنة سنكرم في حفل الافتتاح كل من الشيخ محمد ربا من مجموعة الرواشد بأبي الجعد، والشيخ الكبير البوعاد من مجموعة أولاد علي الواد بالفقيه بن صالح واعتقد أن فقرة التكريم، هي موعد سنوي هام، يتم فيه رد الاعتبار لرواد هذا التراث الفني الميز، والتفاتة مهمة وقوية لفنانين كبار قدموا لفن اعبيدات الرما الشيء الكثير، كما أن الفقرات المتنوعة التي يحبل بها البرنامج، ومنها بالخصوص ورشة تقنيات اللعب المسرحي في فن اعبيدات الرما، وسهرة المجموعات بالسجن المحلي بخريبكة، وتقديم الإصدارات وغيرها، تشكل أفقا إبداعيا وفنيا، من اجل ترسيخ روح الفن الجميل الأصيل والإبداع المتجدد لفن عبيدات الرما بكل ما تحمله الكلمة من معنى.


س ـ  الملاحظ أن عددا من مناطق الإقليم للأسف، لا تستفيد من فرجة هذا المهرجان، هل هناك من استراتتيجية في المستقبل لتوسيع الفرجة على باقي القرى المنجية بالإقليم؟.
ج ـ فعاليات المهرجان تقام بـمدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد، وهذا شيء مهم للغاية، واعتقد أن جمهور ضواحي تلك المدن نظرا لعامل القرب، يستفيد من فرجة المهرجان، وهذا يخلق نوعا من الدينامية الاقتصادية والتجارية وغيرها، واعتقد أن انخراط شركاء جدد في هذا المهرجان، ودعمهم سيكون بشارة خير، لتوسيع الفرجة إلى باقي مناطق الإقليم الضواحي
س ـ قدمت لجنة الانتقاء للفرق المحلية مؤخرا، توصيات اعتبرها العديد من المتتبعين مهمة للغاية، كيف ستنعكس تلك التوصيات إيجابا على فن اعبيدات الرما شكلا ومضمونا؟.
ج ـ صحيح أن لجنة الانتقاء قدمت توصيات كانت غاية في الدقة والأهمية، وذلك بهدف الحفاظ على فن اعبيدات الرما وأصالته، ومنها الامتثال لضوابط الآلات المستعملة، والاهتمام بالزي كموروث يجب تثمينه والحفاظ عليه بالتمثل لجمالية وأصالة اللباس المتعارف عليه عند شيوخ اعبيدات الرما، وتمكين المجموعات من النصوص الشعرية القديمة لفن اعبيدات الرما، وحثهم على حفظها بشكل كامل ويراعي خصوصية الموروث، مع ضرورة تقيد المجموعات بالانسجام واجتهادات في المثن، إضافة إلى تذكير المجموعات المشاركة بالتقيد بعدد أفراد مجموعة اعبيدات الرما، واعتقد أن تلك التوصيات ستنعكس إيجابا على هذا الفن شكلا ومضمونا، وذلك بالحفاظ على أصالته وخصوصيته وتفرده وتميزه.

س ـ  في  ظل التقسيم الجهوي الجديد، كيف سيحافظ المهرجان على طابعه الخصوصي، وانفتاحه كذلك على باقي الأنماط التراثية الجهوية وكذا الوطنية لفن عبيدات الرما؟.
ج ـ هذه التظاهرة وطنية، وتشارك فيها إضافة إلى الفرق المحلية فرقا وطنية ومن ضمنها فرق الجهة، خاصة من الفقيه بن صالح وبني ملال، وغيرهما، وهذا شيء مهم وجميل ويعطي للمهرجان غنا وتنوعا، ويساهم بشكل كبير في الحفاظ على خصوصية هذا المهرجان، فخصوصيته في تنوعه وانفتاحه، تكريسا للبعد التراثي اللامادي الوطني، وترسيخا لفن تراثي أصيل يشكل إيقونة الفن المغربي الأصيل.