الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة السميط للتنمية الإفريقية في قطاع الصحة لعام 2018 بمبلغ مليون دولار أمريكي

مصدر الخبر: ، ونُشر بواسطة: أبابريس
شوهد 1357 مرة، منذ تاريخ نشره في 2018/11/22
 أعلن مجلس أمناء جائزة السميط للتنمية الإفريقية اختيار ثلاثة فائزين لدورة هذا العام من الجائزة في قطاع الصحة تقديرًا لجهودهم ومساهماتهم في مجال تحسين الصحة في القارة الإفريقية.

  وقرر مجلس أمناء الجائزة بعد تداوله لتقارير لجنتي التحكيم والاختيار للجائزة منح نصف الجائزة إلى الأستاذ الدكتور سالم عبد الكريم -مدير مركز أبحاث الإيدز ونائب المدير لشؤون الأبحاث بجامعة كوازولو في جمهورية جنوب إفريقيا والأستاذ بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، ومنح النصف الآخر بالتساوي بين كل من الأستاذة الدكتورة شيلا كيه ويست - أستاذ طب العيون ونائب رئيس معهد ويلمر لطب العيون لشؤون الأبحاث في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة، وبرنامج (راكاي) للعلوم الصحية وهو مركز أبحاث غير ربحي مستقل ومقره مدينة راكاي في جمهورية أوغندا.

   وجاء فوز البروفسور عبد الكريم بالجائزة – مشاركةً-  تقديراً لأبحاثه التي تركزت خلال العقود الثلاثة الماضية على آليات تطور مرض نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز ) علاوة على تركيزه على ابتكار لقاحات الوقاية من المرض وعلاج المصابين به.  وقد أدت هذه الإسهامات إلى تعاضد الجهود الدولية لمكافحة وباء الإيدز في العالم بصورة عامة وفي إفريقيا بصورة خاصة.

    ونشر البروفسور عبد الكريم ما يزيد على 350 بحثاً في دوريات طبية عالمية رصينة، وكان لجهوده في أبحاث الوقاية وعلاج مرضى الإيدز الأثر البالغ في تغيير السياسات والممارسات المتعلقة بالخدمات الصحية، مما شكل عاملاً رئيساً في انحسار معدل الإصابة بالإيدز ومعدل الوفيات الناتجة عنه في إفريقيا والعالم.

 وتظهر بصمات البروفيسور عبد الكريم واضحةً على وجه التحديد في صياغة الكثير من السياسات والمبادئ التوجيهية للعلاج، التي يجري تنفيذها في جميع أنحاء العالم. كما أن النتائج التي توصل إليها بشأن الترابط الوبائي بين السلِّ وفيروس الإيدز- وهو سبب رئيسي للوفاة في إفريقيا- أدت إلى تقدمٍ ملموسٍ وجلي، وتجلى ذلك على سبيل المثال في انخفاض عدد الوفيات الناتجة من الترابط بين السلِّ وفيروس الإيدز إلى النصف في جنوب إفريقيا منذ عام 2012.

    وجاء قرار مجلس الأمناء بمنح الجائزة - مشاركةً-  إلى البروفسورة ويست نتيجة أبحاثها التي ركزت على طرق تحسين جراحات انحراف الأهداب (الشعرة) والقضاء على الرمد الحبيبي (التراخوما) المسبب للعمى في إفريقيا، وإسهامها الكبير في مكافحة العمى بين الأطفال والبالغين  في القارة الإفريقية.

    وأدت ويست دورًا رئيسياً في تطوير استراتيجية منظمة الصحة العالمية للوقاية من الرمد الحبيبي ومكافحته، وهي استراتيجية مستدامة تُطبَّق حاليًّا على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم للوقاية من العمى، في حين تعتبر التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن الوقاية من العمى وعلاج المصابين بمرض الرمد الحبيبي ذات أثرٍ واضح في شتى أنحاء العالم.

وتواصل البروفسورة ويست نشاطها العلمي مع شركائها في أكثر المجتمعات فقرًا حول العالم لمعالجة أمراض المناطق الاستوائية التي لا تحظى بالاهتمام نفسه مقارنةً بغيرها من الأمراض الوبائية.

    وقرر مجلس الأمناء فوز برنامج (راكاي) للعلوم الصحية بالجائزة -مشاركةً-  لدوره المقدر في تحسين الصحة العامة في القارة الأفريقية من خلال مكافحة فيروس الإيدز والأمراض المنقولة جنسيًّا و اكتشافه قبل نحو ثلاثة عقود الأعراض السريرية الأولى لما كان يمثل حينها ظاهرةً طبية جديدة أطلق عليها الإفريقيون مصطلح «مرض الهزال».

   كما نجح بحث البرنامج في توثيق أهمية ختان الذكور وتأثيره الإيجابي كوسيلةٍ فعالة للحدِّ من الإصابة بفيروس الإيدز وغيره من الأمراض المنقولة جنسيًّا في حين كان لمنشورات البرنامج في المجلات الطبية المحكمة والمرموقة أثر بالغ وملموس على السياسات الصحية في إفريقيا والعالم.

    ويضم البرنامج الذي يعمل فيه 350 باحثٍا أوغنديا يضم اختصاصيين في علم الأوبئة وعلم الدراسات السكانية، وباحثين في العلوم الأساسية والسريرية، وعلماء في السلوكيات والمختبرات، وعاملين في دعم البحوث وفي مكافحة مرض الإيدز في إفريقيا.

     وبالإضافة إلى الباحثين العاملين بدوام كامل على التصدي لهذا المرض محليًّا وقاريًّا، يضم برنامج راكاي أيضًا نحو 370 من القوى البشرية المساندة يقدمون خدمات العلاج والوقاية من فيروس (الإيدز) باستخدام نتائج الأبحاث التي يجريها البرنامج داخليًّا.

وتعليقًا على الإعلان عن أسماء الفائزين، قال معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، ورئيس مجلس أمناء جائزة السميط للتنمية الإفريقية: «إن هدفنا، من خلال تقديم هذه الجائزة، هو تعزيز التغيير الإيجابي في جميع أنحاء القارة الإفريقية. وقد نتج عن الجهود الريادية المميزة للفائزين الثلاثة بجائزة السميط للتنمية الإفريقية هذا العام في مجالات تخصصاتهم في قطاع الصحة إحداث فارق إيجابي ومستدام في جميع أنحاء إفريقيا والعالم».

من جهته قال الدكتور كواكو آننج، رئيس مجلس هيئة الطاقة الذرية في غانا، وعضو مجلس أمناء الجائزة :"تمثل إنجازات جميع المرشحين للجائزة هذا العام درجة عليا من الالتزام في مواجهة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية في مجال الصحة. وتتركز جهود اثنين من الفائزين الثلاثة على طرق علاج مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وطرق الوقاية منه، والذي يعتبر القاتل الأكبر في إفريقيا".

    وأضاف : "أما الفائز الثالث فتتركز جهوده على علاج مرض الرمد الحبيبي، الذي لا يعتبر عاملاً مباشراً لارتفاع معدل الوفيات، لكنه مرض يوصف بكونه "يتيماً" يصيب أفراد المجتمعات الأكثر فقراً في الدول النامية. ومن هذا المنظور قلما تجذب مكافحة هذا المرض اهتمام ودعم الأبحاث الممولة عالميا. ويعتبر قرار تقاسم الفائزين الثلاثة للجائزة شهادة على تفاني جميع المرشحين في بذل جهود تحسين الصحة في القارة الإفريقية".

   من جانبه، قال الدكتور عدنان شهاب الدين، المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي: «يمثل فائزو هذه السنة بجائزة السميط للتنمية الإفريقية قاماتٍ علمية رفيعة وإسهامات ريادية ننشدها لهذه الجائزة الرفيعة. ولأعمال الفائزين الثلاثة للجائزة هذا العام أثر كبير في تحقيق تحسيناتٍ ملموسة بمعيشة الملايين ممَّن يعانون من فيروس الإيدز والرمد الحبيبي، وأيضًا في زيادة متوسط أعمارهم المُتوقَّعة والتقليل من معدل وفيات المصابين بمرض فيروس الايدز، من خلال إجراء أبحاث مبتكرة عن العلاجات وسبل الوقاية واتخاذزمام المبادرة في إحداث تغييرات مستدامة في سياسات الرعاية الصحية على مستوى القارة الإفريقية والعالم».

  يذكر أن جائزة السميط للتنمية الإفريقية وقيمتها مليون دولار أمريكي مقدمة من حكومة دولة الكويت تُمنَح سنويًّا للأفراد أو المؤسسات في أحد المجالات الثلاثة المقررة للجائزة: الأمن الغذائي أو الصحة أو التعليم، وهي نتاج مبادرة من حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح "حفظه الله ورعاه" تكريمًا وتخليداً لإرث المرحوم بإذن الله تعالى الدكتور عبد الرحمن السميط، وهو طبيب كويتي كرَّس حياته للتصدي للتحديات الصحية والتعليمية وتلك المتعلقة بالأمن الغذائي التي تواجه القارة الإفريقية.

ويترأس مجلس أمناء الجائزة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية،  ويضم كل من السيد/ بيل غيتس – الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، ، والسيد/ عبد اللطيف الحمد – المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والدكتور/ كاواكو اننج – نائب المدير العام ورئيس قسم التعاون التقني السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، و الدكتورمختار ديوب نائب رئيس البنك الدولي لشؤون إفريقيا  ، والسيد/ طارق بدر سالم المطوع- العضو التنفيذي للجنة التجمع العام للجمعيات الخيرية والمدير العام ورئيس مجلس إدارة شركة سدير للتجارة العامة والمقاولات، والدكتور/ عدنان شهاب الدين- مديرعام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومقرر الجائزة.

ويشرف مجلس أمناء الجائزة على جميع إجراءات الجائزة، في حين تقدم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي كل أشكال الدعم اللوجستي والإداري للجائزة.