المدير العام للإيسيسكو في افتتاح المنتدى الدولي الثاني للمدن العتيقة في تطوان:المدن العتيقة مستودع للتراث الإنساني وفضاء للتلاقح الحضاري
مصدر الخبر: الرباط -إيسيسكو، ونُشر بواسطة: أبابريس شوهد 820 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/03/15
قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، إن المدن العتيقة هي مستودعات للحضارات الإنسانية المتعاقبة، فيها تقاربت عبر التاريخ مما أنتج عنه التلاقحُ الحضاريُّ، والتمازجُ الثقافيّ، والترابطُ الإنسانيّ.
وأشار في كلمة ألقيت بالنيابة عنه في افتتاح المنتدى الدولي الثاني للمدن العتيقة صباح اليوم في مدينة تطوان (شمال المغرب)، إلى أن الاحتـفـاء بالمدن العتـيـقـة هو احتـفـاء بالإنسان الذي امتـزجت حياته بها باندماجه في محيطها، ليتشكل من هذا الامتزاج والاندماج، النسيجُ المجتمعيُّ الذي يستعصي على الانفصام أو الذوبان.
وقال: " إن الخبرة التاريخية والتجربة الميدانية قد أثبتتا أن الحفاظ على المدن العتيقة لا تكون له قيمة فعلية إلا بتنمية هذه المدن تنمية شاملة مستدامة. فالتنمية الإنسانية التي تنطلق من التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، هي السبيل إلى استمـرار حماية المدن العتيقة ودوام الحفاظ على رونـق آثارها وألـق إشعاعها وعـبـق تاريخها."
وأكد أن الحفاظ على روح المدن العتيقة هو التحـدّيُّ الذي يواجه القائمين على شؤون هذه المدن، وهو مسؤولية مشتركة بين العديد من الأطراف المحليـة، والوطنيـة، والدوليـة، باعتبار أن حمايـة المدن العتيقة من الاندثـار والانهيـار لا تدخل ضمن اختصاصات البلديات والجماعات المحلية المنتخبة فحسب، ولكنها تـنـدرج ضمن المسؤوليات الوطنية للحكومات، كما تـنـدرج في إطار المـهـام المنوطة بالمنظمات الدولية المتخصصة، وفي المقدمة منها منظمة الأمم المتحـدة للتربية والعلم والثقافة -يونسكو-.
وأشار إلى أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- تتحمل قسطـًا من هذه المسؤولية تجاه حماية التـراث المادي واللامادي في العالم الإسلامي، حيث أنشأت لهذا الغرض (لجنة التراث في العالم الإسلامي)، والتي من اختصاصاتها: تسجيل المواقع الثقافية الأثرية في الدول الأعضاء في قائمة التراث في العالم الإسلامي، والمحافظة على المعالم التاريخية والمحميات الطبيعية في الدول الأعضاء، وحماية التراث الثقافي غير المادي والنهوض به، وتقديم المساعدة العاجلة لحماية المواقع الأثرية المتضررة من الكوارث الطبيعية، وتوفير الدعم القانوني لاسترجاع الممتلكات الثقافية المنهوبة، ومكافحة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية، وتوفير الخبرة والدعم التقني من أجل جرد التراث الثقافي، ودعم جهات الاختصاص في الدول الأعضاء من أجل تسجيل مواقعها الأثرية على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وإعداد تقارير عن وضعية التراث الثقافي في العالم الإسلامي،
ويعقد المنتدى الدولي الثاني للمدن العتيقة خلال الفترة من 14 إلى 16 مارس الجاري تحت شعار (المدن العتيقة، فضاء لتلاقح الحضارات).