سنة 1887 - أعلن أديسون عن اختراع الفوتجراف "جهاز تسجيل الصوت". سنة 1948 - أصدرت الأمم المتحدة قراراً بمقتضاه أصبحت المملكة الليبية دولة مستقلة. سنة 1956 - انضمام تونس إلى الأمم المتحدة. سنة 1970 - أعلن العلماء الأمريكان توصلهم لاستخلاص الماء والأكسجين من تربة القمر. سنة 1973 - قرر المجلس الوزاري لمنظمة الوحدة الأفريقية فرض حظر اقتصادي شامل على إسرائيل حتى تمتثل لقرارات مجلس الأمن. سنة 1980 - بدء القمة العربية الثانية عشرة في عمان سنة 1694 - ولد المفكر والفيلسوف الفرنسي فولتير. سنة 1938 - دفن مصطفى كمال أتاتورك في مدينة أنقرة. سنة 1945 - غواتيمالا تنضم إلى الأمم المتحدة. سنة 1991 - انتخب مجلس الأمن نائب رئيس الوزراء المصري بطرس غالي أمينا عاما للأمم المتحدة.
وصية القاص المبدع أحمد بوزفور في جعل المدرسة مشتلا للإبداع.
كُتب بواسطة: عبدالكريم القيشوري ، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 3260 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/10/02
يسعدني أن أقدم في هذه "الورقة" وصية الأب الروحي للقصة القصيرة بالمغرب؛وحامل مشعل التنوير في الكتابة الإبداعية بشكل عام وفي الكتابة القصصية بشكل خاص؛والمساهم في العديد من الهيئات التي تنحو هذا المنحى ؛وأخص بالذكرهنا هيئة مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب من خلال إصدارها الأول سنة2004 لمجلة "قاف صاد"المتخصصة في القصة .. إضافة إلى مشاركاته العديدة في الملتقيات الثقافية والتربوية التي تنظمها جمعيات المجتمع المدني التي تتخذ الشأن الثقافي/التربوي هما لها؛ إن على مستوى التأطير أو المشاركة ؛أو على مستوى الحضور كضيف له قيمته الاعتبارية في هذا المجال.
في لقاء تلاميذي نظمته إحدى الجمعيات الفاعلة بإحدى المؤسسات التربوية بسيدي بنوربمدينة الجديدة؛ والتي استضافت من خلاله شيخ القصة القصيرة بالمغرب المبدع أحمد بوزفور؛للحديث عن الإبداع التلاميذي في المدرسة المغربية؛والذي حدد مدخلاته في ست :
1- الأستاذ المبدع.
2- الإدارة المبدعة .
3- الكتاب المدرسي المبدع .
4- الثالوث المبدع (الأستاذ والكتاب والإدارة) .
5- القراءة الحرة .
6- التشجيع والتحفيز على الكتابة.
يسعدني أن أقدم وصية مبدعنا المتنور؛معلم الأجيال؛القاص ذأحمد بوزفور؛للمسؤولين عن شأن التربية الوطنية ببلدنا من قمة الهرم إلى قاعدته؛ وإلى كل ممارس (ة) وفاعل (ة) ومهتم (ة) بالفعل التربوي/الإبداعي/الثقافي؛ وإلى كل قارئ.. لما تضمنته من إشكالات و أفكار ورؤى وتصورات وحلول..
يقول الأب الروحي للقصة القصيرة بالمغرب ذ أحمد بوزفور في وصيته :
فكرت فيما يمكن أن نهيئه قبل الإبداع التلاميذي. ماذا ينبغي أن نفعل لكي تكون مدرستنا مشتلا للإبداع ؟ولمقاربة هذا الموضوع فكرت في عدة مداخل منها :
المدخل 1 : الأستاذ المبدع .
لا يمكن أن نتحدث عن أي إبداع في المدرسة بدون أستاذ مبدع؛وأقصد بالأستاذ المبدع أولا أن يكون عاشقا للإبداع؛مدمنا على قراءة النصوص؛ لا يهم أن يكتب. المهم أن يقرأ ؛ أن يتذوق؛ أن يميز ؛ أن يقيم. وأقصد بالأستاذ المبدع ثانيا أن يبلغ حد عشقه للإبداع حد التضحية والإيثار. فمهمته ليست أن يبدع إبداعا؛ بل أن يبدع مبدعين. المبدع عادة يكون أنانيا وحتى نرجسيا أحيانا؛لا يفكر إلا في نفسه وفي نصوصه. لكن الأستاذ المبدع؛ مبدع المبدعين؛ يعيش إبداع غيره؛ويضحي في سبيل هذه الغاية بوقته بقراءاته؛ بكتاباته الخاصة لكي يشرف على النادي أو الورشة أوالمختبر في المدرسة؛ ولكي يوجه البراعم للكتابة ويسدد خطاها المتعثرة. الإبداع صناعة خفيفة تنتج النصوص؛أما الإشراف على خلايا التلاميذ المبدعين فهو صناعة ثقيلة لا تنتج السلاح؛ بل تنتج أدوات إنتاج السلاح.لا تنتج النصوص؛ بل تنتج مبدعي النصوص.لذلك أعتبر هؤلاء الأساتذة أشرف وأنبل وأجدر بالحب والاحترام من المبدعين.
المدخل 2 : الإدارة المبدعة .
لا يمكن لخلايا الإبداع في المدارس أن تنتج إذا لم تتوفر لها إدارة مبدعة ؛ إدارة تدرك جيدا – ومن المنظور البيداغوجي – أهمية الإبداع في تنشئة المتعلم ؛ولأنها تدرك ذلك ؛ فإنها وفوق قيامها بواجبها المهني في الإشراف على التسيير العادي للدروس؛ تجد الوقت والإمكانيات في مساعدة المتعلمين/المبدعين من حيث التأطير والتوجيه والدعم والمتابعة والتحفيز..
المدخل3 : الكتاب المدرسي المبدع .
عدد لا يستهان به من المبدعين المغاربة يشكون من قلة النصوص المغربية في الكتاب المدرسي-ومعهم الحق- ولكن ما أشكو منه قبل ذلك هو قلة أو نذرة النصوص الإبداعية المنتجة - مغربية أوغير مغربية -.وأقصد بالنصوص المنتجة التي تجذب المتعلم وتدهشه ثم تغريه بأن يبدع هو أيضا. هذه النصوص ؛ من المهم أن تكون أولا نصوصا ؛ فعلا مكتملة ؛لا يبترها الكتاب المدرسي أو يختزلها أو يتصرف فيها؛ لأننا فعلا لا ندرس أو ندرس في هذه النصوص اللغة أو الأخلاق ؛ بل ندرس الإبداع.ولنفهم الجنس الأدبي من خلال نصوصه ؛ يجب أن تكون نصوصه كاملة.فالنص الأدبي بنية أي بناء. كل حجرة في حجرة سنمار؛إذا نزعت انهار البناء كله. ومن المهم أن تكون هذه النصوص في نظري كلاسيكية. لست مع إيراد النصوص الحديثة في الكتاب المدرسي. النصوص الحديثة تخرج عن قواعد النصوص الكلاسيكية ؛ وتجرب تقنيات تتجاوزها ؛ولن تكون هذه النصوص الحديثة مفهومة؛إذا لم نفهم النص الكلاسيكي أولا. فلكي نفهم الشعر الحديث ينبغي أن نكون قد فهمنا الشعر القديم.ولكي نتجاوب مع القصة الحديثة؛ ينبغي أن نكون قد قرأنا تشيخوف وهمنجواي ويوسف إدريس وغلاب وزفزاف..وأين يمكن أن نقرأ هذه النصوص إن لم نقرأها في المدارس ؟
إذا أردنا قواعد الجنس الأدبي من لغة وبلاغة وعروض وأخلاق..فسنجدها في النصوص الكلاسيكية ؛وبعد أن نشب عليها ونصعد إلى الجامعة سيتاح لنا إذاك أن نتمرد عليها؛وسنجد النصوص الحديثة حينئذ فاتنة ومثيرة. النصوص الحديثة حلوى تضر الذي يتناولها وهو جائع .
المدخل 4: الثالوث المبدع.( الكتاب المدرسي والأستاذ والإدارة).
يمكن أن تبدأ خلايا الإبداع العمل في المدرسة ؛ وأولى الخطوات في نظري هي تذويق المتعلمين الإبداع. المتعلم"ة" لا يمكن أن يبدع من لاشيء.لابد من إغناء ذاكرته؛ ليس بالمعلومات فقط ؛ بل أيضا وأساسا بالخيال. بل ليس فقط بالعالم كما هو؛ بل أيضا بآفاق العوالم الممكنة والمستحيلة. ليس أيضا بالحقائق بل أيضا بالمجازات ؛وليس فقط بما يجب عليه؛ بل أيضا بما يحقق له. وحين تغتني ذاكرة المتعلم بعشرات النصوص الإبداعية النماذج في أجناسها؛حينئذ فقط سيتحرك خياله.
المدخل 5 : القراءة الحرة .
يجب تعويد المتعلمين المبدعين على القراءة الحرة يوميا ولو نصف ساعة ؛وأقصد بالقراءة الحرة؛قراءة ما يعجبهم هم؛وعلينا أن نوفر لهم في مكتبة المدرسة وفي مكتبة الورشة المتاحة خيارات متعددة ومتنوعة بنهر من النصوص. من شرب منه فهو منا ومن لم يشرب منه فليس منا إلا من غرف غرفة بعينه. قد نجد صعوبة في توفير النصوص الكلاسيكية ونماذجها أساسا؛ ولكن هنا يتجلى دور الأستاذ المبدع ؛ إذ يمكن بواسطة التبادل أو الاستعانة بالناشرين وبالمكتبات وبالآباء والأمهات وبالمبدعين المتطوعين..يمكن أن تكون فرصا لتكوين هذه القاعدة التي ستنمو مع الزمن.
المدخل 6 : التشجيع والتحفيز على الكتابة.
يشجع المتعلمون المبدعون بعد ذلك على كتابة نصوص قصيرة خواطر؛يوميات..لتدريب أصابعهم. أصابع الكاتب كأصابع العازف؛إذا لم تتمرن يوميا تتخشن وتتصلب وتستعصي عليها الكتابة. ثم بعد ذلك يكتب المتعلمون نصوصهم الإبداعية التي ينبغي أن نتعامل معها على مستوى التقييم بالملاحظة الدقيقة؛وعلى مستوى الإبلاغ بمرونة ولطف. نفوس المبدعين الصغار هشة وطرية. كل لفظة ساخرة أو جارحة يمكن أن تسبب لها الإحباط الأبدي.
فهل من مجيب لدعوة القاص السي أحمد بوزفور عن وصيته ؟