سنة 1887 - أعلن أديسون عن اختراع الفوتجراف "جهاز تسجيل الصوت". سنة 1948 - أصدرت الأمم المتحدة قراراً بمقتضاه أصبحت المملكة الليبية دولة مستقلة. سنة 1956 - انضمام تونس إلى الأمم المتحدة. سنة 1970 - أعلن العلماء الأمريكان توصلهم لاستخلاص الماء والأكسجين من تربة القمر. سنة 1973 - قرر المجلس الوزاري لمنظمة الوحدة الأفريقية فرض حظر اقتصادي شامل على إسرائيل حتى تمتثل لقرارات مجلس الأمن. سنة 1980 - بدء القمة العربية الثانية عشرة في عمان سنة 1694 - ولد المفكر والفيلسوف الفرنسي فولتير. سنة 1938 - دفن مصطفى كمال أتاتورك في مدينة أنقرة. سنة 1945 - غواتيمالا تنضم إلى الأمم المتحدة. سنة 1991 - انتخب مجلس الأمن نائب رئيس الوزراء المصري بطرس غالي أمينا عاما للأمم المتحدة.
كُتب بواسطة: مصطفى لغتيري، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 3602 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/10/12
صدرت رواية"خبز وحشيش و سمك" لصاحبها عبد الرحيم لحبيبي عن أفريقيا الشرق عام 2008 ، وتعد هذه الرواية، التي تضم بين دفتيها 231 صفحة من الحجم المتوسط ،سيرة ذاتية لمدينة آسفي ، هذه المدينة التي تتحدث عنها الرواية بلغة الحلم والعشق والنوستالجيا ، نقرأ على صفحاتها مايلي: " في القدم كان البحر .. وكانت آسفي هبة البحر ، على ساحله نشأت وترعرعت ونمت ، كان البحر جحيمها و نعيمها ، سعادتها وشقاءها . من قمة سيدي بوزيد تبدو المدينة في عناق حميمي خالد مع البحر ، فكأنهما في اللحظات الأخيرة للانفصال عن بعضهما أو هما في اللحظة الأولي للعناق و الالتحام والضم .
آسفي حاضرة المحيط ، وقفت على ساحلها سنابك جياد عقبة بن نافع كآخر نقطة للعالم المتحضر، نهاية العالم..."
عمد الكاتب في هذه الرواية إلى تسجيل تاريخ المدينة الحديث بنفس روائي جميل ولغة راقية شفافة وسلسة ، فتوقف عند الأمكنة التي تشكل هوية المدينة ورمزيتها من قبيل السوينية والشعبة وسيدي بوالذهب وغيرها، كما أثث نصه الجميل بأناس المدينة وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الطبقة الصامتة ، فصور طموحاتهم و آمالهم و كبواتهم و أحلامهم المجهضة .. وأنت تقرأ الرواية أبدا لا يمكن سوى أن تصدق بأن الشخوص هي شخوص حقيقية وواقعية، عاشت في مدينة آسفي والتحمت معها التحاما صوفيا يصل إلى حدود الحلول ..
في الرواية نرصد النضالات السياسية التي قادتها الفئة المثقفة الملتحمة بالطبقة الشعبية المسحوقة ، ونقف على قسوة المخزن "النظام" و وحشيته وقمعه وإحباطه لكل حلم مشروع في إقامة نظام ديقراطي ، يؤسس لتداول سلمي على السلطة وتوزيع عادل للثروات ، لتكون الرواية بذلك ليست سيرة ذاتية لآسفي فحسب، بل للمغرب عامة.
في الرواية نتلصص على شخوص تمتاز بعمقها الشعبي من قبيل المدعو "الحامض " و"با صطوف" وغيرهما، نترصدهم وهم يقتنصون لذاتهم الصغيرة نكاية في الساسة والمخزن، من خلال اعتكافهم على الحشيش والسمك والنساء ، والتخطيط – في نفس الوقت -للنضال ضد المخزن وزبانيته ، يقول السارد عن الحامض " الحامض هذا اسمه أو كنيته أو لقبه العائلي ، لا أحد يعرف له اسما غير هذا ... يتراقص في حركاته و يميس و يبتسم ، ويحرك حاجبيه ، يدير غينيه في محجريهما ، يطبق جفنيه ثم يفتحهما ، تتلبسه روح شهوانية واعدة بالأريحية والبساطة و الدعوة الكريمة لموعد ما...."
أما عن با صطوف فيقول " كان با صطوف يقلب بين يديه ربطة الكيف كعيار محترف ويشمها .. أزال عنها الورقة بأناة و تؤدة ، كأنه يخلع ملابس غادة فاتنة ، برزت سنابلها الخضراء يانعة شامخة مكتنزة.
إن رواية "خبز و حشيش و سمك" تعد بحق ملحمة مدينة آسفي أو" الكيت كات " على الطريقة المغربية.