سنة 1958 - أممت أندونيسيا المصالح الهولندية في أراضيها سنة 1973 - أصدرت الأمم المتحدة قرارات معاقبة مجرمي الحرب، ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية سنة 1987 - وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 129 صوت، على عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط سنة 1990 - سقوط العاصمة الصومالية "مقديشيو" في يد المتمردين ضد حكم الرئيس الصومالي سيادبري سنة 1966 - وفاة المؤرخ المصري عبد الرحمن الرافعي. سنة 1920 - أرمينيا تنضم إلى الاتحاد السوفيتي. سنة 1921 - تولى جعفر والي باشا رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم. سنة 1967 - استطاع الطبيب كريستيان بارنارد من جنوب أفريقيا أن يزرع قلب إنسان في إنسان آخر لأول مرة في التاريخ. سنة 1971 - قامت الهند بشن غزو عسكري ضد باكستان وتمكنت من احتلال باكستان الشرقية. سنة 1992 - سمح مجلس الأمن للولايات المتحدة بقيادة عملية عسكرية عاجلة في الصومال.
كُتب بواسطة: مصطفى لغتيري، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 5702 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/10/30
لا مناص لكل من تصدى للنص الأدبي شعرا ونثرا، من أجل دراسته وتحليله، من التسلح بمنهج نقدي ما، وفائدة المنهج النقدي متعددة، أهمها أنها تبعد عن الدارس شبح الانطباعية والخضوع لمعيارالذوق في التعامل مع النصوص، هذا المعيار الذي قد يكون في مرحلة أولية محبذا من طرف الكثيرين،دون الاكتفاء به ، ثم إنه أي المنهج يسلحنا بمرجعية فلسفية لا غنى عنها، تساعدنا على التعاطي مع النص الأدبي بنوع من الحياد والعقلانية والفعالية.
و لعل من المعضلات الأساسية في المدرسة المغربية بالنسبة للمدرسين والتلاميذ على حد سواء البلبلة وعدم الوضوح بخصوص تحليل النصوص، ومدى استيعاب المناهج النقدية التي تيسر هذا التحليل ، لذا نجد الكثيرين يخبطون خبط عشواء في تعاملهم مع النصوص ، وغالبا ما يتعاطون معها دون وعي منهجي، بمعنى امتلاك الأسس الفلسفية التي يقوم عليها منهج ما، فكما هو معروف فلكل منهج خلفية فلسفية تسنده، ولابد من الإلمام بها إذا أردنا أن نتحكم في المنهج ونحسن توظيفه.
لكل ذلك لزاما على المدرسة المغربية أن تهتم بهذا الجانب اهتماما كبيرا، حتى تجنب المدرسين والتلاميذ المآزق، التي يكونون ضحيتها خلال أي حصة لتحليل النصوص. وبالتأكيد ستكون فائدة ذلك كبيرة على المتعلم، إذا أخذنا بعين الاحتبار أن اكتساب المناهج كفاية مستعرضة يمكن الاستفادة منها في مواد أخرى، بالإضافة إلى الأدب، بل وخارج المدرسة كذلك في أمور شتى.
وسأحاول في هذه المقالة التعريف ببعض المناهج السيارة، التي أرى أن لا غنى لمحلل النصوص عن معرفتها، وخاصة بالنسبة للمدرس و للتلاميذ:
- المنهج التاريخي:من أهم أسس هذا المنهج اعتباره الأديب ابن بيئته، وأن النص الأدبي لزاما عليه أن يتأثر بهذه البيئة لذا يلجأ إلى تحليل النص و تفسيره انطلاقا من الظروف التاريخية والسياسة التي أنتجته، لذا يهتم الدارس بحياة الكاتب وبالمؤثرات الثقافية والاجتماعية في حياته، و من أبرز النقاد الغربيين الذين برزوا في هذا المنهج الناقدان سانت بوف و ه. تين والناقد غاستاف لانسون، أما في الأدب العربي فمثله كل من شوقي ضيف وطه حسين ومحمد مندور.وفي مقال بمجلة إضاءات فكرية نجد تلخيصا لنظرة هذا المنهج الأدبي في ما يلي "نحن ﻻﻧﻨﮑﺮ ﺃﻥ ﻟﮑﻞ ﺷﺎﻋﺮ طابعا خاصا يميز ﺷﻌﺮﻩ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﻩ ﻭﺃﻥ لشخصية ﺍﻷﺩﻳﺐ ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴة ﺩﻭﺭا ﺑﺎﺭﺯا في ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ الأدبية، ﻟﮑﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ والفنانين ﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺑﻴﺌﺘﻬﻢ،ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻨﻬﻠﻮﻥ، ﻭﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ، ﻭﻳﻐﺮﻓﻮﻥ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻳﺸﻊ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﻢ.... ﻭﻻ يمكنﺍﻟﻐﻮﺹ في ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻷﺩﺏ ﺇﻻ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻳﻠﺘﻔﺖ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﺩﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﲨﺎﻝ".1
- المنهج النفسي: يعتبر هذا المنهج النص الأدبي تعبيرا عن شخصية الكاتب، الذي تحركه دوافع لاشعورية لكتابة نصه ، وهو نوع من التعويض عن رغبات مكبوتة، لم يستطع الكاتب تحقيقها في الواقع بسبب المعيقا ت الاجتماعية والدينية والثقافية... " الأنا الأعلى"، فوجد في الأدب تنفيسا عن مكبوتاته، وقد أخضع سيغموند فرويد رائد التحليل النفسي نصوصا أدبية و أعمالا فنية للتحليل وخلص إلى أنها تعبرعن نفس تعاني من المرض والكبت الجنسي على الخصوص ، يقول ميجان الرويلي "رأى فرويد أن العمل الأدبي موقع أثري له دلالة واسعة، ولابد من كشف غوامضه وأسراره، فالإنسان يبني واقعه في علاقة أساسية مع رغباته المكبوتة ومخاوفه، ويعبر عنها في صورة سلوك أو لغة أو خيال ، ويرى أن "اللاشعور" أو "العقل الباطن"، فهو مستودع للرغبات والدوافع المكبوتة التي تتفاعل في الأعماق بشكل متواصل ولكن لا تطفو إلى مستوى الشعور إلا إذا توفرت لها الظروف المحفزة لظهورها، فالأدب والفن عنده ماهما إلا تعبير عن اللاوعي الفردي"2، فيما ذهب كارل يونغ إلى أن الإبداع تعبير عن اللاوعي الجمعي بدل اللاوعي الفردي الذي ركز عليه فرويد، و لعل أشهر من مثل هذا المنهج في النقد الأدبي العربي كل من محمود عباس العقاد وابراهيم المازني. ويعرف يونغ اللاوعي الجمعي قائلا: " هو جزء من النفس الذي يمكن أن يميز على نحو سلبي عن اللاوعي الشخصي على أنه ليس مثل هذا الأخير، وأنه لا يدين في وجوده للتجربة الشخصية، وبالنتيجة فإنه ليس مكتسبا شخصي ثم يضيف مبرزا أنه "بينما اللاوعي الشخصي ممنوع أساسا من المضامين التي كانت في وقت ما واعية، ولكنها قد اختفت من الوعي عبر كونها منسية أو مكبوتة".3
المنهج الاجتماعي: انطلق هذا المنهج من مفهوم المحاكاة بمفهومها الحديث معتبرا الأدب محاكاة للواقع وقد تأثر بالمذهب الواقعي والماركسي في الأدب ، فغالى في ربط النص الأدبي بواقعه باعتبار الأديب معبرا عن الطبقة التي ينتمي إليها، وهو في العمق يعكس الصراع الطبقي الذي يشهده المجتمع، و إن كان هذا المنهج قد تخلص فيما بعد من النظرة الميكانكية، و اعتبر علاقة الأدب بالواقع معقدة، وتخضع لعمليتي التأثير والتأثر، و من أبرز رواد المنهج الاجتماعي في النقد الغربي جورج لوكاتش ، فيما يعد محمود أمين العالم و لويس عوض من أبرز ممثليه في النقد العربي، أما في المغربي فبرز فيه الناقد نجيب العوفي.يقول كاجان: "لا يستطيع أي شاعر أن يكون عظيماً انطلاقاً من نفسه ومن خلال نفسه، ولا من خلال آلامه الخاصة ولا من خلال سعادته الخاصة: إن كل شاعر عظيم لأن جذوره وآلامه وسعادته قد نمت عميقاً في أرض المجتمع والتاريخ..."4. ومع إقرار بيلنسكي بأن الشعر يكتبه فرد، إلا أنه تعبير ذاتي عن المجتمع، وحتى العبقرية لا دلالة لها عند كاجان خارج المجتمع. فالعبقري يحمل روح المجتمع وتجربته وآماله.
- والشرط الإلزامي هو ما يسميه (بالموهبة) التي هي قدرة فردية فطرية ومخصوصة.
- المنهج البنيوي : أمام المغالاة في ربط الأدب بالواقع لدى أتباع المنهج الاجتماعي ظهر المنهج البنيوي تدريجيا مستفيدا من التقدم الذي أحرزته اللسانيات على الخصوص، فنادى رواده بضرورة الاهتمام بالنص كبنية مغلقة وتحليل مكوناته في علاقتها مع بعضها، دون ربطها بالكاتب او بالظروف الاجتماعية التي تؤطره، ومن أبرز رواده فرديناد دي سوسير و كلود ليفي ستراوس، وفي النقد العربيمثله كل من كمال أبو ديب وصلاح فضل و محمد بنيس في المغرب.يقول عبدالمالك مرتاض:" أما البنيوية فإنّها لا تعني أيضاً بتفسير الأحاسيس والميول والأمزجة. هذا التفسير الذي في ضوئه يتمّ الحكم على الشّاعر بأنّه مطبوع صادق، أو متكلف كاذب ـ والبنية فيها لا تخضع للتحليل. والكل فيها لا يفارق الجزء أو يختلف معه. وبذلك فإنّ موضوع الإبداع هو: اللغة الأدبية وحدها في نشاطها الداخلي ولا يحق لهذه اللغة أن تعكس إلا نفسها؛ أي لا تكون مرجعاً إلا لنفسها!".5
- المنهج البنيوي التكويني :بالغ المنهج البنيوي في الاهتمام بالنص كبنية مغلقة دون الاهتمام بمنتجه أو بيئته ، فظهر منهج جديدكردفعل على ذلك يدعو إلى الجمع بين الحسنيين، أي الاهتمام بالنص في ذاته كمرحلة أولى ثم بعلاقته ببيئته كمرحلة ثانية، و سمي هذا المنهج بالبنيوية التكوينية أو التوليدية وتزعمه لوسيان غولدمان، ومن العرب المغربيان محمد برادة وحميد لحميداني. يقول جولدمان تبريرا لانفتاح بنية النص على ماهو خارجي عن العمل الأدبي: "إنّ سيرة الكاتب قد لا تكون لها أهمية كبيرة، ومن واجب مؤرخ الأدب أن يفحصها بعناية ليرى في كل حالة خاصة، ما يمكن أن تمده به من تعاليم وشروح، لكن يتحتم عليه ألا ينسى أبداً، عندما يتعلّق الأمر بتحليل أكثر عمقاً، فإنّ السيرة لا تعدو أن تكون عاملاً جزئياً وثانوياً. وأن الجوهري هو العلاقة بين العمل الأدبي، والرؤيات للعالم التي تقابل بعض الطبقات الاجتماعية"6.
- المنهج السميائي :نظرا لاهتمام باقي المناهج بالنص أو صاحبه أو ببيئته فقد اختار المنهج السيمايائي الاهتمام بالقارئ خاصة في علاقة بالعلامة في بعدها الدلالي و التداولي، مما يتيح للقارئ المشاركة في بناء المعنى ومن أعلامها جوليا كرستيفا، وفي النقد العربي يمثله المغربي جميل حمداوي. ويوضح ريفاتير علاقة النص بالقارئ قائلا: "لا تقتصر الظاهرة الأدبية على النّص، فحسب، بل تتشكّل كذلك من القارئ أو ردود الأفعال الممكنة الّتي يبديها حيال النّص ـ الملفوظ والتلفّظ"7
1- ﺁﺯﺍﺩﻩ ﻣﻨﺘﻈﺮﻱومحمد ﺧﺎﻗﺎن وﻣﻨﺼﻮﺭﻩ ﺯﺭﮐﻮﺏ- ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻸﺩﺏ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﺗﻄﻮﺭﻩ-إضاءات فكرية العدد6 – صيف 2012
2- كارل يونغ-النماذج الأصلية واللاوعي الجمعي- منشورات روتلج- بريطانيا.
3- ميجان الرويلي، سعد البازعي، دليل الناقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط5، 2007:ص333.
4- كاجان، الإبداع الفني، ترجمة عدنان مدانات، دار ابن خلدون بيروت (د. ت)،ص 11-123-
5- عبد المالك مرتاض، مدخل في قراءة النبوية، مقالة في مجلة علامات، ج29، م7، الفلاح للنّشر والتوزيع، بيروت 1998، ص31
6-غولدمان ـ لوسيان: ـ البنيوية التكوينية والنقد الأدبي، مراجعة الترجمة: محمد سبيلا، مؤسسة الأبحاث العربية، ط1، بيروت 1984.ص 16.
-7Michael Riffaterre, La production du texte, Editions du Seuil, Paris, 1979, p.9.