سنة 1887 - أعلن أديسون عن اختراع الفوتجراف "جهاز تسجيل الصوت". سنة 1948 - أصدرت الأمم المتحدة قراراً بمقتضاه أصبحت المملكة الليبية دولة مستقلة. سنة 1956 - انضمام تونس إلى الأمم المتحدة. سنة 1970 - أعلن العلماء الأمريكان توصلهم لاستخلاص الماء والأكسجين من تربة القمر. سنة 1973 - قرر المجلس الوزاري لمنظمة الوحدة الأفريقية فرض حظر اقتصادي شامل على إسرائيل حتى تمتثل لقرارات مجلس الأمن. سنة 1980 - بدء القمة العربية الثانية عشرة في عمان سنة 1694 - ولد المفكر والفيلسوف الفرنسي فولتير. سنة 1938 - دفن مصطفى كمال أتاتورك في مدينة أنقرة. سنة 1945 - غواتيمالا تنضم إلى الأمم المتحدة. سنة 1991 - انتخب مجلس الأمن نائب رئيس الوزراء المصري بطرس غالي أمينا عاما للأمم المتحدة.
قصص الحيوان في "ويك .. مد النظر" للقاصة المغربية السعدية باحدة.
كُتب بواسطة: مصطفى لغتيري، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 1542 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/02/06
على خطا لامارتين في "فابلاته" و عبدالله بن المقفع في "كليلة و دمنة" ، اختارت القاصة المغربية السعدية باحدة ، أن تنطق الحيوان و تتخذه شخوصا فاعلة في بعض قصصها القصيرة جدا، التي تضمنتها مجموعتها القصصية الجديدة "ويك.. مد النظر " الصادرة حديثا عن سليكي إخوان في طنجة ، و الضامة بين دفتيها أكثر من خمسين قصة قصيرة جدا تتوزع على 60 صفحة من الحجم المتوسط.
و إذا كان الالتجاء إلى هذه التقنية في" كليلة و دمنة" مثلا محكوما بغاية "تنكرية" نظرا للظروف السياسية الصعبة آنذاك، التي اضطرت الكاتب الهندي و المترجم العربي إلى إنطاق الحيوانات ، فإن السعدية باحدة تبدو محكومة بمنطق جمالي في صوغها لهذه القصص ، حتى و إن كانت القصص تستبطن رسائل متعددة ، ترغب الكاتبة في تمريرها عفو الخاطر إلى المتلقي، و ققد انكشف هذا النزوع نحو الاقتداء ب"كليلة و دمنة " انطلاقا من قصة تحمل كعنوان "زعموا أن ...." تقول فيها باحدة:
جميع المدونات في صالح الشعب..
لكن
الشعب لم يكن صالحا للمدونات.
و قد حضر في قصص المجموعة عدد من الحيوانات أهمها الذئاب و الأسود و الغزلان.. ومن أهم هذه النصوص قصة " "ديمقراطية"، التي تقول فيها القاصة:
أعلن الذئب زواجه من غزال ، استدرجها ليختلي بهاز
غضبت الطبيعة لأن الذئب لم يراع قوانين النسل.فأرسلت رياحا عاتيات صدعت الجدران و زلزلت الأركان . لملم العروسان أشلاءهما و خرجا من تحت الأنقاض.
حينها صار للغزال ذيل و أنياب و ما عاد الذئب يستطيع رفع رأسه، التي أثقلها قرنا الغزال.
هل يتعلق الأمر هنا بحيوانات بشرية، إذ يدل الذئب على إنسان كاسر يتغذى على حملان البشر ، و هل الغزال كناية عن أناس طيبين ، يتم الاعتداء على حقوقهم باستمرار ؟ ثم ما حكاية التحول / المسخ الذي أصاب الكائنين معا؟ أسئلة لا نملك لها أجوبة ، و تكفينا إثارتها على الأقل.
في قصة "لا .. لا ينهزم " تقول باحدة:
استدرج كليلة شتربة إلى عرين الأسد .
كان شتربة يتوقع ما سيحدث له . ما إن وصل عتبة العرين ، حتى صاح مرتجفا. " سيدي الأسد ، أتراك آكلي وقد أصبت بجنون البقر، فمجتني الحيوانات و عافني البشر .."
صعق الأسد فالتفت إلى الرواة و زمجر
أعيدوا صياغة الحكاية ، فالأسد لا ينهزم.
لا يخفى على المتلقي استثمار الأسلوب الساخر في هذه القصة،و الذي ولدته المفارقة القوية ، التي ولدها استثمار حكاية الماضي الممثلة في قصة الأسد المضمنة في "كليلة و دمنة" و حكاية الحاضر الممثلة في مرض " جنون البقر" ، و انطلاقا من ذلك تتداعى المعاني و الدلالات القريبة و البعيدة ، التي ينتجها فعل التأويل الذي تغري به شخوص القصة و أحداثها.
في قصة "الليلة الأخيرة"تقول السعدية باحدة:
قصدت الذئاب الراعي لتفاوضه في نصب خيامها جانب المرعى..
نظر الراعي إلى خرفانه الساهية اللاهية و ابتسم بخبث. استدرك الذئب بسرعة:
"سنسقط الأسد و نتوجك زعيما للغابة"
حاصرت الذئاب المرعى..
فطنت الخرفان للخطر ، تكتلت جسدا واحدا برؤوس كالتنانين تنفث نارا، و عيون تتطاير شررا ، و قوائم تنبش الأرض و تثير النقع.. ذعرت الذئاب ، تراجعت ، أطلقت قوائمها للرياح ..
هناك في الغابة لم تجد غير الراعي لقمة سائغة تسد جوعها.
لقد جمعت القاصة في هذا النص الإنسان بالحيوان ، و المعنى يبدو واضحا ، لكنه وضوح مخادع ، فالرموز هنا كثيرة ، و لا تمنح نفسها بيسر ،فدونك كد الذهن و الاستعانة بالمرجعية الموسوعية للقارئ ، فالتناص هنا يفرض نفسه بقوة ، و يؤشر على طبقات من النصوص تتراكم بعضا فوق بعض لتخلق هذا النص.
لقد توقفت في هذه القراءة على ملمح واحد من ملامح الكتابة القصصية عند السعدية باحدة في مجموعتها القصصية " ويك مد النظر " ، مما يعني أن ملامح أخرى كثيرة ، تستحق الوقوف عندها و كشفها و مناقشتها ، لأن المجموعة غنية بها و تغري بالتناول.