سنة 1887 - أعلن أديسون عن اختراع الفوتجراف "جهاز تسجيل الصوت". سنة 1948 - أصدرت الأمم المتحدة قراراً بمقتضاه أصبحت المملكة الليبية دولة مستقلة. سنة 1956 - انضمام تونس إلى الأمم المتحدة. سنة 1970 - أعلن العلماء الأمريكان توصلهم لاستخلاص الماء والأكسجين من تربة القمر. سنة 1973 - قرر المجلس الوزاري لمنظمة الوحدة الأفريقية فرض حظر اقتصادي شامل على إسرائيل حتى تمتثل لقرارات مجلس الأمن. سنة 1980 - بدء القمة العربية الثانية عشرة في عمان سنة 1694 - ولد المفكر والفيلسوف الفرنسي فولتير. سنة 1938 - دفن مصطفى كمال أتاتورك في مدينة أنقرة. سنة 1945 - غواتيمالا تنضم إلى الأمم المتحدة. سنة 1991 - انتخب مجلس الأمن نائب رئيس الوزراء المصري بطرس غالي أمينا عاما للأمم المتحدة.
كُتب بواسطة: مصطفى لغتيري، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 1378 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/02/24
أقرأ هذا الصباح أو بالأحرى أعيد قراءة رواية جميلة تنتمي للأدب التركي ،و أعتبرها شخصيا من أجمل الروايات التي قرأتها في حياتي ، إنها رواية "الأيام الخمسة الأخيرة لرسول" للروائي التركي تحسين يوجل و ترجمة بكر فهمي صدقي، و الصادرة عن سلسلة إبداعات عالمية الكويتية في 362 صفحة من الحجم المتوسط ، و قد بلغت درجة حبي لها أنني أحرص على إعادة قراءتها مرة واحدة على الاقل في كل سنة ، و هي رواية تتميز بسخرية لاذعة تجاة الدوغمائية ، ممثلة في هذه الرواية بالعقيدة الإشتراكية ، إنها رواية تجعلك تسخر من ذاتك قبل ان تسخر من غيرك ، و تحكي قصة مسار حياة رجل ترك لقبه رفاقه "رسول" اعتنق الفكر الاشتراكي منذ شبابه الأول و كان متحمسا جدا ، و يكتب شعرا ينشره في المجلات متأثرا بشاعر اليسار العظيم "ناظم حكمت " و ينسج اشعاره على منواله ، يبدأ مسار هذا الرجل برفقة طيبة بصديق يشاركه حبه للاشتراكية ، و يمضيان في حياتهما حالمين بمستقبل أفضل ، تظهر في حياتها فتاة اسمها "فريدة"تنتمي للطبقة البرجوازية لكنها متمردة على طبقتها ، يتعلق بها الشابان لكن الفتاة تتعلق ب"رسول" ، يتزوجان و يكافحان من أجل أن يبقيا معا ، تنجب فريدة فتاة جميلة تشبهها ، لكنها في تلك الاثناء تفارق الحياة بسبب إفراطها في التدخين ، يقرر رسول أن يظل وفيا لذكراها و لا يتزوج أبدا ،ويحرص على تربية ابنته على أسس الإشتراكية ، و هو يواظب على كتابة الشعر و الاجتماع برفاقه الذين تعرضوا لحملة قمع شرسة من طرف النظام،يعتقل فيها بعضهم ، لكن رسول ظل بعيدا عن الاعتقال ، و سيعرف السبب بعد مدة طويلة ،فصديقه الذي ترقى اجتماعيا و اقتصاديا في عالم المال و الاعمال كان يحميه من طرف خفي ، تمردت ابنة رسول عليه ، حملت سفاحا و أنجبت له حفيدا ثم غادرت البلاد نحو أمريكا بعد ان تعلقت بجندي امريكي اسود ، فأخذ رسول على عاتقه تربية حفيده على مبادئ الاشتراكية و الصراع الطبقي ، تفرقت السبل برفاق رسول لكنهم التقوا في مناسبة ما ، فلاحظ بترا في إصبع أحدهم فسأله عن السبب ، فأجابها بنوع من الفخر " إنها هدية الفاشية" . أصابت هذه العبارة رسول في مقتل ، لقد تمنى من اعماق قلبه لو انه تعرض للاعتقال و نال وسام الفاشية ببتر أحد أطرافه ، حينذاك غضب بشدة على صديقه الذي كان يحميه . تقدم العمر برسول و هو يلقن حفيده الإشتراكية استعدادا للثورة ،لكن الحفيد تمرد ، و اصبح مغرما بأسلوب عيش البرجوازية يرتدي ملابس أمريكية و يدخن المارلبورو و يستمع للموسيقى الأمريكية ، فتحسر رسول بسبب ذلك ، لكن المفاجاة ستحدث حين تأتي الشرطة إلى البيت فيفرح رسول لأن رجال الشرطة تذكروه بعد هذا العمر الطويل ، و أتوا لكي يعتقلوه بسبب نشاطاته السابقة ، غير أن الشرطة كان لها رأي آخر لقد جاءت لاعتقال الحفيد الذي انخرط في جماعة للكفاح المسلح ضد النظام ، أصيب رسول بصدمة ، خاصة حينما رأى صور حفيده في الجرائد و في التلفزيون كالعدو رقم واحد للنظام ، حينذاك شعر رسول أن هناك خللا ما ، افترضه في نفسه فبدأ و هو الشيخ يغير نمط عيشه ، فبدأ يرتدي ملابس أمريكيا ، لأن تلك الملابس و نمط العيش الامريكي هو الذي جلب الثورة.و سينتهي به المطاف نهاية مأساوية.
من المقاطع الجميلة و الدالة في الرواية لقاء رسول برفاقه بعد عمر طويل فاكتشف أنهم جميعا ترقوا اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا ، و حين احتج على ذلك رد عليه أحدهم ، بما يمكنه أن يختزل الرواية كلها : " من لم يكن اشتراكيا في شبابه فهو حمار ، و من ظل اشتراكيا في كهولته و شيخوخته فهو حمار ". و كاأه يقول له: الشباب للنضال و الكهولة لحصد النتائج ، أليس هذا بالضبط ما وقع و يقع عندنا؟