سنة 1943 - استقلال لبنان عن فرنسا وتسلم بشارة الخوري رئاسة الجمهورية، كما تسلم رياض الصلح رئاسة الحكومة. سنة 1943 - ألقى الحلفاء 2300 طن من القنابل على برلين خلال الحرب العالمية الثانية. سنة 1967 - صدور قرار مجلس الأمن الشهير رقم 242 بعد عدوان يونيو 1967 سنة 1968 - انتهاء العمل في نقل معبد أبو سمبل بأسوان. سنة 1989 - اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض - بعد أسبوعين من توليه الحكم - وانتخاب إلياس الهراوي خلفاً له سنة 1890 - ولد شارل ديجول رئيس فرنسا وقائد كفاحها ضد المحتلين النازيين. سنة 1963 - اغتيل الرئيس الأمريكي جون كندي.
كُتب بواسطة: مصطفى الغتيري، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 1150 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/02/26
هناك اعتقاد رائج بين الكثيرين مفاده أن الكتابة مرتبطة بالألم ، و يورد المقتنعون بهذا الطرح عددا من المبررات للدفاع عن أطروحتهم هاته ، و هم في الغالب متأثرون بنظرة التحليل النفسي للأدب، سواء وعوا بذلك أم لم يعوا به ، فعندما عكف فرويد على الإنتاجات الفنية لإخضاعها للتحليل ،توصل إلى أن الأديب يعاني من عقد نفسية تجعله يلجأ إلى الفن لتحقيق رغباته المكبوتة ،التي ستكون بالضرورة قد سببت له ألما فظيعا . و يلجأ أصحاب هذا التوجه لدعم رأيهم للاستشهاد بالحيوات الفعلية لبعض الأدباء ، الذين عاشوا تحت وطأة ظروف قاسية ، لا يمكن إلا أن تكون قد خلفت ندوبا بارزة في أنفسهم.
قد نتفق جدلا مع هذا الطرح، حتى و إن كان طرحا مبتسرا و انتقائيا، يركز أصحابه فقط على ما يدعم حجتهم، دون أن يلتفتوا إلى الجانب الآخر من القضية ، بمعنى أنهم لا يأخذون بعين الاعتبار تجارب الأدباء الذين عاشوا حيوات سعيدة ، و امتد بهم العمر إلى أرذله ، بل طمعوا في المزيد ،و صرحوا مرارا بذلك، مما يعنى أن حياتهم لم تكن بئيسة.
المشكل هنا هو الخلط الكبير الذي يقع فيه البعض حين يتحدثون عن الموضوع ، فالكاتب كباقي البشر معرض للأحزان و الآلام، لكن ليس كل البشر يكتبون ، بمعنى أن الدافع إلى الكتابة يتجاوز ذلك إلى أسباب أخرى أكثر تعقيدا ، و في رأيي أن الكتابة بالألم أسوأ أنواع الكتابة، لأنها تعني فقط أن الكاتب يستدر عطف القارئ من خلال لجوئه إلى هذا النوع من الكتابة، الذي غالبا ما يحفز الكاتب على إطلاق العنان لعواطفه ، مما يورطه في البوح، الذي قد لا يفيد كثيرا في خلق نصوص تتمتع بحد أدنى من الحياد و الموضوعية ، فتضيع-نتيجة لذلك- الكتابة و لا يظفر القارئ إلا بحزمة من الأحزان و الشكاوي ، التي لا تفيده في شيء.في الوقت الذي ينتظر فيه من الكاتب أن يثري تجربته و شخصيته بفتح عينيه عن أمكانات جديدة و خبرات مكتسبة ، قد تمتعه و تفيده في الآن ذاته.
وقد عبر اشاعر و الناقد ت. س إليوت عن الموضوع ببلاغته المعهودة حين قال " الأدب ليس تعبيرا عن العواطف بل هروبا من المشاعر والانفعالات. وليس تعبيرا عن الذات بل هروبا منها ..الأدب خلق."
و لأستاذنا أحمد بوزفور تعبير أبلغ يقول فيه" الكتابة ليست تعبيرا عن الألم ،بل هي خلق له ،و الذي يده في النار لا يكتب بل ينقذ يده أولا ،ويعالجها ،و يبرأ،ثم يستفيد بعد ذلك من تجربته الواقعية في خلق تجربة متخيلة".