سنة 1943 - استقلال لبنان عن فرنسا وتسلم بشارة الخوري رئاسة الجمهورية، كما تسلم رياض الصلح رئاسة الحكومة. سنة 1943 - ألقى الحلفاء 2300 طن من القنابل على برلين خلال الحرب العالمية الثانية. سنة 1967 - صدور قرار مجلس الأمن الشهير رقم 242 بعد عدوان يونيو 1967 سنة 1968 - انتهاء العمل في نقل معبد أبو سمبل بأسوان. سنة 1989 - اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض - بعد أسبوعين من توليه الحكم - وانتخاب إلياس الهراوي خلفاً له سنة 1890 - ولد شارل ديجول رئيس فرنسا وقائد كفاحها ضد المحتلين النازيين. سنة 1963 - اغتيل الرئيس الأمريكي جون كندي.
، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 1272 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/03/08
رغم ما يبدو ظاهريا من اختلاف بين الأدب والتاريخ، نتيجة لاختلاف مجالي اشتغالهما، فإن هناك علاقة خفية تحيك وشائج متشابكة فيما بينهما، حتى أن المدقق في هذه العلاقة سيكتشف – لا محالة- نوعا من التكامل غير المعلن يربط بعضهما ببعض..قد يبدو جليا حينا ،لكنه يأبى الإعلان عن نفسه أحيانا أخرى.
فإذا كان التاريخ بحكم ماهيته وموضوعاته ومناهجه ،ينطلق من معطيات تاريخية واقعية ،من أجل التأريخ للمسار البشري ،محاولا البلوغ إلى أكبر قدر من الموضوعية والحياد ،فإنه قد اتخذ في كثير من الأحيان من النص الأدبي وسيلة لاشتغاله ،باعتباره وثيقة تكشف عن بعض التفاصيل ،التي تسعفه –حتما – في بناء صورة متكاملة حول فترة زمنية معينة ..فبفضل أساطير بابل – مثلا - ذات الصوغ الأدبي التخييلي ،استطاع المؤرخون الكشف عن بعض مظاهر الحياة الواقعية لحضارة بلاد الرافدين ، كما لا تخفى أهمية شعر ما قبل الإسلام في رسم بعض ملامح الحياة في تلك الفترة من الزمن.
والأدب ،رغم الطابع التخييلي المهيمن على مجال اشتغاله ،فإنه كثيرا ما التجأ إلى التاريخ ليرفده ببعض معطياته ،من أجل توظيفها في نسج بعض الآثار الأدبية الخالدة..نذكر – في هذا الصدد – على سبيل المثال لا الحصر،الإلياذة والأوديسا اللتين ارتكزتا على أحداث واقعية ، كانت بلاد الإغريق مسرحا لها.
ولم يكن الأدب العربي بدعا في هذا المجال، إذ استلهم بعض الأدباء التاريخ لكتابة نصوص أدبية، سواء كانت هذه النصوص رواية أو شعرا أو قصة قصيرة أو مسرحية..وقد لمع نجم جورجي زيدان في هذا النهج حتى ارتبط اسمه بالرواية التاريخية ، كما خلف لنا نجيب محفوظ ،في بداية حياته الأدبية، روايات سارت على نفس المنوال، نذكر منها " كفاح طيبة" التي تستلهم التاريخ الفرعوني الموغل في القدم ،و" الكرنك "و"يوم قتل الزعيم "اللتين تستلهمان تاريخ مصر الحديث .
وقد أدلى الأدب المغربي بدلوه في هذا المجال ،وكانت الرواية أكثر جرأة في اقتحام هذا المضمار من باقي الأجناس الأدبية الأخرى ،وهكذا اشتهرت بعض النصوص الروائية باستثمارها لمعطيات التاريخ القديم والحديث ،ويمكن أن نستدل على ذلك برواية "العلامة" التي استدعى فيها بنسالم حميش شخصية "ابن خلدون" ووظفها من أجل خلق أثر أدبي مميز ، استحق عليه جائزة نجيب محفوظ الأدبية..كما يمكن ذكر عدد من الروايات التي انكب اهتمامها على تاريخ المغرب الحديث وخاصة فترة الاستعمار، ومنها روايتي "دفنا الماضي" و "المعلم علي" لعبد الكريم غلاب.
وفي الآونة الأخيرة اتخذ هذا الميسم طابعا أكثر عمقا ،إذ لم يعد الأديب الادب مكتفيا بالتوظيف الخارجي للمعطى التاريخي ،حدثا كان أو شخصية ،بل عمد إلى جعله جزءا من بنية النص ،وذلك لتحقيق أهداف فنية و دلالية ،هي بالتأكيد تضفي على الإبداع قيمة مضافة.