سنة 1887 - أعلن أديسون عن اختراع الفوتجراف "جهاز تسجيل الصوت". سنة 1948 - أصدرت الأمم المتحدة قراراً بمقتضاه أصبحت المملكة الليبية دولة مستقلة. سنة 1956 - انضمام تونس إلى الأمم المتحدة. سنة 1970 - أعلن العلماء الأمريكان توصلهم لاستخلاص الماء والأكسجين من تربة القمر. سنة 1973 - قرر المجلس الوزاري لمنظمة الوحدة الأفريقية فرض حظر اقتصادي شامل على إسرائيل حتى تمتثل لقرارات مجلس الأمن. سنة 1980 - بدء القمة العربية الثانية عشرة في عمان سنة 1694 - ولد المفكر والفيلسوف الفرنسي فولتير. سنة 1938 - دفن مصطفى كمال أتاتورك في مدينة أنقرة. سنة 1945 - غواتيمالا تنضم إلى الأمم المتحدة. سنة 1991 - انتخب مجلس الأمن نائب رئيس الوزراء المصري بطرس غالي أمينا عاما للأمم المتحدة.
كُتب بواسطة: عبدالواحد بنعضرا، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 2270 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/04/09
و جنس أنا مولع به منذ صادفني ابن بطوطة في طريقه، ومنه عرجت على الرحلات المغربيةالحجازية الوسيطية، ليوصلني الصفار برحلته إلى الرحلات السفارية المغربية المعاصرة، وهو فن أبدع فيه المغاربة وأتوا فيه بكل أنواع العجائب، وأنا لا أعتزم قطع الحبل السُّري مع هذا العالم الأدبي الرفيع، وبدأت الآن أمد ببصري للرحلات المغربية "الراهنة"، فبلد ابن بطوطة حافلة دائما بمن يلقون عصا التسيار في بلدان مختلفة.
وعليه بمجرد انتهاء لقاء تلاميذ الثانوية التأهيلية ابن خلدون مع المبدع مصطفى لغتيري أمس السبت برواق النايا بمعرض الكتاب حتى أخذت المؤلَف الجديد للأستاذ لغتيري: "ربيع تونس: رحلة الإنسان والأدب"،وخصصت له الفترة المسائية لهذا اليوم، ولم أتوقف إلا بعد أن جبت مع صاحبها دروب مدينة "توزر/الجريد/ البصرة الصغرى" وبعض مقاهي تونس، وعدت معه آمنا إلى كازا/ الدار البيضاء،
لن أواجه الجميل لغتيري بالنقد الذي أوجهه عادة للرحلات، لن أقف معه على عتبات النص، فقد دخلت رحلته آمنا/ كما دخل هو قلعة الشعر بتوزر آمنا، حيث يلقي الولي/الشاعر أبو القاسم الشابي بركته على ضيوف المدينة ويجلل بوقاره المكان، ولن أتوقف عند المقارنة بين الرحلات القديمة والراهنة، وما زلنا لم نحقق بعد التراكم المطلوب في هذا المجال بالنسبة للرحلات الراهنة !!وقبل أن أواصل مغامرة استرجاع بعض محطات الرحلة، أسجل قيام الرحالة لغتيري بجذب مجموعة من الظواهر للمغرب، فالمغرب حاضر للمقارنة، وهي خاصية كانت دائما حاضرة عند الرحالة المغاربة،غير أن هذا الحضور كان مشفوعا دائما بالتأكيد عما يربط المغرب بتونس من علاقة قوية تصل حد التشابه بل التناسخ، يقول المؤلف: "لولا شيئان اثنان لا ثالث لهما،لما ظن المرء أنه في بلد مختلف عن بلده. انتشار رجال الأمن عبر الشوارع بشكل ملحوظ، وكثرة الأعلام الوطنية التونسية المرفرفة على المباني وفي الأزقة وفي أماكن لا يمكن توقعها".ا
قضيةأخرى هي "الزمن"، فغياب تحديد التواريخ بدقة، يوحي بتراخي الزمن، وكأن الزمن مضاف إليه قد نستغني عنه، حتى لو تعلق الأمر برحلة، ربما نحن مازال الزمن يستعصي علينا أو نحن الذين نستعصي عليه.ا
بعد أن قدم الرحالة لغتيري لكتابه بسياق الرحلة وبأسبابها، مؤكدا على دور صديقه التونسي عبد الدائم السلامي في هذا السفر، لتونس الثورة، تونس الياسمين، تونس الربيع في فصل الربيع، مؤكدا أن نسمات تونس أصابت المنطقة وهبّت أيضا على المغرب في شخص حركة20 فبراير، تحدث عن بعض الإجراءات التي رافقت استعداداته للسفر، لينقلنا معه بعدها لدروب العاصمة تونس، في رحلة هي أشبه بالحلم الجميل: "وهذه الرحلة نفسها ــ يقول المؤلف ــ أليست في آخر المطاف غير قبس من حلم"،حلم بالوحدة المغاربية ربما ينام دفيئا بين حانبي الرحالة كما نستشف من رحلته !!ا
غير أن حرارة اللقاء بالصديق ومعانقة تونس لأول مرة عكرتها تصرفات شرطي، وهي حادثة توكد أن تونس يعتملها الخوف،ا
تونس التي تتوشح بناياتها باللون الأبيض والأزرق، كما هو الحال في بعض المدن المغربية
قضى رحالتنا فترة قليلة في تونس العاصمة وبعد أن اطمأن عليه صديقه عبد الدائم، استقل حافلة فاخرة، كانت من أسطول الطرابلسية السياحي، والآن باتت قطعة من الأسطول البري يستقلها الشعب التونسي وضيوف تونس، حيث قطعت الحافلة مناطق عدة كانت مصداق ما رسمه الرحالة في مخيلته عن تونس الخضراء، ولم يعكر صفو ذلك إلا حادثة لها دلالتها وهي صعود شاب للحافة يطلب إعانته على إيجاد حافظة صديقته الأوربية، تعرضت ربما للسرقة !!المهم تأخرت الحافلة حوالي ساعة، وهو ما جعل السائق يعرج على الطريق السيار ليستدرك ما فاته.ا
في مدينة توزر استُقبل الرحالة من طرف الشاعرين شكري ميعادي رئيس فرع توزر لاتحاد الكتاب التونسيين ومحمد بوحوش نائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين، وأقام رحالتنا بفندق "الوردة" وسط المدينة
في بعض أقواس المدينة نقرأ:ا
جنةالدنيا وينبوع المفاخر توزر الأنس نحيي كل زائر
وعلى قوس آخر:ا
هذاالجريد مواقع الأحباب ومواطن الأمجاد والآداب
نسجل مجموعة من النقط: حضر المؤلف للمشاركة في المهرجان الوطني للأدب والفنون بصفته شاعرا، ولذا قرأ محاولته الشعرية: "كنت مدعوا إلى المهرجان بصفتي شاعرا لذا كان لزاما علي أن أقرأ بعض قصائدي. لم أصدق بعد أنني شاعر"ا
التقى بشاعر مبدع هو خير الدين الشابي حفيد شاعر تونس الكبير أبي القاسم الشابي، الذي"اشتكى" بكون جده ظلمه إذ حجب جده ما عداه من الشعراء، بشكل من الأشكال وافق رحالتنا حفيد الشابي فيما قاله خصوصا عندما حضر تكريما خصصه المهرجان لشاعر نكاد لا نعرفه في المغرب هو الشاعر "منور صمادح"ا
شارك أيضا الرحالة في لجنة تحكيم القصة القصيرة إلى جانب الأديبة المغربية التونسية آمال اليملاحي، والمبدعة التونسية بسمة البوعبيدي، والأستاذ محمد الغزالي، والأستاذ المباركي.
بيد أن الإبداعات القصصية كانت دون المطلوب اللهم إلا قليلا منها وخاصة الإبداعات النسائية، حيث فازت بالجائزة الأولى والثانية مبدعتان: "إنه عصر المرأة يلوح في الأفق، فلتنتفضوا أيها الرجال قبل أن تجدوا أنفسكم مجبرين على تأسيس جمعيات للدفاع عن حقوق الرجال"ا
أحضرالرحالة في حقيبتيه كتب مبدعين مغاربة من مختلف صنوف الإبداع ليعرّف بجديد الإصدارات المغربية، غير أن هذه الكتب لم تعرف طريقها إلى تونس إلا بعد تعرضها للتفتيش من طرف الشرطة، دليل ذلك أن بعض النسخ كانت ناقصة بعد أن استلمها الرحالة، سيهدي الرحالة نسخها الباقية بعد أن عرضها في معرض المهرجان، وبعد أن أهدى بعضها لأصدقائه، لفرع اتحاد كتاب توزر
استمتع الرحالة بلقائه وجولته مع محمد البدوي والشاعرة نجاة المازني التي أصرت على أن تناديه بابني وأن يناديها بأمي، و كانت رحلة رائعة عبر وسيلة معروفة لدينا هي"الكوتشي"، إنهما هديتا المهرجان كما عبر عن ذلك المؤلف: "في جولتنا الصباحية استمتعنا بالهدوء في رحاب الخضرة الطاغية على المكان... تعلمنا أنا ونجاة الكثير من صحبة الدكتور محمد البدوي، الذي كان يجود علينا بكثير من المعلومات عن المنطقة... ممزوجة ببعض الطرائف التي حدثت له في هذه الربوع أو لغيره من الأصدقاء.. إنه يعرف المنطقة بتفاصيلها الدقيقة.. التقطنا الكثير من الصور، وجمعنا بعض الأزهار البرية.."ا
لنقل أن محمد البدوي لعب دور "الترجمان"ا
أرغم موعد الطائرة رحالتنا على مغادرة توزر قبل الاختتام الرسمي للمهرجان، تأخر قليلا عن الحافلة التي ستقله إلى تونس، سيُنصح بركوب سيارة أجرة، خلالها سيتعرف على شاب تونسي من هيئة التدريس يرغب في زيارة المغرب، وعلى الخصوص مراكش والدار البيضاء، في الطريق وقعت بعض الأشياء حيث تنامى إلى مسامع الراكبين عبر إذاعة شبابية خبر اختطاف حرس حدود تونسيين من طرق ليبيين، وصراع بين قبيلتين تونسيتين أودى بحياة واحد منهما، وفي الطريق وجد حادثة سير، انقلبت على إثرها شاحنة.. تونس الثورةمازلت تعاني !ا
ا"بلغنامطار محمد الخامس، انفرجت أساريري وفارقني التوتر" هو إعلان العودة إلى المغرب
أخيرا،لعل الرحالة بوعي أو بلا وعي استرجع بعضا من أدبيات رحالتنا السابقين، ومن بينها استعمال بعض الكلمات الدارجة: الكوتشي/ برشا/ مزيان/ بزاف، بيد أن ما هو واعي في هذه العملية أن ذلك يضفي حميمية أكبر على الموضوع، وعلى العلاقة المغربيةالتونسية؛ إذ ما فتئ المؤلف يؤكد أن "التوانسة" ما إن يتعرفوا إلى مغربي حتى تنفرج أساريرهم
ومن هذه الأدبيات حضور التاريخ، فقد كان للتاريخ حضور في الرحلة من خلال حكاية حانبعل
إصرارالرحالة مرة مرة على تأكيد افتخاره واعتزازه بانتمائه للمغرب، وهذا ما ختم به رحلته بعد أن تدخل لتسهيل إجراءات تونسية في مطار محمد الخامس.ا
ولن أسترسل في ذكر هذه الأدبيات فقد ألمحت أعلاه إلى أن تناول رحلة راهنة بالدراسةيحتاج إلى تراكم هذه الرحلات
بيد أن الغائب الأكبر في هذه الرحلة بعد البعد الزمني، هو مسألة "العجيب والغريب"،وربما كان للرحالة في الموضوع رأي آخر
حقا كانت رحلة ممتعة في حواري ودروب توزر في ربيع تونسي