سنة 1849 - وفاة محمد علي باشا والي مصر الأسبق سنة 1914 - أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في الحرب العالمية الأولى سنة 1945 - انفصال ألمانيا الشرقية عن ألمانيا الاتحادية سنة 1972 - إعلان الوحدة الشاملة بين مصر وليبيا سنة 1973 - انقطاع العلاقات بين سوريا والأردن سنة 1920 - تم تأسيس محكمة العدل الدولية في لاهاي. سنة 1922 - وفاة العالم الإنكليزي ألكسندر جراهام بيل الذي اخترع جهاز التليفون. سنة 1984 - اتفقت بريطانيا والصين على عودة مستعمرة هونغ كونغ إلى الحكم الصيني في عام 1997. سنة 1990 - حدثت أزمة الخليج بدخول القوات العراقية حدود دولة الكويت ووصولها إلى عاصمتها خلال أربع ساعات. سنة 1848 - وفاة محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، وأحد الشخصيات البارزة في التاريخ المصري والعربي في العصر الحديث. سنة 1996 - اغتيال الزعيم الصومالي محمد فرح عيديد.
كُتب بواسطة: مصطفى لغتيري، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 1480 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/04/18
علاقتي بالأدب اليمني عموما ليست عابرة ولا سطحية ، إذ توطدت صلتي به منذ فترة ليست قصيرة ، و قد تشكلت قناتي المفتوحة على هذا الأدب من رجلين اثنين ، كريمين إلى حدود البذخ ، أكن لهما كل الاحترام و التقدير ، وأعبر عن امتناني لهما بما قدماه لي في هذا المجال ، أولهما الصديق القاص البشير زندال ، الذي ما فتئ منذ حط الرحال بالمغرب من أجل نيل الدكتوراه في الترجمة ، يعمل جاهدا على ربط أواصر متينة ما بين الأدباء الأشقاء في كل من اليمن و المغرب ، فطفق البشير بكرم أخلاقه، و نبل محتده يزودني بإصدارت الكاتبات و الكتاب اليمنيين ، فاتسعت معرفتي بأدب هذا القطر الشقيق ،بعدما كانت محصورة في أسماء قليلة من قبيل عبدالعزيز المقالح و الصديقة نادية الكوكباني ، وقد كان البشير بالموازاة مع ذلك ينقل إصدارات المغاربة و منها إصداراتي الجديدة إلى اليمن السعيد، و منها إلى سلطنة عمان ساعيا إلى تكوين مكتبة مغربية ، تيسر على اليمنيين الاطلاع على الأدب المغربي بدون عناء.
ثاني اثنين صالح البيضاني الذي عرفته عبر الشبكة العنكبوتية مروجا للأدب اليمني و العربي عموما على نطاق واسع ، مستغلا - في سبيل تحقيق ذلك- الإمكانات البسيطة المتاحة ، و هكذا يسرت لي معرفته التوغل أكثر في أدغال الأدب اليمني الحديث .
خلال إقامته بالمغرب تكررت لقاءاتي بالبشير زندال ، الذي تعرفت من خلاله على الكثير من الأديبات و الأدباء اليمنيين عبر إبداعاتهم شعرا و قصة و رواية ، و كانت درة الحظ و جوهرته تعرفي على الكاتب اليمني محمد الغربي عمران من خلال مجموعته القصصية " حريم أعزكم الله " ، ثم من خلال جوهرته الإبداعية الجميلة و الفريدة " مصحف أحمر".. هذه الرواية التي أسرتني طويلا ، فكانت لي معها جلسات متعددة ، إذ قرأتها مرات عدة ، ثم أغرتني بالكتابة عنها، محفزا بعوالمها الثرية ، التي قدمت لي صورة عميقة عن المجتمع اليمني ، فشعرت من خلال أجواء الرواية بقربها الكبير مني ، حتى حسبت أن شخصيات الرواية مقتبسة من مجتمعنا المغربي ، طبعا مع تحفظات لا بد منها ،يستوجبها الاختلاف الضروري و المنطقي ما بين بلدين ، تفصل بينهما مسافات شاسعة و تحولات داخلية خاصة.
في رواية مصحف أحمر حفر الغربي عمران عميقا في وعي و لاوعي الإنسان اليمني ، فكشف عن الواضح و المستور ، و أنطق المسكوت عنه في الدين و الجنس و السياسة ، فأنتج – بفضل ذلك- رواية بمقاييس عالمية، جرت عليه لعنة الانتقام من قبل الرقابة السياسية و المجتمعية ،و أدى ثمن ذلك منصبا مرموقا أجهزة الدولة اليمنية.
منذ ذلك الحين ترصدت أخبار الكاتب و سعدت كثيرا حين توج بجائزة الطيب صالح للرواية في السودان ، و الحقيقة أن الجائزة ازدانت به كما ازدان بها اسمه ، فعرشت –حينئذ- في العقل و القلب أمنية صادقة و عميقة، تتجلى في السعي إلى رؤية هذا اليمني الجميل الشامخ ،و الحظوة بلقائه و الاستماع إليه و مناقشته، و كأن الدهر لم يصدق أذنيه، إذ سرعان ما تحقق اللقاء ، و كان بالفعل باذخا و أكبر من التوقع ، التقيت برجل مكلل بعفويته و انطلاقه ، و رشاقته و ابتسامته الأبدية ، حقيقة هو أكبر من ان تصفه الكلمات أو تحصره الذاكرة في صورة ما ،قبل أن يظفر النظر برؤياه.
إنه الغربي عمران بسحنته الجنوبية السمراء و نظرته الباسمة ، و بعلامات الاستفهام المعلقة دوما على ملامحه تعبيرا عن الدهشة التي يلمحها المرء في أعماق عينيه كلما تلقف الرجل خبرا أو التقطت عيناه مشهدا. إنه رجل يتمتع بروح طفل .. على سجيته يتجول في دروبنا ، يشاغب .. يضحك .. يسخر .يقارن . يستنتج .. و يعلن حبه و كرهه مباشرة و بدون تهيب ، ثم ما يلبث أن يرمي من حوله ورود المحبة ، فيقبل عليها محدثه بكثير الحب و التلقائية، بعد أن تنتقل عدوى العفوية و الفرح إليه.
دمت صديقي / صديقنا أستاذ محمد ، و دام لك ألق الإبداع الجميل المثير للجدل، المحفز على المزيد من الحفر عميقا في ذواتنا الفردية و الجماعية.