الوكالة العربية للصحافة أپاپريس - Apapress
مقالات
حوارات الدورة السادسة تكرس مرحلة النضج في أجندة التظاهرات الوطنية والدولية المهرجان حقق إشعاعا إعلاميا دوليا لكن قيمة الدعم ما تزال غير كافية
تحتضن مدينة سلا من 17 إلى 22 من شهر شتنبر الجاري، الدورة السادسة من مهرجانها الدولي لسينما المرأة، وذلك بمشاركة 12 فيلما يمثلون عدد من البلدان العربية والأجنبية منها المغرب.هذه الدورة التي تنظمها جمعية أبي رقراق تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تكرس مرحلة النضج في أجندة التظاهرات السينمائية الوطنية والدولية، بوصفها تظاهرة إبداعية خاصة بسينما المرأة.
وستعرف الدورة التي تستضيف السينما الأرجنتينية كضيف شرف، مسابقة للأفلام الطويلة المنتجة حديثا ما بين السنة الجارية والماضية، والتي تتناول موضوع المرأة. فضلا عن عدد من الأنشطة والفقرات الخصبة منها عروض خاصة لأفلام روائية ووثائقية، ونظرة عن السينما المستقلة من خلال تنظيم منتدى حول هذا الموضوع، وعرض مجموعة مختارة من الأفلام التي تمثل جيلا من السينمائيين الذين برزوا خلال العقدين الماضيين، والذين تعاملوا مع قضايا المرأة في المغرب والمشرق.
كما تضم فقرات المهرجان، نافذة على الفيلم المغربي الطويل والقصير من إخراج سينمائيات مغربيات من المواهب الصاعدة، ومنتدى عن واقع ومستقبل السينما المستقلة من خلال استعراض تجربة معهد "صندانس" الأمريكي وجمعية السينما المستقلة والتوزيع بفرنسا والغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام بالمغرب وجمعية خريجي الأفلام بتونس، ودرس في السينما المغربية يقدمه المخرج المصري أسامة فوزي، والذي سيستعرض من خلاله تجربته السينمائية الغنية والمتنوعة، فضلا عن اوراش في موضوع كتابة السيناريو بتأطير مهنيين مغاربة وأجانب.
وستترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي ستمنح الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم، وأفضل سيناريو وأفضل ممثلة وممثل، السينمائية الهندية الدكتورة ارورنا فاسوديف، مؤسسة مهرجان السينما الاسوية في نيودلهي، كما تضم، كل من الإيرانية فاطمه سمين وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل وممثلة، والمخرجة والممثلة الفرنسية مريم ميزيير، والمخرجة الكورية الجنوبية اوني لوكنت، والممثلة المصرية عبير صبري، فضلا عن المنتجة والمخرجة البوركينابية فانتا ريجينا ناكرو والمخرجة المغربية سلمى بركاش.
وسيكرم المهرجان الفنانة المغربية أمينة رشيد، والراحلة المنتجة والمخرجة نزهة الإدريسي، مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي باكادير المغربية، إضافة إلى الممثلة المصرية تيسير فهمي والناشطة والممثلة الإيرانية فاطمه معتدم اريا من إيران...بالمناسبة، ومن اجل تسليط مزيد من الضوء على الدورة التقينا رئيس المهرجان ورئيس جمعية ابي رقراق نور الدين اشماعو، فكان نص الحوار...
س ـ ما الذي يمز الدورة السادسة عن سابقتها؟
ج ـ إن ما يميز الدورة الجديدة من المهرجان، بداية هو انه يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهذا شيء مهتم نعتز به، ميزة الدورة أيضا هو الاستمرار في الخط الفني الذي رسمته الجمعية واللجنة التنظيمية للمهرجان، وهو توجه فني راقي يروم في الأساس تكريم المرأة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والاحتفاء بها، وبفنها السينمائي الجميل والمميز، لأن المرأة هي نصف المجتمع، وبالتالي من الضروري الاهتمام بهذا الكائن المبدع اللطيف، ليس فقط سينمائيا بل فنيا وثقافيا واجتماعيا ورياضيا، وذلك بالنظر إلى الخدمات والجهود الجبارة التي تقدمها للمجتمع وللإنسانية على حد سواء. وجمعية أبي رقراق في هذا السياق، تحتفي بالمرأة في كثير من المناسبات والأنشطة الخصبة التي تنظمها على مدار السنة، والمهرجان يعد ارقي معاني هذه الرعاية والاهتمام، واسعد تظاهرة فنية للاحتفاء بها.
س ـ وكيف يتم من خلال هذه التظاهرة السينمائية التي بلغت مرحلة النضج الانفتاح على السينما العالمية الأخرى؟.
ج ـ المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، يحافظ دائما على الثوابت التي رسمها منذ تأسيسه وانطلاقه، وكما قلت وهو الاهتمام بالمرأة، وبمختلف قضاياها، ويبرز هذا الاهتمام من خلال لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي ستترأسها السينمائية الهندية الشهيرة ارورنا فاسوديف، وهي مؤسسة مهرجان السينما الآسيوية في نيودلهي، ومؤلفة العديد من الكتب حول السينما الهندية وحاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة باريس في موضوع السينما والرقابة. وكذا من خلال حفل التكريم، الذي سيخصص للفنانة المغربية أمينة رشيد، والراحلة المنتجة والمخرجة نزهة الإدريسي، مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي باكادير المغربية، إضافة إلى الممثلة المصرية تيسير فهمي والناشطة والممثلة الإيرانية فاطمه معتدم اريا من إيران. فضلا عن مختلف الأنشطة الموازية للمهرجان، الذي انفتح على السينما العالمية، وبخاصة الإفريقية والأوربية والأسيوية، والأمريكية، وهذا يمنح المهرجان نوعا من الخصوصية، والتميز والخصوبة والثراء في الأفلام والمواضيع.
س ـ لعل حضور السينما الأرجنتينية كضيف شرف يعد احد ابرز هذا التنوع والانفتاح؟
نعم، حضور السينما الأرجنتينية كضيف شرف صورة من صور انفتاح المهرجان على سينما الأخر، والتي حققت أفق انتظار المتلقي، والسينما الأرجنتينية قدمت خلال السنوات الأخيرة الماضية، نوعا من الجدية والمتعة البصرية والفرجة السينمائية الجميلة، وهو ما حذا باللجنة التنظيمية لاختيار الأرجنتين ضيف شرف، نظرا لتميزها وحضورها القوي في عدد من المهرجانات الدولية.
كما لا ننسى بالمناسبة أن الدورة يميزها أيضا التنوع والخصوبة في الأنشطة الموازية، وذلك من خلال الاستمرار في خلق فرص للتكوين في المجال السينمائي عبر ورشات المهرجان الخاصة بكتابة السيناريو من تأطير خبراء مغاربة وأجانب، ومنتدياته، فضلا عن الندوات وحلقات النقاش، ومتابعة الأفلام الجديدة التي أنتجت خلال 2012، ومنح الفرص للشباب من ذوي المؤهلات السينمائية للتعبير عن مواهبهم
س ـ بالنسبة لأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي ترأسها الهند، كيف تمت عملية الاختيار؟
ج ـ إن اللجنة التنظيمية مباشرة بعد انتهاء كل دورة، تبدأ العمل لإعداد الدورة المقبلة، وبالتالي فإن حضورنا في عدد من المهرجانات الدولية، مثل مهرجان كان وغيره، يمكننا من خلق تواصل حقيقي مع عدد من الأسماء اللامعة في عالم السينما، والتي تهتم بالممارسة السينمائية عموما، فضلا عن التنقيب عن أفضل الأسماء، ولتختار أحسن الأفلام الجديدة. وبالسنة لهذه السنة وقع الاختيار على الهند لتكون رئيسة اللجنة، وذلك في شخص السينمائية الشهيرة ارورنا فاسوديف، وهي مؤسسة مهرجان السينما الآسيوية في نيودلهي، ومؤلفة العديد من الكتب حول السينما الهندية وحاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة باريس في موضوع السينما والرقابة، وهذا مكسب للمهرجان وللسينما المغربية.
ج ـ هل كل هذه الجهود التي تبذلونها سهلت عليكم مأمورية الحصول على دعم مادي مهم للمهرجان؟
ج ـ العكس هو الصحيح، بالرغم من كل جهودنا، وتميزنا، وبحثنا عن الجديد والممتع والجيد من الأفلام، فان المستشهرين ما يزالون يتجاهلون المهرجان، ولا يجودون عليه إلا بالفتات، وكأن هذا المهرجان، ليس من حقه أن يستفيد من الدعم أسوة بباقي المهرجانات، وبخاصة القطاع الخاص، في مدينة عريقة لها تاريخ أصيل ومجيد، ومشهود لها بمرجعيتها التاريخية والثقافية والفنية.
نسجل أن المهرجان حقق إشعاعا إعلاميا على الصعيد العربي والدولي، لكن قيمة الدعم الذي يتلقاه، غير كافي، وما يزال لم يصل إلى ما نصبو إليه، والحمد لله أن الجمعية بالرغم من كل هذا التجاهل، وهذه الصعوبات أبانت عن قدرتها في التعامل والتأقلم مع هذا الوضع، رغم هشاشة البنية التحتية الثقافية في المدينة.
وفي هذا الإطار، نجحت الجمعية في إيجاد فضاء يقام فيه المهرجان، وهو ما تحقق من خلال الفضاء الثقافي هوليود بحي كريمة، والذي تطلب إصلاحه كلفة مالية بلغت ستة مليون درهم، وهو الفضاء الوحيد في سلا الذي تتوفر فيه شروط العرض السينمائي الجيد، والجمعية تكتريه بسومة 24 ألف درهم للشهر على مدار السنة.
س ـ وهل هذا الفضاء هو الوحيد الذي سوف يستقبل أنشطة المهرجان؟
لا ... هناك القاعة الكبرى بمجلس عمالة سلا، التي تتسع لنحو 500 متفرج، فضلا عن المركب الثقافي سعيد حجي بسلا الجديدة، وسينما المنزه بالعيايدة الذي نكتريه بنحو ألف درهم لليوم الواحد خلال المهرجان، ثم فضاء هوليود، وبالمناسبة فإننا لا ننسى دعم بعض المؤسسات والأصدقاء للمهرجان.
س ـ وكم تقدر ميزانية هذه الدورة؟
ج ـ المهرجان يكبر سنة عن سنة، وأصبح يستقبل ضيوف كثر، قد يصلون إلى أزيد من 120 ضيف من داخل وخارج المغرب، إننا نطمح بأن تصل الميزانية إلى خمسة مليون درهم، لكن قد تصل هذه السنة إلى 300 مليون سنتيم، وهي ميزانية غير كافية، وذلك بالنظر إلى قيمة المهرجان والضيوف وجوائز المهرجان، هذه الميزانية تساهم فيها عدة جهات، منها المركز السينمائي، والجماعات المحلية والمجلس الحضري والجهة، فضلا عن عدد من المؤسسات الأخرى منها صندوق الإيداع والتدبير ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط و"لاسامير" وجهات أخرى.
وأؤكد بالمناسبة أن القطاع الخاص بمدينة سلا، لا يستجيب مع طموحات فعاليات المجتمع المدني من أجل خلق مزيد من الإشعاع الثقافي والفني لهذه المدينة التاريخية المناضلة، التي نحاول أن نرسم لها بعملنا ومن خلال هذا المهرجان، صورة مشرقة تتباهى بها أمام العالم، تغير صورتها النمطية المعروفة.
بالمناسبة نثمن عاليا جهود الأستاذ سعد حصار على دعمه القوي والمتواصل للمهرجان وللعمل الجمعوي الهادف والمسؤول والراقي، ولكل المبادرات الجميلة والمتميزة التي تخدم مصلحة الوطن، ولكل المبادرات ذات الأهداف النبيلة، كما نتوسم خيرا في رئيس الحكومة ووزير الثقافة وكل المسؤولين الغيورين على الثقافة، وقضايا المرأة، للاهتمام بهذا المهرجان حتى يحقق رهاناته الثقافية والإشعاعية والتواصلية والتنموية.
كما نلفت بالمناسبة إلى أن جمعية أبي رقراق، إضافة إلى تنظيمها للمهرجان، تنظم على مدار السنة العديد من الأنشطة الخصبة والتظاهرات المهمة، منها المهرجان الدولي لفلكلور الطفل، حيث حضره خلال الدورة الماضية نحو 300 طفل من 22 دولة، إضافة إلى مهرجان مقامات الإبداع والمؤانسة، وغيرها من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتربوية والبيئية والرياضية وغيرها
تعليقات القراء