الوكالة العربية للصحافة أپاپريس - Apapress
مقالات
أفكار و تحاليل كرة القدم: بين الشغف و الشغب
كرة لا يتعدى وزنها 450 غراما، فوق مستطيل أخضر، تتأرجح بين أرجل لاعبين يبدعون و جمهور أمام التلفاز أو في الملعب يستمتعون.
نعم إنها كرة القدم, الرياضة الأكثر شعبية في العالم. اللعبة الجميلة, التي أصبحت تضم العلم و العلماء, الكيمياء و الفيزياء, هي فلسفة و دراسة, هي اقتصاد و سياسة, أو هي كذلك عند البعض.
انتابني شعور غريب في لحظة كنت فيها على إحدى القنوات الأجنبية أشاهد مباراة في كرة القدم، تنتهي و يخرج الجمهور بصمت كما دخل حتى في أقصى شعور الخيبة قوة و قلبه بخسارة فريقه يبكي دما. عدوه داخل الملعب، صديقه خارجه، يصافحه يهنؤه و الآخر يتمنى له الأفضل، عادا إلى البيت سالمين و على الذهاب إلى الملعب غير نادمين، فقد كانت لعبة و انتهت بعد خضوعها لمنطق الفوز و الخسارة، راقني المنظر حتى ابتسمت و كأنني في حلم. و من غير قصد ضغطت على احدى أزرار لوحة التحكم، آه كنت في حلم فدخلت في كابوس مخيف، صدمت للمنظر، و تساءلت ما الفرق بيننا و بينهم؟
في زمن أصبحت الرياضة بشكل عام، و كرة القدم خاصة نافذة للكثيرين لمتعة العين و لكسر روتين أسبوع متعب و ربما متابعة الفريق الذي أثار انتباهنا أكثر و أحببنا نجومه. إلا أننا نأخذ المفاهيم من جانبها السلبي و نلتجأ للعنف كأداة للتعبير، لكن عن ماذا نعبر؟
لعبتنا الجميلة مناسبة للترفيه، للحماس الإيجابي، لتعلم ضبط النفس و الأعصاب، لرفع قيم الروح الرياضية و تقبل النتيجة.
نعم ليست مناسبة للتكسير و التخريب, ليست مسرحا للجريمة, هي ليست فرصة للانتقام, لا فلم رعب... لكنها صارت هكذا في مغربنا مع كامل الأسف و التأسف.
ما أصبحنا نشاهده, نسمعه و البعض منا يعيشه و كأننا في حرب دون سابق إنذار, نحتاج فقط إلى دبابات و قنابل ذرية. ربما عباراتي مبالغ فيها, لكننا نتأسف فعلا لما وصلنا إليه في وقت أصبحت فيه أوروبا تعيش حالة الرونق و الجمال حتى في أصعب حالاتها تأزما, بملاعبها الزاهية و تطور شعبها الفنان و المهم في هذا كله الخلو من الشغب, و ما نتأسف عليه أكثر أننا الأسبق لكل هذا, نحن شعب الإبداع, شعب الحضارة و الإمتاع, أصبحنا نقتل إخوتنا و السبب ليس من أجل أرض أو قصص, بل فقط لأنك اخترت تشجيع فريق أنا لست من أنصاره.
أ نحن هكذا؟ لم نعهد في الماضي كل هذه الدماء التي سالت و كأنها الحرب منا نالت.
إلى أين نحن ذاهبون بهذا يا من تخربون باسم العشق؟ فمتى كانت الحرية في الحب جريمة؟ متى كانت الغيرة على فريقي المفضل سيف يقطع به رأس مشجع أخر ذنبه أنه يعشق أيضا؟
لا يجب أن ننسى أننا "أبناء الحضارة, صناع الإبداع و الإمتاع, و لسنا مجرمي ملاعب".
تعليقات القراء
|
أكثر المقالات تعليقاً
أخبارنا بالقسم الفرنسي
أخبارنا بالقسم الانجليزي
كريم عبدالرحيم التونسي المعروف بعبد الرؤوف
فوزالباحث المغربي عدنان الرمال بالجائزة الكبرى للابتكار من أجل إفريقيا لسنة 2015
الإعلانات الجانبية
صور عشوائية
فيديوهات عشوائية
لعبة
|