الوكالة العربية للصحافة أپاپريس - Apapress
مقالات
أدب وفنون الموسيقى والرقص والغناء والثرات جمع العالم كعائلة واحدة على ارض المغرب
الحضارات الانسانية في بعدها الكوني تتمازج وتتلاقح وتتبادل التجارب وتتحاور ان على المستوى الثقافي والحضاري او الفني .قد تتصادم في بعض الاحيان لكن ما يوحدها هو الجانب الجمالي الراقي الملهم الذي يعطي للحياة نكهة خاصة . انها الموسيقى والرقص والثرات الفني والفولكلوري الذي يلونها ويوحدها ويجعل نغمة التفاعل والتماهي معها بلغة مشتركة تخلق الانبهار والجمال والانتشاء حسب طقوس وعادات وتقاليد تجعل الاحساس بالجمال يفرض وجوده بقوة . ان احترام التعددية الثقافية والحضارية والحق في الاختلاف والتنوع هو الذي يخلق المنظور الفني والجمالي للحياة ويشجع على الابداع ويكتشف المخزون العاطفي والوجداني ويذيب في بعض الاحيان تلك الارهاصات ليقول للعالم "انا هنا وهناك وحواليك" لذا فالفنون بهذا المنظور تسمح للشعوب ان تتفاعل مع تراث كل بلد وطقوسه وفلكلوره وذلك للاطلاع عن قرب على تنوعه الثقافي المتمثل في شتى الاصناف الفنية والاستعراضية وتشجيع الابداع واكتشاف المواهب الصاعدة وتنظيم ملتقيات فنية مبتكرة الغاية منها النبض على ايقاعاته ونشر ثقافته . وهذا ماسعت اليه كثير من الدول في خلق مسحة فنية لابراز الوجه المضئء للحياة من خلال تنظيم مهرجانات تمس الجوانب الفنية المختلفة والمتنوعة . انه حلم اختصر كل المسافات كان للابداع في تربية الاذواق ورفع درجات الاحساس دورا اساسيا استعاد فيه الجمهور المتذوق زمن الفن الجميل من خلال معزوفات عالمية لانماط مختلفة تمثل اطباقا متباينة نكهة واسلوبا واتجاها وتعبيرا ترضي الاذواق المختلفة تحيي الذكرى والذكريات من خلال اسقاط الماضي على الحاضر لمعايشة لحظات خاطفة رسمت خطوط موشومة في الذاكرة .وهذا ماعايشناه في الحفل لرائع للوجه البارز في الموسيقى العالمية الذي احياه الاسطورة الامريكية "جون بينسون " الذي احيى في النفوس المتذوقة روائع البوب والار اند بي والجاز خلال 30 سنة منح الجمهور ابداعا اصيلا من خلال اكتشاف لريبيرطوارللعملاق كينج كول ابداع جعل الكل بمختلف اجياله المشاركة معه والتفاعل مع موسيقاه الى حد الغيت فيه قواعد البروتوكول ليتدمج الجميع في حركات راقصة متمايلة وانسيابية ووجدانية ..وم اعطى لهذة اللحظات جمالية والقا وانبهارا تلك النغمات الساحرة للاركسترا الملكية المغربية المتمكنة من ادوات العزف ودواليبه واسراره الذي اضفت سحرا جميلا ليزداد النبض وتنتعش الروح .ولعل اكبر مكسب يجب ان نعتز به هذا الصدى الكبير والاثر البليغ والسمعة الطيبة التي يتمتع بها المغرب بلدنا الحبيب على الصعيد العالمي وكذ الاحترام والتقدير والحب الذي يكنونه بعض الفنانين العالميين من قبيل الفنانة "ريهانا " التي استقطبت جمهورا يفوق 40 الف متفرج ومعجب والتي تعتبر من الفنانات الاكثر شهرة ومبيعات لالبوماتها في العالم التي اذهلت عشاقها باطباقها الغنائية المتنوعة يتمازج فيها الغناء بالرقص والاضواء بالاصوات مرددة بين الفينة والاخرى جملة المعرب المغرب احبك احبك وكم افتقدك " انها قمة الانتشاء والزهو والافتخار والاعتراف بطيبة هذا البلد وحبه الفن والفنانين هذا الحب يتجلى بصورة اخرى في فضاء اخر ذوقيمة تاريخية وحضارية . انه فضاء ماثر شالة التاريخية التي ضمت بين اسوارهانوعا اخر من الثراث اتيا من سحر الشرق وترانيمه الجميلة الراقية فنا يحيي التراث العربي الاسلامي والاسيوي توحده لغة الموسيقى في بعدها الكوني الشمولي نعبر من خلاله الى الى موسيقى من الثرات الايراني لنتشي بعبق النغمات والتدرجات بالات متميزة من بزق والة العود والدف وغيرها وبصوت لفنان رائع اضفى بادائه واحيى بنبراته زمن رباعيات عمر الخيام والصوفي جلالل الدين الرومي الى ترانيم سحر الموسيقى الهندية ورقصات " الكاتاك" الكلاسيكية والفولكلورية التي تنتمي الى شمال الهند بعبقها التاريخي والفني انه حقا سحرالشرق باسراره واجوائه ... وغير بعيد عن طقوس وعجائب وجمال الالحان الهندية نتنسم عبير موسيقى ذات نغمات متباينة لامبراطورية ذات تاريخ غني بثرائه الفني والاسطوري انها الموسيقى الصينية من مجموعة التنين التيكان من بين توجهاتها احياء وتطويرالموسيقى الصينية الاصيلة التي تعود للآلاف من السنين بالموسيقى العصرية وذلك باصواتها وانتاجاتها الرائعة التي راعت خصوصية اقاليم الصين والتاثيرات الثقافية المختلفة وتنوع الحقب التي تمتد من 1100سنة قبل الميلاد الى يومنا هذا ولعل هذا العرس الموسيقي السنوي الكبير لم يكن ليصل الى هذا المستوى لولا التسلح بالتجارب السابقة للتمكن والنجاح في استقطاب هذه الاهرامات من الموسيقيين الكبار التي تعتبر مكسبا ايجابيا للمغرب دون خلفيات اوتصنيفات او قراءات مختلفة جاءت نتيجة اقناع واقتناع بمضمون المهرجان ومدى ابعاده الفنية والجمالية والتراثية .ان هذا التنوع الفني والتراثي والشعبي لكل من افريقيا واوروبا وامريكا وغيرها شكل سامفونية كونية وحدت النفوس واعطت للغة الجمال والابداع والفنلغة واحدة كان للاحساس والنبض والتذوق الدور الاساسي والانساني للتمازج والتعاطف والاجماع بقناعة ان الموسيقى لا وطن لها وباعتبار المقولة التي تقول اذا اردت ان تعرف حضارة بلد ما فانظر الى موسيقاها.وللحديث بقية...
تعليقات القراء