سنة 1505 - وفاة الفقيه الإسلامي جلال الدين السيوطي سنة 1801 - غادرت الحملة الفرنسية الأراضي المصرية بقيادة "مينو" سنة 1863 - افتتاح دار الآثار المصرية القديمة في بولاق سنة 1907 - اتفاقية لاهاي الخاصة بحل النزاعات الدولية سلمياً سنة 1970 - استقالة الرئيس السوري نور الدين الأتاسي من جميع مناصبه التنفيذية والسياسية سنة 1970 - وفاة عبد الكريم بلقاسم رئيس حكومة الثورة الجزائرية المؤقتة سنة 1983 - أقيمت عملية تفجير في مقر المارينز الأمريكي في بيروت. سنة 1954 - اتفاق بين مصر وبريطانيا على إخلاء القواعد العسكرية البريطانية في منطقة السويس. سنة 1918 - بلجيكا تحتل الكونغو. سنة 1918 - فرنسا تستولي على لبنان. سنة 1948 - جلوس الإمام أحمد بن يحيى إمام اليمن. سنة 1995 - ماليزيا تطالب بإلغاء حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي.
كُتب بواسطة: عبد اللطيف زكي، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 1144 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/06/17
سيستمر العنف في العراق وفي سوريا وفي باكستان وأفغانستان لوقت قد يطول قبل أن يعود العقل لأهله ويهدأ جيشان العواطف التي حشدتها الخطابات المتناقضة منذ قرون والتي أحيتها ووظفتها الصراعات العالمية الناتجة عن التحولات الاقتصادية والسياسية وسقوط الإيديولوجيات التي حكمت العالم في أكثر القرن الماضي، ستعود الإنسية لمن فقدوها في خضم الصراع على الحكم والسيطرة على أمور الناس وارتدوا للجاهلية ينبشون القبور ويبقرون البطون ويخرجون منها قلوب خصومهم ينهشونها نهشاً انتقاما لإخوانهم وكأن هؤلاء الخصوم ليسوا إخواناً لهم ويفرقعون حافلات تنقل طالبات إلى جامعاتهن ويتبعون من تم إنقاذهن للمستعجلات لإتمام عملهم وقتل عائلاتهن معهن والأطباء والممرضات في المستشفى الذي استقبلهن،
سيستمر العنف إلى أمد قد يطول قبل أن أفهم ما تأكد لي، وأنا لا أعتد أنني من خبراء الأديان ولا من فقهاء الإسلام
وعلمائه، بعد أن رأيت شخصاً يهلل ويكبر وهو يأتي أكبر الكبائر في كل الأعراف والديانات والثقافات المتحضرة أنني لا أدين بنفس دينه ولا أنتمي لنفس ثقافته ولا أكن لما يكنه في قلبه الاحترام ولا يمكن لي أبداً أن أواليه أو أن أتعاطف معه. فأنا لست له بأخ وما هو لي بشريك في تاريخي وفي معتقداتي كما لم أكن لهند ولم تكن هند لي
كأن التاريخ لم يتحرك وكأنه لم ينل من أخلاق الجاهلية وعقليتها وثقافتها قيد ومضة عين إذ لازال المحارب يقسم بأكل قلوب أعدائه انتقاما منهم وإخوانه يرددون تكبيره من حوله وآخرون ينهالون بالضرب بالعصي وبالحجارة على رجل من ذوي جلدتهم كما يقولون بلغتهم وهو طريح الأرض يشبعونه شتفاً وركلا في أطراف جسده الأكثر إيلاماً وهم يضحكون ويكبرون إلى أن تهمد حركته ويخفت صراخه فيفرغون رصاص مسدساتهم ورشاشاتهم في جسده الهامد وفي أم رأسه تحت عواء يريدون به إيهام الناس أنهم قاموا بفريضة عين كتبت عليهم كما تكتب الصلاة والصوم على والمؤمنين وتبريرا لمثل ما انفضوا له من حوله بعد ذلك
بعد هذا تأكدت وغسلت يدي ورجلي وقطعت اليأس كما نقول عندنا لما نفقد الأمل ونرى من الهول ما لا نحتمل بأن السلاح والدعم الذي قرر البعض أن يقدموه لأوليائهم في سوريا لن يحل المعضلة بها وقد يزيد من تعقيدها ومن عنف ما يتحمله المدنيون والأبرياء وما يتكبدونه من المحاربين والمقاتلين وبأن ما كاد أن يكون ثورة سوريا ربما أصبح بحق حلبة يجدد فوقها آخرون غرباء وأجانب عليها توازناتهم العسكرية والاقتصادية وقوة تأثيرهم على المسار الاستراتيجي العالمي وتأكيد قدرتهم على البقاء والمحافظة على حلفائهم في المنطقة، تسائل صديقي وتساءلت معه، كيف تتحامل هذه الأطياف من السوريين على بعضها تعطي الأرواح بسخاء وتتخلى على النفيس وتحرق وتحطم المعالم الحضارية وتجمع الأموال الطائلة والعتاد وتنفقها بلا رقيب ولا محاسب ولم تتحرك لتحرير أرضها المحتلة منذ عقود وهل تفعل يوماً وتتحمل في حرب تحرر بها أرضها ما تتحمله اليوم وهي تتقاتل فيما بينها وتنهش قلوب بعضها؟
ربما كانت حيرتي وصعوبتي في فهم ما يحدث وما أراه وأسمعه أنني قرات تاريخاً لم يكن هو التاريخ الحقيقي للمنطقة
وأن التاريخ الذي لقنته في المدارس منذ صغري هو خيال من صنع خيال لم يكن يهمه أن أعرف حقائق الأمور وواقعها وما كانت عليه علاقات الناس ببعضهم وبما كانوا يحكمون وكيف يحتكمون، تاريخ لم يكن همه أن يُحقِّق ويتحقق مما يُقص علي بقدر ما كان هاجسه أن يصنع لي صورة ومخيلة وذاكرة ومرجعية مثالية تنفي كل ما ليس من شأنه أن يجعلني أستسلم وأتقبل ولا أسائل ولا أكون رأياً مخالفاً، ربما تعقد علي الأمر أكثر لأن التاريخ الذي لُقِّنته كان متعدد الأصول قصه علي من كانت لهم مصالح متضاربة وأهداف إيديولوجية متناقضة تبث لي مع الوقت أن كلهم كذبوا علي بسبق الترصد، كذبوا علي لما لم يقولوا لي كل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ولما انتقوا وأخْفَوْا وقدموا لي تأويلاتهم وكأنها الحقائق الوحيدة ولما لم يعلمونني أن أُعْمل عقلي وأستقل بتفكيري وأستنتج بنفسي ولما اختزلوا تعقيدات العلاقات والظروف التي تخلق التاريخ في صراعات قوى الخير والشر واليمين واليسار والدين والعلمانية والوطنية والإثنية والمدينة والبادية والسنة والشيعة وشعب وشعب آخر والغرب والشرق بيد أن سيرورة التاريخ لا تقبل الاختزال ولا ثنائية السبب وأصل التناقض،
فليست الشيعة والسنة والعلوية في سوريا مذاهب دينية بل منذ بدايتها تيارات سياسية ككل الثيارات السياسية تحركها مصالح في السيطرة على السلطة والانفراد بها كما أنه لم يكن هدف الاستعمار الفرنسي والإنكليزي لمنطقة الشرق الأوسط الذي أذكى مشاعر العداء بينها قط هو تنصيرها أو تهويدها بل هو تفكيك سلطة تركيا السياسية لاحتلال مواقعها الاقتصادية وتملك أسواقها ومراقبة مسالكها التجارية. لن تنتهي الحرب في سوريا بحل قضايا دينية أو طائفية وما دامت المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية لمختلف مكونات الشعب السوري ومن يواليهم من دول جارة أو ذات مصالح في المنطقة لم تطرح للنقاش وللتوافق الداخلي والدولي حيث أن سوريا لم تعد مجردة ولا مستقلة في قرارها كما أنه ليس من طائفة ولا فئة سياسية أو حاملة للسلاح داخلها مستقلة تماماً أو قادرة على الاستمرار دون الدعم السياسي والإيديولوجي والتواصلي والمالي والعسكري الذي تتلقاه من حليف أو حلفاء معينين وأن هذه الارتباطات تقوت وتعددت بمرور الزمن واستمرار الحرب وأنها تقلص كل يوم من احتمال التئام الصدع والجراح عن طريق الحوار والتفاوض وتجعل النفق يبدو أطول وأشد ظلمة. .
فكما أنه ليس السوريون وحدهم من يحاربون فوق أرض بلدهم وكما أن كل أسباب الحرب بينهم غير ذات علاقة مباشرة بهم وكما أن أصحاب القرار في هذه الحرب ليس هم السوريون نفسهم، فليس الدين هو أصل مشاكل سوريا ولن يكون هو الحل لها، فليس هنالك دين معروف في المنطقة يحلل أكل قلوب البشر كان السبب ما كان أو يجيز تعذيب الناس وإهانتهم وقتلهم وتشويه جثثهم كما أنه ليس هنالك متدين يحكم الناس ضداً على رغبتهم ودون استشارتهم أو يستعين على شعبه بشعوب أخرى ، ربما يكتب لنا مؤرخون جدد ثقاة تاريخ المنطقة الحقيقي نستعين به على فهم ما يجري في سوريا وكيف وصلت لما هي علي من عنف وتنكر لما كنا نعتقد أن لها من حضارة ويبين لنا بوضوح أكثر ما تفعله كل يد في هذه الفاجعة لعلنا نجد في ذلك ما نبرَّءُ به الدين مما يتهمونه به منذ اندلاع هذه الحرب.