سنة 1505 - وفاة الفقيه الإسلامي جلال الدين السيوطي سنة 1801 - غادرت الحملة الفرنسية الأراضي المصرية بقيادة "مينو" سنة 1863 - افتتاح دار الآثار المصرية القديمة في بولاق سنة 1907 - اتفاقية لاهاي الخاصة بحل النزاعات الدولية سلمياً سنة 1970 - استقالة الرئيس السوري نور الدين الأتاسي من جميع مناصبه التنفيذية والسياسية سنة 1970 - وفاة عبد الكريم بلقاسم رئيس حكومة الثورة الجزائرية المؤقتة سنة 1983 - أقيمت عملية تفجير في مقر المارينز الأمريكي في بيروت. سنة 1954 - اتفاق بين مصر وبريطانيا على إخلاء القواعد العسكرية البريطانية في منطقة السويس. سنة 1918 - بلجيكا تحتل الكونغو. سنة 1918 - فرنسا تستولي على لبنان. سنة 1948 - جلوس الإمام أحمد بن يحيى إمام اليمن. سنة 1995 - ماليزيا تطالب بإلغاء حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي.
كُتب بواسطة: السيد محفوظ محمد - مصر، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 1529 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/06/19
لقد اصبحت الثقافه فى مصر فى ازمه ويمكن القول ان الساحه الثقافيه المصريه فى اضمحلال ، وان عصر التنوير المصرى الذى بدأ فى القرن التاسع عشر قد انتهى فى منتصف القرن العشرين
لقد بدأ عصر التنوير المصرى مع الشيخ رفاعه الطهطاوى (1801-1873) الذى ارسله محمد على فى بعثه الى فرنسا وكانت مهمته ان يكون الامام الدينى للدارسين ولكنه تجاوز ذلك وبعد ان عاد لمصر اصبح مفكرا ومترجما وصحفيا وانشأ مدرسة الالسن وكان كتابه ( تخليص الابريز فى تلخيص باريز ) اول اطلاله مصريه على النهضه الغربيه ومع تحفظ الطهطاوى على بعض العلوم ورفضه للفلسفات الوضعيه والماديه الاوربيه قائلا عنها ( ولهم فى الفلسفه حشوات ضلاليه مخالفه لكل الكتب السماويه ) الا انه طالب بالتتلمذ على يد اوربا فى علوم التمدن المدنى
وشهد القرن التاسع عشر مستنيرا اخر هو الشيخ محمد عبده (1849-1805) تلميذ وصديق الشيخ جمال الدين الافغانى وكان الشيخ محمد عبده مفكرا اصلاحيا ومجددا دينيا وقد بلغت دعوته فى التجديد والاصلاح الى كل ارجاء العالم الاسلامى ومع بداية القرن العشرين شهدت الساحه الثقافيه المصريه رواجا هائلا وامواج عاتيه من المفكرين المصريين واصبحت مصر قبله لكل المفكرين والمبدعين العرب لكل التيارات الفكريه والثقافيه من المفكرين والمبدعين المصريين طه حسين (1889-1973) ، عباس محمود العقاد (1889-1964) احمد لطفى السيد (1872-1963)، توفيق الحكيم (1898-1987) ، سلامه موسى ( 1887-1958) ، احمد امين (1886 -1954) ، احمد شوقى (1870-1932) ، على محمود طه (1901-1949) ، حافظ ابراهيم (1872-1932) ، قاسم امين ( 1863-1908 )، على عبدالرازق ( 1888-1966) مصطفى لطفى المنفلوطى (1876-1924) مصطفى عبدالرازق ( 1885-1947) ، مصطفى صادق الرافعى ( 1880-1937) عبدالرحمن شكرى (1886-1958) ، سيد قطب ( 1906-1966) ، نجيب محفوظ (19011-2006)، زكى نجيب محمود (1905-1993) ، عبدالحميد جوده السحار( 1913-1974) ، عبدالرحمن بدوى (1917-2002) ، محمد حسين هيكل ( 1888-1956) ، عائشه التيموريه (1840-1902) ، عبدالرزاق السنهورى (1895-1975)، محمد ابو زهره (1898-1974) محمود مختار (1891-1934) ، محمد عبدالوهاب (1901-1991) ، زكى طليمات (1897-1983) ، ام كلثوم (1904-1975) ، نجيب الريحانى (1892-1949) يعقوب صنوع (1839-1912) ، على امين (1914-1974)، مصطفى امين (1914-1997) ، سيد درويش ( 1892-1923) ، احسان عبدالقدوس (1919-1990) ، يوسف السباعى (1917 -1978) ، يوسف ادريس (1927-1991) ، مصطفى مشرفه (1898-1950) ، عبدالرحمن الشرقاوى (1920-1987)
ومن المبدعين العرب فرح انطون (1874-1922) ، الامير شكيب ارسلان (1869-1946) ، شبلى شميل (1850-1901) ، مى زياده (1886 -1941) خليل مطران (1872-1949) ، عبدالرحمن الكواكبى (1848-1902) ، محمد رشيد رضا (1865-1935) ، يعقوب صروف (1852-1927) سليم وبشاره تقلا ( مؤسسى جريدة الاهرام فى1876) ، فريد الاطرش (1910-1974) ، صباح (1925- ) ، سعاد محمد (1926-2011)
معظم هؤلاء سافر الى اوربا واطلع على الحضاره الغربيه ومنهم من احتوته هذه الحضاره واتخذها مناره يهتدى بها الشرق للنهوض ، ومنهم من احتواها بفكره واخذ منها ما يلائم موروثات الشرق الثقافيه والعقائديه ، ومنهم من مزج بين الحضارتين الغربيه الماديه والشرقيه الروحيه واعتبارهما يكملان بعضهما البعض ، وكان نتاج هذا نهضه فكريه وتنويريه انعكست على شتى قطاعات المجتمع السياسيه والاقتصاديه والثقافيه والاجتماعيه ، لقد جاءت حركة التنوير بعد مئات السنين من الجمود والظلام ، ويمكن القول انه مع وفاة ابن رشد عام 1295 دخل الفكر العربى والاسلامى فى سبات عميق لمدة خمسة قرون لم يخرج خلالهم الاجتهاد الفكرى خارج دائرة التراث الفقهى وقد كان قبل هذا الجمود تعيش الحضاره الاسلاميه ازهى عصورها وهناك من يرى ان الحضاره الاسلاميه تمثل حلقة الوصل بين الحضاره اليونانيه والحضاره الغربيه الحديثه ، فلقد طبق العلماء العرب امثال جابر بن حيان والرازى وابن الهيثم المنهج التجريبى قبل فرنسيس بيكون ، واحياء الكلاسيكيات اليونانيه التى كانت احد اسباب النهضه الاوربيه لم تعرفها اوربا الا عن طريق الفلاسفه العرب مثل ابن سينا والفارابى وابن رشد وابن طفيل والكندى ، وايا كانت الاسباب التى ادت الى ضمور الفكر والابداع فى البلدان العربيه والاسلاميه الا ان الثابت ان العالم العربى دخل خمسة قرون من الجمود التام والانعزال التام عما يدور حوله فى العالم ، وفى العام 1798 استيقظ المصريين على دخول الحمله الفرنسيه بقيادة نابليون بونابرت مصر ، وشاهد المصريين بأنفسهم مدى تأخرهم عن العالم المتمدن ، لقد كانت الحمله الفرنسيه للمصريين عالم اخر مختلف تماما عما كان يدور بمخيلتهم ولذلك بمجرد خروج الفرنسيين فى عام 1801 رفض المصريين العوده للوراء مجددا وثارو على الوالى العثمانى وخلعوه وطالبوا بتعيين محمد على الذى رأو فيه تجسيدا يلبى طموحهم ، وبالفعل كان محمد على طموح ويتطلع الى بناء دوله حديثه ولكنه كان طموحا ومجدا شخصيا اكثر منه طموح شعب بأكمله وقد اصطدم مشروع محمد على بالاطماع الاوربيه التى سرعان ما استعمرت العالم العربى بأسره ، ومع كل مساوىء الاستعمار الاوربى الا انه كان جسرا عبرت فوق منه الكثير من الوفود التى كانت تريد ان تعرف الاخر ، واسباب نهضته وقوته وايضا دراسة الانا ومعرفة اسباب انحساره وضعفه ، لقد بدأت النهضه الثقافيه فى مصر قبل الاحتلال الانجليزى فى عام 1882 ، وعندما جاء جمال الدين الافغانى مصر ينشر افكاره بالاصلاح والتجديد والنهوض بالبلدان العربيه والاسلاميه لمواجهة طغيان واستبداد الاستعمار كان ذلك ايذانا ببدء عهد جديد ومع بدايات القرن العشرين جاءت زعامات الهبت حماس الشعب واشعلت فتيل الثورات ضد الاحتلال مصطفى كامل (1874-1908 ) ، محمد فريد ( 1868-1919 ) ، سعد زغلول ( 1858-1927 ) ومصطفى النحاس ( 1876-1965 ) وكان نتاج ثورة 1919 ان حصلت مصر على اعتراف من بريطانيا بأستقلالها وشهدت مصر دستور 1923 اول دستور يصنع بيد ابناؤها وفى العام التالى شهدت مصر اول انتخابات برلمانيه فاز بها حزب الوفد
كانت مصر برغم انها بلد محتله الا انها كانت تدب فيها الحياه والنشاط فى كافة جنباتها السياسيه والثقافيه والاجتماعيه ، كانت تموج بكل التيارات اليساريه والليبراليه والدينيه ، وكانت تجرى معارك فكريه طاحنه بين اساطين الفكر ، كانت توجد حريه فى الابداع بالرغم من بعض القيود من التيار الدينى مثلما حدث مع الشيخ على عبدالرازق عندما اصدر كتابه الاسلام واصول الحكم فى عام 1925 ، والدكتور طه حسين الذى اصدر كتابه ( فى الشعر الجاهلى ) عام 1926 الذى هوجم بسببه هجوم شديد وتقدمت ضدده البلاغات واحيل الى المحاكمه ولكن رئيس النيابه محمد نور وكان رجلا مثقفا قام بحفظ المحضر وكانت حيثيات الحكم بمثابة تحفه ادبيه اكثر منها حكما قضائيا اختتمت بالاتى ( ان للمؤلف فضلا لاينكر فى سلوكه طريقا جديدا للبحث حذا فيه حذو العلماء من الغربيين ، ولكنه لشدة تأثير نفسه مما اخذ عنهم قد تورط فى بحثه حتى تخيل حقا ما ليس بحق او ما لا يزال فى حاجه الى اثبات انه حق ، انه قد سلك طريقا مظلما فكان يجب عليه ان يسير على مهل وان يحتاط فى سيره حتى لا يضل ، ولكنه اقدم بغير احتياط فكانت النتيجه غير محموده ، وحيث انه مما تقدم يتضح ان غرض المؤلف لم يكن مجرد الطعن والتعدى على الدين ، بل ان العبارات الماسه بالدين التى اوردها فى بعض المواضع من كتابه انما قد اوردها فى سبيل البحث العلمى مع اعتقاده ان بحثه يقتضيها ، وحيث انه من ذلك يكون القصد الجنائى غير متوفر فلذلك تحفظ الاوراق اداريا )) اذا كان رئيس النيابه محمد نور الذى تولى قضية طه حسين بهذا القدر من الثقافه والفكر الراقى والاستناره فما بالنا بالتيارات الاخرى التى كانت تقود هذا العصر التنويرى ، كانت هذه التيارات تمثل اتجاهات عده فمنهم من كان عقلانيا ومنهم من كان يستمد افكاره من مورثات العقيده والعادات والتقاليد الراسخه ومنهم من كان مجددا ومنهم من كان متمسكا بالعقيده الخالصه ورافضا لحضارة اوربا ومنهم من كان يمزج بين حضارة الغرب وروح الشرق ولذلك كانت الساحه الثقافيه المصريه مليئه بالثراء الفكرى فى كل الاتجاهات وان كان الغالب التأثر بأوربا والحضاره الغربيه الماديه ، يقول فيلسوف الادباء واديب الفلاسفه زكى نجيب محمود (ولك بعد ذلك ان تطالع ما كتبه اعلام الثقافه العربيه الحديثه من هذه الزاويه ، لتجد صحائفهم مليئه بهذا التطلع الذى يجاوزون به الماده ، دون ان يتنكروا للعلم المؤسس على هذه الماده وطبيعتها ، ايمانا منهم بأن التعلق بما وراء الماده اضافه تنفع الانسان ولا تنقص من العلم شيئا ويكفينا هنا مثالان واو ثلاثه نسوقها من هؤلاء الاعلام :
كان طه حسين عقلانيا خالصا ، على نهج العلم والعلماء، حين اصدر كتابه عن الادب الجاهلى سنة 1926 حتى ظن الناس انه قد ذهب مع عقلانية العصر الى المدى الذى ينسيه روح الثقافه العربيه ، حتى اذا ما اقبل على الناس عام1933 اصدر لهم طح حسين رائعته الادبيه على هامش السيره وفى مقدمة هذا الكتاب يقول انا اعلم ان قوما سيضيقون بهذا الكتاب لأنهم محدثون ، يكبرون العقل ، ولا يثقون الا به ،ولا يطمئنون الا اليه ، وهم لذلك يضيقون بكثير من الاخبار والاحاديث التى لا يسيغها العقل ولا يرضاها واحب ان يعلم هؤلاء ان العقل ليس كل شىء ، وان الناس ملكات اخرى ليست اقل حاجه الى الغذاء والرضى من العقل 0
اما توفيق الحكيم ، فتكاد كل مسرحيه من مسرحياته تفصح عن هذه العقيده ، وهى عقيده طالما ساقها الكاتب صريحة لا تحتاج منك الى استدلال وبحث ، فهو يؤمن اعمق الايمان بوجود قوه غيبيه لا قبل للانسان بردها ، فأن اوهمه عقله المحدود بأنه قادر على فرض ارادته ، حدثت الفاجعه ونزلت المأساه ، فلا مندوحة للانسان عن حصر معرفته العقليه فى حدودها تاركا لأيمانه ما وراء تلك الحدود ، وانا لنرى الكاتب فى عصفو من الشرق يحاطب الغرب الذى اخذه الغرور بعلمه فيقول ماذا صنع لنا العلم ، وماذا افدنا منه ؟ الالات التى اتاحت لنا السرعه ، وماذا افدنا من هذه السرعه ؟ البطاله التى تلم بعمالنا ، واضاعة ما يزيد من وقت فراغنا فيما لا ينفع ...... ولكنه برغم هذه النبره اليائسه من العلم وحضارته لا يريد ان نستغنى عنه ، فهو لا يفتأ يذكرنا مسرحيه بعد مسرحيه ، ان على العقل ان يرتاد الكون الى اخر مستطاعه ، ثم يسلم الزمام بعد ذلك لأدراك الوجدان 0
وتقرأ العقاد نثرا او شعرا ، فترى العقيده نفسها ، فالكون عنده روح نلمسها بيد من الماده ، اى ان الروح هى حقيقة الوجود ، والماده وسيلتنا الى معرفتها ، وان هذه الطبيعه بكل فيها لهى السنة تنطق الروح الكامنو وراءها ؟ ولذلك فليس العقل وليس الحواس وهذه هى ادوات العلم ، بمستطيعه وحدها ان تدلنا على الحق ، وانما وسيلتنا الى ادراك الحق هى الوجدان 0
هذه امثله بسيطه ساقها لنا زكى نجيب محمود عن ثلاثه من رواد الفكر المصرى بأختلاف اتجاهتهم ، ولم يكن الابداع مقصورا على الفكر فقط بل امتد الى كافة مناحى الحياه ، فى الموسيقى والسينما التى عاشت عصرها الذهبى بالتزامن مع عصر التنوير ويكفى ان نعرف ان السينما كانت تمثل ثانى دخل لمصر بعد محصول القطن وكانت مصر هى هوليوود الشرق ومحط انظار كل الفنانين العرب التى احتضنتهم مصر واصبحت وطنا لهم وعاشوا وماتوا على ارضها ، ايضا طال الابداع الاقتصاد مثل رجل الاقتصاد طلعت حرب (1876-1941) الذى اسس بنك مصر الذى ساهم فى انشاء العديد من الشركات الوطنيه مثل مصر للغزل والنسيج ومصر للطيران وستديو مصر ومصر للتأمين ومصر للسياحه
كانت الساحه المصريه مثل خلية النحل تدب بالعمل والنشاط ، نشاط فى الفكر والثقافه والفن والصحافه والسياسه والاقتصاد ، بالرغم من وجود احتلال انجليزى وصراعات سياسيه وتدخل ملكى فى شئون الحكم بالرغم من ان دستور 23 قلص سلطات الملك ليصبح ملك يملك ولا يحكم ، وبعد ثورة23 يوليه 1952 واستيلاء عبدالناصر على السلطه فى 1954 واستبداده بالحكم اختفى كل هذا النشاط ، تحول الاقتصاد من السوق الحر الى المركزيه ، تم حل البرلمان والاحزاب السياسيه والغاء دستور 23، وتأممت الشركات والمصانع والمؤسسات ، واصبحت الصحف لسان حال النظام الحاكم ، تم اقصاء جميع رموز السياسه عن العمل مثل مصطفى النحاس ومكرم عبيد وعلى ماهر ، اما رموز الفكر تعرضوا للموت البطىء ، صفحات الجرائد والمجلات التى كان ينتظرها المصريون كل صباح ليطلعوا على المعارك الفكريه التى تدور بين اساطين الفكر والثقافه وارائهم وابداعتهم اختفت ، وكل من تجرأ لأنتقاد النظام الحاكم تعرض للاضهاد والابعاد ، تعرضت شتى المجالات الفكريه والفنيه والسياسيه والثقافيه لأنتكاسه لم تنهض منها حتى يومنا هذا
لقد انتهى عصر التنوير فى مصر من 60 عاما ، ولو سارت الامور فى مسارها الطبيعى بعيدا عن الاستبداد والدكتاتوريه لكان لمصر شأن اخر ، لقد تراجعت الثقافه فى مصر لدرجة انها تكاد تكون محيت تماما من على خريطة الوجود ، وان كانت هناك محاولات دائما لأحياؤها الا انها كانت تظهر على استحياء ولا تجد من يعينها ، ولا غرابه ان نجد العديد من العلماء والمفكرين هاجروا الى شتى بلدان العالم بعد ان ضاق بهم الحال فى بلدهم وليستنشقوا هواء الحريه الذى يعينهم على الابداع ، وعلى الرغم من ان كثيرا منهم حقق نجاحا كبيرا بالخارج الا انهم لم ينسوا وطنهم ويحاولون بشتى السبل مساعدة وطنهم والنهوض به مثل مجدى يعقوب وفاروق الباز واحمد زويل ومحمد العريان الذى تبرع ب 30 مليون دولار لمدينة زويل العلميه
هناك من يرى ان التيار الدينى قد ساهم فى خبو عصر التنوير المصرى وان محاربة الاتجاهات الدينيه لكل ابداع وتنوير يتخذ من العقل ركيزة له كان لها دور كبير فى هذا السقوط ، وفى هذا يقول عاطف العراقى ( انه لا تنوير بدون العقل ، فأذا كنا نجد اناسا يتحدثون عن التنوير ، ويحاولون اقامة مشروع تنويرى يعتمد فى جانب او اكثر من جوانبه على عناصر غير عقليه ، فان محاولتهم هذه تعد خاطئه قلبا وقالبا ويقينى انهم يسعون الى الظلام وليس الى النور ، نجد هذا فى الاتجاهات السلفيه والاتجاهات الاصوليه تلك الاتجاهات التى تطلب منا الرجوع الى الوراء والصعود الى الهاويه ، وتتغنى بالتراث ، وكأنها تبكى على الاطلال 0 اذ كيف نتغافل عن اقدس ما فى الانسان وهو العقل ) ربما كما يقول العراقى ان التيار الدينى قد وقف ضد التنوير والعقل ، ولكن ايضا هذا التيار تعرض للاقصاء كما تعرض تيار التنوير واصابه الجمود وكلاهما تعرض للانكسار
بعد ثورة 25 يناير اختفى تماما من المشهد المثقفين والمفكرين وتعاظم دور ما يسمى بالناشط السياسى والناشط الحقوقى ، وهذا سبب رئيسى من الاسباب التى ادت للتخبط الشديد التى تعانيه الثوره المصريه ، لأنه من المفترض ان النخبه التى تقود المسيره هى نخبه من المثقفين المستنييرين ، وليس مجموعه من الشباب ولاعبى كرة القدم والمحامين والفنانين والاكاديمين ، ان النهضه الاوربيه احد اعمدتها تأسست على افكار فولتير وجون لوك ومنتسكيو وفرنسيس بيكون وديكارت وهيوم وكانط وسبينوزا وادم سميث ، وما كان لأوربا ان تنهض بدونهم ، وهذا ما يضعنا فى ازمه لأنه بدون مفكرين ومستنيرين لا يمكن رسم خريطه للمستقبل وسنظل فى حالة من الارتجاليه والتخبط التى نعانى منها منذ قيام الثوره ، اذا كان عصر التنوير قضى عليه منذ 60 عام بسبب الاستبداد والان تم التخلص من هذا الاستبداد ويجب اتاحة الفرصه لبناء عصر تنويرى جديد خاصة وانه لدينا النواه لهذا البناء ، وبدون التنوير سنبقى فى الظلام