الرئيسية | شجرة الموقع | إحصائيات | قائمة الأعضاء | سجل الزوار |إنشاء حساب | اتصل بنا        maroc france        
عضوية جديدة؟
للتواصل مع الموقع | شروط الإستخدام | نهج الخصوصية | أعلن معنا
Loading...
الشرق الأوسط |دولي |عربي |سياسة |إقتصاد |صحة |ثقافة وفنون |رياضة |الأسرة و المجتمع |علوم وتكنولوجيا | صحافة |ملفات وتقارير |أخبار محلية |أخبار عامة |غرائب وعجائب |مقالات |صور |فيديو
جديد الموقع:
بحث متقدم

أبواب الموقع

قائمة المراسلة


حالة الطقس

booked.net

حكمة

من نشأ على شيء شاب عليه

تحويل التاريخ

اليوم: الشهر:

السنة:
من الميلادي إلى الهجري
من الهجري إلى الميلادي

حدث في مثل هذا اليوم

سنة 1879 - اخترع توماس أديسون أول مصباح كهربائي
سنة 1923 - صدور دستور 1923 في مصر، الذي يعد أهم دستور صدر قبل ثورة يوليو 1952.
سنة 1969 - إلغاء إيران معاهدة الحدود التي أبرمتها مع العراق.
سنة 1923 - نشر الملك فؤاد الأول الدستور الجديد للبلاد .
سنة 1882 - توفي تشالز داروين عالم الطبيعيات الإنجليزي، صاحب كتاب أصل الأنواع، ومؤسس علم النشوء والارتقاء.
سنة 1928 - نشر القانون الأساس للإمارة الأردنية.

صحة جسمك

 سنتيمتر  
 كيلوجرام    
 سنتيمتر  
 سنتيمتر  
النوع: ذكر       انثى

مستوى النشاط
منعدم محدود عالي

مواقع صديقة

الوكالة العربية للصحافة أپاپريس - Apapress مقالات أفكار و تحاليل الاسلام السياسى

الاسلام السياسى

كُتب بواسطة: مصر - السيد محفوظ، ونُشر بواسطة: أبابريس
شوهد 1932 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/07/30
سقطت الامبراطوريه العثمانيه عام 1923 وسقطت معها الخلافه الاسلاميه ومنذ هذا التاريخ وحتى اليوم ونحن فى صراع حول علاقة الاسلام بالسياسه والحكم ، وقد استغل ملك مصر فؤاد الفرصه لينصب نفسه خليفه للمسلمين بعد ان اصدر دستور 1923 الذى قيد سلطاته واصبحت مصر بمقتضى هذا الدستور ملكيه برلمانيه ولا يحق للملك ان يصدر قرارا دون الرجوع الى البرلمان ، ورأى الملك فؤاد انه لو اصبح خليفة للمسلمين سوف تضاف اليه صلاحيات اكبر من التى انتزعت منه بواسطة دستور 23 اهمها السلطه الروحيه التى تصاحب المنصب وتجعله قائدا للمسلمين فى العالم اجمع ، وقد لقيت الفكره الكثير من مؤيديها من رجال الدين الذين يرون بوجوب وجود الخلافه الاسلاميه بأعتبارها ركيزه من ركائز الدوله الاسلاميه فمنذ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ومنصب الخليفه قائم لم يتغير ، حتى وان تفككت الامبراطوريه الاسلاميه ولم يبقى منها سوى دويلات معظمها يقع تحت وطأة الاستعمار الاجنبى الا ان بقاء منصب خليفة المسلمين يعد رمزا لبقاء الامبراطوريه الاسلاميه وان لم تكن موجوده ، فى حين يرى المعارضون ان مدنية الدوله والاخذ بأليات الديمقراطيه واللحاق بركب الحضاره الغربيه يتعارض مع اقامة الدوله الثيوقراطيه 0
فى عام 1925 انفجرت قنبله فكريه مازال صداها يدوى حتى اليوم ، لقد نشر الشيخ على عبدالرازق وهو احد المفكرين المحسوبين على التيار الدينى كتابه ( الاسلام واصول الحكم ) يفند فيه الرأى القائل بوجوب الخلافه الاسلاميه ، ولقد تعرض الشيخ الذى عمل مدرسا بالازهر وقاضيا شرعيا والتحق بجامعة اكسفورد عام 1912  لأنتقاد عنيف وتفرغ عدد من نخبة التيار الدينى للرد على ما جاء به الشيخ على عبدالرازق ابرزهم الامام محمد الخضر حسين والشيخ محمد بخيت المعيطى وانتهى الامر بفصل الرجل من عمله كقاضى شرعى واخراجه من زمرة علماء الازهر ، وان كان الشيخ على عبدالرازق قد تضرر عن الجهر بأرائه وافكاره الا ان اكبر المتضررين كان الملك فؤاد الذى كان يعد العده لأعلان نفسه خليفة للمسلمين واذا بشيخ من شيوخ الازهر المعممين ينكر فكرة الخلافه الاسلاميه ووجوبها والهاله القدسيه المحاطه بها مما اجهض مشروع الملك فؤاد ونسفه من اساسه
ويرى الشيخ على عبدالرازق انه لم يستدل من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام على نظام حكم بعينه ، وان نظام الخلافه  التى اعقبت وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ببيعة ابوبكر لخلافة الرسول كانت تقتضيها الحاجه للحفاظ على الدوله الوليده وتسيير امور المسلمين وهى امور دنيويه وليست دينيه ، يقول الشيخ على عبدالرازق ( الواقع المحسوس الذى يؤيده العقل ويشهد به التاريخ قديما وحديثا ، ان شعائر الله تعالى ومظاهر دينه الكريم لا تتوقف على ذلك النوع من الحكومه الذى يسميه الفقهاء خلافه ولا على اولئك الذين يلقبهم الناس خلفاء والواقع ايضا ان صلاح المسلمين فى دنياهم لا يتوقف على شىء من ذلك ، فليس بنا من حاجه الى تلك الخلافه لأمور ديننا ولا لأمور دنيانا ، ولو شئنا لقلنا اكثر من ذلك ، فأنما كانت الخلافه ولم تزل نكبة على الاسلام وعلى المسلمين  وينبوع شر وفساد ، ويضيف الشيخ على عبدالرازاق ( معاذ الله لا يريد الله جل شأنه لهذا الدين الذى كفل له البقاء ، ان يجعل عزه وذله منوطين بنوع من الحكومه ولا بصنف من الامراء ، ولا يريد الله جل شأنه لعباده المسلمين ان يكون صلاحهم وفسادهم رهن الخلافه ، ولا تحت رحمة الخلفاء ) وحول ان النبى كان رسول الله تعالى  وكان ملكا سياسيا يقول ( اذا ترجح عند بعض الناظرين اعتبار تلك الامثله واطمأن الحكم بأن النبى عليه الصلاة والسلام كان نبيا وملكا فسوف يعترضه حينئذ بحث اخر جدير بالتفكير ، فهل كان تاسيسه عليه الصلاة والسلام للمملكه الاسلاميه وتصرفه فى ذلك الجانب شيئا خارجا عن حدود رسالته ام كان جزءا مما بعثه الله له واوحى به اليه ) ويختتم الشيخ كتابه ( الحق ان الدين الاسلامى برىء من تلك الخلافه التى يتعارفها المسلمون ، وبرىء من كل ما هيأوا حولها من رغبه ورهبه ومن عز وقوه والخلافه ليست فى شىء من الخطط الدينيه ، كلا ولا القضاء ولا غيرهما من وظائف الحكم ومركز الدوله ، وانما تلك كلها خطط سياسيه صرفه لا شأن للدين بها ، فهو لم يعرفها ولم ينكرها ، ولا امر بها ولا نهى عنها ، وانما تركها لنا لنرجع فيها الى احكام العقل ، وتجارب الامم وقواعد السياسه ، كما ان تدبير الجيوش وعمارة المدن والثغور ونظام الدواوين لا شان للدين بها ، وانما يرجع العمل فيها الى العقل والتجريب او الى قواعد الحروب ، او هندسة المبانى واراء العارفين ، لا شىء فى الدين يمنع المسلمين ان يسابقوا الامم الاخرى فى علوم الاجتماع والسياسه كلها ، وان يهدموا ذلك النظام العتيق الذى ذلوا له واستكانوا اليه ، وان يبنوا قواعد ملكهم ، ونظام حكومتهم على احدث ما انتجت العقول البشريه ، وامتن ما دلت تجارب الامم على انه خير اصول الحكم )
يعارض الفقيه الدستورى والمفكر الاسلامى عبدالرزاق السنهورى ما يقوله الشيخ على عبدالرازق ويقول ( ان الشيخ يخلط بين امرين كان من الواجب ان يميز بينهما ، فهو يخلط بين وجود نظام الخلافه وبين اختيار الخليفه ، والمسلمون لم يخلطوا بين الامرين كما فعل هو ، فمن ناحية مبدأ وجوب نظام الخلافه فقد اجمعوا عليه ، فمنذ وقف ابوبكر فيهم خطيبا معلنا ضرورة اقامة الخلافه لضمان تنفيذ الشريعه الاسلاميه  واقره جميع الصحابه على ذلك واجمع عليه المسلمون منذ ذلك الحين ) وحول استبداد الخلفاء بالحكم مما احدث ضررا بالأمه الاسلاميه كما قال الشيخ على عبدالرازق يقول فى ذلك السنهورى ( ان الفتن بين المسلمين انما كان سببها التنافس على الوصول الى منصب الخلافه وهو امر طبيعى فى جميع الامم ، وقد كان هذا الخلاف محصورا فى دائرة الناقشات السلميه فى عهد الخلفاء الراشدين ، حينما كانت حرية الرأى مكفوله ، لكن بعد ذلك لجأ البعض الى حد السيف ليستولوا على المنصب بالقوه وهى ظاهره معروفه فى تاريخ جميع الامبراطوريات الكبرى ولم تكن خاصه بالتاريخ الاسلامى ، ولا مقصوره على على نظام الخلافه ويرى السنهورى ان الرسول عليه الصلاة والسلام قد وضع لحكومته اصلح النظم الممكنه فى زمنه لأنها تتناسب مع حالة المجتمع كما فعل صولون فى اثينا ، ولا يعاب عليه ان حكومته لم تشمل النظم الموجوده فى الدول فى العصر الحديث ، لأن  هذه النظم ما كانت تناسب المجتمع الذى كان يعيش فيه ، ومع ذلك فان حكومة النبى عليه الصلاة والسلام  اقامت دوله حقيقيه لا تقل فى نظمها عن الدوله الرومانيه فى بدايتها ، فالنبى عليه الصلاة والسلام قد وضع بالفعل النظم الاساسيه للدوله الاسلاميه فأوجد نظاما للضرائب وللتشريع ونظما اداريه وعسكريه ... الخ )
ما بين مؤيد للحكم الاسلامى ومعارض نقف حائرين ، لأن كل فريق لديه من الأدله والبراهين ما يثبت وجهة نظره ، ويرجع هذا الى مرونة الدين الأسلامى  الذى ترك امور الحكم تدخل فى دائرة المتغيرات الخاضعه لأختلاف الزمان والمكان ، فالشريعه المتمثله فى القران والسنه وهى الثابت لم تشير الى امور الحكم والاداره الا فى مواضيع قليله ، فى القران الكريم ( امرهم شورى بينهم ) ، ( وشاورهم فى الامر ) اما الرسول عليه الصلاة والسلام والذى كانت له السلطه الدينيه والزمنيه كان فى امور الدنيا يقول لصحابه ( انتم اعلم بشئون دنياكم ) وفى احيان اخرى كان يطلب المشوره من اصحابه كما كان فى موقعة بدر يقول عليه الصلاة والسلام ( اشيروا على ايها الناس ) وايضا عليه الصلاة والسلام كان يتراجع عن قراره عندما يرى رأيا اصوب كما حدث مع الحباب ابن المنذر عندما سأل الرسول عليه الصلاة والسلام اهذا المنزل انزله الله ام الحرب والراى والمشوره والمكيده ، وهنا نرى الفصل بين امور الدين التى لا نقاش فيها وبين امور الدنيا التى تخضع للرأى والمشوره ، اما علوم الفقه وهى المتغير فقد استفاضت فى امور الخلافه والامامه وان اختلفت الرؤى والاتجاهات بين الفرق المختلفه الشيعه والمعتزله والخوارج والاشاعره وان اجمع الجميع على ضرورة وجوب الخليفه او الامام ، ولعل اختيار الصحابه لأبوبكر ليكون خليفة للرسول عليه الصلاة والسلام بعد انتقاله للرفيق الاعلى فى اجتماع السقيفه واتفاقهم على ان يكون هناك خليفه يدير شئون المسلمين ويدبر مصالحهم وحوائجهم كان هو الركيزه التى يلتف حولها الفقهاء فى تفسيراتهم واجتهادتهم ، وان كان اختلف الامر بعد انتهاء الخلافه الرشيده التى كانت تختار الخليفه بعد مشاورات ومداولات بمقتل سيدنا على رضى الله عنه وأل الامر الى معاويه الذى حول الخلافه الى حكما استبداديا بأخذ البيعه لأبنه يزيد من بعده ومنذ ذلك التاريخ وحتى سقوط الامبراطوريه العثمانيه كان منصب الخليفه يخضع لأعتبارات القوه وما كانت تقتضيه من مؤامرات ودسائس وحروب ولا غرابة ان نجد فى وقت من الاوقات ثلاثة خلفاء للمسلمين فى وقت واحد  ، لكنه لم يختلف الى الفقهاء الذين ظلوا لقرون طويله ينظروا الى الخلافه فى اطارها الدينى ولم يخرجوا بها الى الاطار الدنيوى ، على الرغم من ان المسلمين برعوا فى الكثير من العلوم المختلفه واطلاعهم على علوم الاخرين بعد حركة الترجمه الواسعه فى عهد المأمون خاصة الفلسفه اليونانيه وكتب الجمهوريه لأفلاطون والسياسه لأرسطو ، الا انه بقيت علوم السياسه والحكم والديمقراطيه لديهم من الضعف الشديد مقارنة بالقوه فى العلوم الاخرى مثل البصريات والكيمياء والطب والفلك والرياضه والفلسفه وغيرها من العلوم ، وقد يعزى ذلك الى الخوف من بطش الخلفاء خاصة ان بعض الفقهاء تعرضوا لمحن شديده مثل الامام مالك عندما قال ليس على مستكره يمين فتعرض للتنكيل من الخليفه ابى جعفر المنصور
على مدى 14 قرن لم نخرج بتصور حول نظام للحكم فى الاسلام ، وما زال الصراع على اشده بين تيار دينى يريد اقامة دوله دينيه وتيار ليبرالى يريد اقامة دوله مدنيه وهذا ما يتجلى بوضوح فى الصراع السياسى فى مصر بعد سقوط نظام مبارك ، ويعد ابرز تنظيم موجود فى الساحه السياسيه هم جماعة الاخوان المسلمون التى اسسها الشيخ حسن البنا عام 1928 والذي اعلن صراحة عند بداية تكوين جماعته بأنها ليست جمعيه خيريه ولكنها جماعه دينيه وسياسيه وثقافيه واجتماعيه وقد حاول الشيخ البنا بعد ان اطمأن الى هيكل جماعته واكتمال تنظيمها ان يخرج من الجانب النظرى الى الجانب التطبيقى ولكنه قوبل بصعوبات داخليه وخارجيه نتج عنها مواجهه عنيفه بينه وبين نظام الملك فاروق والحكومات المتعاقبه على الحكم الى ان تم حل الجماعه فى عام1948 على يد رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى الذى قتل فيما بعد على يد احد افراد الجماعه وفى العام التالى قتل مؤسس الجماعه الشيخ حسن البنا ، ومع انقلاب الجيش فى 23يوليو1952 الذى ايدته جماعة الاخوان المسلمون استبشروا خيرا وان الفرصه اصبحت مواتيه لهم للتقدم بمشروعهم السياسى وقد وعدهم عبدالناصر فى بداية الامر بأتاحة الفرصه لهم ولكن سرعان ما انقلب عليهم وتعرضت الجماعه فى عهده لأقصى درجات الاضطهاد والتعذيب والقتل لكوادرها وقادتها ابرزهم عبدالقادر عوده 1954 وسيد قطب 1966، وفى فترة حكم السادات شهدت الجماعه انفراجه بأحتياجه لهم لمواجهة التيارات الناصريه والشيوعيه التى كانت تسبب له الكثير من المشاكل وبالرغم من هذه الانفراجه الا ان الجماعه لم تحصل على اية شرعيه فى عهد السادات وفى عهد مبارك شهدت العلاقه بين الاثنين الكثير من حالات المد والجزر ، وقد استوعب مبارك الدرس جيدا من سلفيه عبدالناصر والسادات ، الاول حاول القضاء عليهم بكل الوسائل ولم يستطع والثانى حاول اللعب بالنار مع الاسلاميين ودفع حياته ثمنا لهذا  ، ولذلك تنوعت فترة حكم مبارك مع الاخوان المسلمين بالشد والجذب فأحيانا نجدهم اعضاء فى البرلمان واحيانا فى غياهب المعتقلات اما التيارات الاسلاميه المتشدده مثل الجماعه الاسلاميه والجهاد والتى ظهرت فى عهد السادات  وتنامت بعد توقيعه اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل ، دخلت فى دائرة عنف شديدة وحرب دموية مع نظام مبارك ولم تشهد هذه الجماعات اي تسامح يذكر مثل ما كان يحدث مع الاخوان المسلمين ، وتوقفت دائرة العنف بعدما اصدر قادة الجماعه الاسلاميه فيما يعرف بالمراجعات والتى اعلنت فيها تخليها عن العنف تماما وافرجت الدوله عن الكثير من كوادر وقادة كانوا رهن السجن والاعتقال  ورغم ذلك لم تشهد الساحه السياسيه اى شرعيه للتيار الدينى فى عهد مبارك بالرغم من دخول الاخوان المسلمين للبرلمان اكثر من مره فى عهد مبارك
وانتهى عصر مبارك بثورة 25 يناير وفتح الطريق تماما امام التيار الدينى بأتجاهاته المختلفه ، واقتحمت هذه التيارات بشغف الساحه السياسيه وحصلت على الاغلبيه فى اول انتخابات برلمانية حرة تشهدها مصر من عقود طويلة وبصرف النظر عن ان هذا البرلمان قد تم حله فيما بعد من قبل المحكمه الدستوريه العليا ، الا ان فوز محمد مرسى مرشح الاخوان بانتخابات رئاسة الدولة يبقى ابرز نجاح تحققه الجماعة على مدى تاريخها اذ نظرنا الى مؤسس الجماعة لشيخ حسن البنا  الذى كان يحاول جاهدا دخول البرلمان دون جدوى ، على اية حال ! ماذا بعد ؟ ولقد عدنا الى السؤال القديم الجديد علاقة الدين بالسياسة ؟ ورأى كاتب هذه السطور ان الدين الاسلامى يمثل مرجعيه فيما السياسه ايدلوجيا ورؤى واتجاهات ، الدين ثابت بينما السياسه متغير ، الدين لاسقف له فهو يملاء الارجاء والوجدان بينما السياسه لا تخرج عن اطار الادارة ، الدين لا حدود له ولا وطن بينما السياسه لها حدود ووطن ، الدين يصبغ عادات وتقاليد ومورثات وحضارات الشعوب بصبغته فى حين السياسة هى التى تصبغ بصبغة الشعوب وتختلف بأختلاف العادات والتقاليد من بلد لأخر ، الدين عقيدة تهتم بأصلاح الانسان وحثه على الفضيله وفعل الخير والعبور من الدنيا الى الاخرة بسلام  ، فى حين السياسه تنحصر فى امور الدنيا فقط وقضاء حوائج ومصالح البشر ، الدين لا يصلح للاختزال بينما السياسه يمكن اختزالها 0
الدين الاسلامى اكبر واعمق من ان يتم الزج به فى متاهات السياسة وسراديبها ومؤامراتها ، ولعل فى تجربة اوربا خير دليل لنا ، بعد انهيار الامبراطوريه الرومانيه اصبحت الكنيسة الكاثوليكية هى الوريث الشرعى لها واصبحت تملك الاراضى الواسعه والمال والسلطه والنفوذ  والجيوش وتعين الملوك وتخلعهم ان شاءت وتغولت فى السلطه واستبدت بالامر وصادرت الفكر وتاجرت بالدين وثار رجل الدين الالمانى مارتن لوثر على الكنيسه فى عام 1517 ودعا الى اصلاح الكنيسة ولاقت دعوته الكثير من الانصار وانقسمت اوربا ودخلت فى حروب دينية دامية ، وانتهى الامر بعزل الكنيسة الكاثوليكية فيما عرف بالعلمانية اي عزل الدين عن الدولة ، واذا قال قائل بأن الاسلام لا يعرف كهنوت ولا يعطى سلطة لأحد فى الدين حتى ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم ياخذ هذه السلطه (فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر ) وهذا صحيح لا خلاف عليه ولكن عندما نحتكم الى العقلانيه ونفترض ان التيار الدينى فى مصر تولى السلطة فى البلاد واساء استخدام هذه السلطة ، اليس هذا يسىء الى الدين نفسه وهو المنزه عن اي اساءة ، اليس رجل الدين بهيبته ووقاره اذا حل محل رجل السياسه التى تتطلب استخدام حيل وخدع ومناورات كيف سيوازن بين الاثنين عندما يستخدم اساليب السياسه التى تتعارض وقيم الدين 0
والان ونحن بصدد جماعات دينيه تتقدم بمشاريع سياسيه ، وهذه الجماعات عانت الكثير من الاضطهاد والتعذيب والتنكيل والقتل من اجل تقديم مشروعها ، والانصاف والعدل ان تمنح هذه التيارات فرصه لتنفيذ مشروعها لكن بضوابط وشروط لكي لا تتكرر تجربة جبهة الانقاذ فى الجزائر 1991 ومشروع الجماعة الاسلامية فى باكستان1954،  اول هذه الشروط :الفصل التام بين الجماعة الدينيهةكعمل ديني دعوي وبين مشروعها السياسى ولعل ما يؤخذ على جماعة الاخوان المسلمين خير مثال على ذلك مع انها انشأت حزب الحرية والعدالة كحزب سياسي الا ان تبعيته ما زالت للجماعة ومكتب الارشاد  مما يضعنا امام رأسين لجسد واحد ويستلزم الامر الفصل بين الاثنين الجماعه فى الدعوه الدينيه والانشطه الخيريه والاجتماعيه بينما الحزب يبقى فى دهاليز السياسه بمتاعبه ومعاركه وانتصارته وهزائمه ويخلع من عليه رداء الدين تماما واذا اصاب الحزب انتكاسه مثل التى تتعرض لها الاحزاب فى اعتى الديمقراطيات لا يضر منه الدين ولا الجماعه التى تدعو لهذا الدين
ثانيا : اذا اصبحنا امام احزاب سياسيه ولدت من رحم جماعات دينيه تريد ان تدخل مغمار السياسه بما له وبما عليه ، عليها ان ترعى بالدرجه الاولى قوانين المجتمع الذى تخوض فيه السباق وان تلعب بأحترافية السياسه ، عليها ان تعرف ان قوة اى حزب سياسى يستمده من قوة معارضيه واذا كانت قوى المعارضه ليست بالكفاءه والقوه المطلوبه  ولا يعنى هذا ان ينفرد تيار بعينه بسلطات الدوله حتى وان اعتلى هذه السلطات بالديمقراطيه حينذاك سيتهم بأنه مشروع ديمقراطيه ، وان القوه يجب ان يصاحبها العقل والا كانت وبال على صاحبها ، ايضا يجب قبول الاخر مهما كان دينه او جنسه او رأيه وقبول لغة التحاور والاتفاق والانفتاح والتنازل والاخذ والعطاء  
ثالثا : ارتقاء العمل السياسى وقيم الديمقراطيه وادارة الدوله الحديثه يستمد من المجتمع ، الذى ان كان فوضويا ينعكس ذلك على النخبه الحاكمه ، وهنا يجب الارتقاء بالمجتمع وتأهيله ثقافيا وسياسيا واجتماعيا ودينيا
رابعا : من الاهميه ان نعرف ان الدعوه الدينيه تزيد فى اهميتها عن العمل السياسى ، الدين يدعوا الى  الفضيله والاصلاح والخلق القويم وهذا يتطلب جهد من كافة الاطراف الازهر والكنيسه وجماعة الاخوان المسلمين والسلفيين ، الدين ليس فقط خانه توضع فى الدستور فتطبق شريعته ولكن تطبيق على ارض الواقع  ، وهنا يجب ان نشير الى سيد قطب رحمه الله رأى ان الحركات الاسلاميه تشغل نفسها فى احيان كثيره بالاستغراق فى الحركات السياسيه المحدوده كما انها تشغل نفسها بمطالبة الحكومات بتطبيق النظام الاسلامى والشريعه الاسلاميه ، بينما المجتمعات ذاتها بجملتها قد بعدت عن فهم مدلول العقيده ، ورأى انه لابد ان تبدأ الحركه الاسلاميه من القاعده ، وهى  احياء مدلول العقيده الاسلاميه فى القلوب والعقول وتربية من يقبل هذه الدعوه وهذه المفهومات الصحيحه تربيه اسلاميه صحيحه وعدم اضاعة الوقت فى الاحداث السياسيه وعدم فرض النظام الاسلامى عن طريق الحكم قبل ان تكون القاعده المسلمه فى المجتمعات هى التى تطلب النظام الاسلامى لأنها عرفته على حقيقته وتريد ان تحكم به  
 (( كنت قد كتبت هذا المقال قبل عام عند تولى الرئيس محمد مرسى وكنت على قناعه تامه ان خلط الدين بالسياسه لن تحمد عقباه ، ولأنى قرأت كثيرا فى التاريخ المصرى وتعمقت كثيرا فى الستة عقود الماضيه التى كانت وبالا علينا واصبح عندى يقين تام ان جماعة الاخوان المسلمين تعرضت لظلم بين طوال هذه العقود اضف اليهم عقدين قبل انقلاب 23 يوليو 1952 ، وان كانت الان تتعرض لظلم اكثر من ذى قبل  ، لأن هناك قطاع واسع من الشعب المصرى يبارك المذابح التى تتعرض لها جماعة الاخوان المسلمين بصمته وتجاهله او تأييده للانقلاب العسكرى  وان شئت الدقه قل الغزو العسكرى الغاشم من قبل الجيش المصرى  فى 3 يوليو 2013  بقيادة الجنرال المصرى عبدالفتاح السيسى  لغزو مصر ومحو ارادة الشعب المصرى  ، واعترف بانى اصبحت اعانى انفصام فى الشخصيه حالى كحالى ملايين المصريين الذين تحولوا الى  مسخ بشرى مضطرب ومشوش   ، مع انى مؤمن شديد الايمان بضرورة  عدم الزج بالدين الاسلامى فى مستنقع السياسه ، الا اننى الان اصبحت اؤيد الاسلاميين  بقيادة الاخوان المسلمين فى معركتهم مع الانقلابيين بقيادة السيسى  ، الان اجد نفسى اردد الهتافات  والشعارات  الدينيه المناهضه لليبراليين و العلمانيين فى ميدان رابعه العدويه  ، الان اصبحت بوعى او بدون وعى اخلط الدين بالسياسه  ،  ابحث عن الاسباب التى تدفعنى لذلك فأجد   : 1-  لقد شاهدت التجربه الديمقراطيه الحقيقيه فى مصر بعد ثورة 25 يناير ووجدت ان الاسلاميين اكثر حرصا على قيم الديمقراطيه واليتها ومفاهيمها اكثر من غيرهم     2-   الاسلاميين هم اكثر التنظيمات السياسيه الموجوده على الساحه السياسيه المصريه خاصة جماعة الاخوان المسلمين التى اتضح من العمليه الديمقراطيه عقب 25 يناير  انهم اكثر تنظيم سياسى ناجح ومتفوق فى مصر بأمتياز   3 – الاسلاميين هم اكثر من عانوا من الاضهاد السياسى طوال العقود السته الاستبداديه الماضيه وهم من اكثر من  عانوا من الاعتقال والتعذيب والتنكيل والاقصاء والتهميش والحظر  4 – فشل تجارب الاسلام السياسى فى باكستان  والجزائر والسودان والصومال و فلسطين واخيرا مصر ولاحقا تونس  تجعلنى  اعتقد ان الاسلام كدين هو المقصود  وليس محاربة تنظيمات سياسيه بمرجعيه اسلاميه  5 –  اعجابى بالتجربه التركيه ونضال نجم الدين اربكان  السياسى  ذو المرجعيه الدينيه  وتلميذه رجب طيب اردوغان  الذى استطاع مواجهة الدوله العميقه و انتقم لأستاذه الذى اطاح به انقلاب العسكر الناعم فى عام 1997   
لم اذهب فى حياتى الى صندوق الانتخابات قبل ثورة 25 يناير  ، وعندما ذهبت الى صندوق الانتخابات كنت انظر حولى فى المرشحين وبرامجهم فى الانتخابات البرلمانيه فلم اجد افضل من تنظيم الاخوان المسلمين و ذراعهم السياسيه حزب الحريه والعداله  ، وكنت اقول لنفسى كيف أطمئن على وطنى بين افراد تدور فى فلكهم احزاب سياسيه فى حين انه يوجد تنظيم سياسى يدور فى فلكه الافراد  ، اما عندما ذهبت الى انتخابات الرئاسه فلم اعطى صوتى للدكتور محمد مرسى فى مرحلتى الانتخابات  ، وكنت اتمنى من الله الا ينجح الرجل فى هذه الانتخابات  ، لأنى كنت اعرف انه فى حالة نجاح مرشح الاخوان برئاسة الجمهوريه سوف تفتح ابواب جهنم عليهم ، وسوف يسعى فلول نظام مبارك والدوله العميقه ودول الخليج التى تسعى لأجهاض الثوره المصريه  لمحاربة تنظيم الاخوان المسلمين واخراجهم من المشهد السياسى  برمته وان استلزم الامر هدم تنظيمهم  نهائيا بحيث لا تقوم له قائمه ثانية  ، ولأنى كما قلت سابقا ان تنظيم الاخوان المسلمين هو اقوى تنظيم سياسى  فى مصر فأن هدمه سيكون كارثيا بكل المقاييس على الحياه السياسيه وسيكون بيننا وبين السيناريو الجزائرى والعشريه السوداء خطوات بسيطه ان لم تكن سنتيمترات
لقد تمت الاطاحه بالبرلمان المصرى المنتخب بعد ستة شهور فقط من انتخابه لأن نصفه من التيار الاسلامى ، لقد تم عزل رئيس الجمهوريه القادم من التيار الاسلامى بعد عام واحد فقط من توليه السلطه  ، لقد تم تجميد الدستور بعد اقراره من قبل الشعب المصرى بعد خمس شهور فقط من العمل به لأن بعض المواد الخاصه بالشريعه الاسلاميه لا تتفق وهوى بعض التيارات الليبراليه  والعلمانيه ، لقد تم وأد اول تجربه ديمقراطيه فى تاريخ مصر الحديثه وعبئا سنحاول استعادتها فى القريب العاجل  ، الان نحن لا نتحدث عن الرئيس محمد مرسى وهو ما زال الرئيس الشرعى للبلاد ولا جماعة الاخوان المسلمين  ولا عن التيار الاسلامى  ، لقد تجاوزنا كل هذه الامور الان  ، الان اما ان تعود ثورة 25 يناير و اما ان يحل محلها انقلاب 30 يونيو  ، الان  اصبحنا نتحدث عن مؤيدى الانقلاب العسكرى او معارضيه  ،  مع العلم انها ليست المؤامره الاولى التى نتعرض لها ، ففى عام 1954  اخرج  جمال عبدالناصر فيلم سينمائى يشبه الى حد كبير فيلم  عبدالفتاح السيسى  ، فلقد خرجت بعض الجموع فى الشوارع المصريه  فى 29 مارس 1954  فى واقعه غريبه لم تشهد فى بلد فى العالم تنادى بسقوط الدستور وتجميد الاحزاب السياسيه وعدم الاخذ بالديمقراطيه وانتقال السلطه وبقاء الجيش مسيطرا على الاوضاع وتم الاعتداء على رئيس مجلس الدوله الفقيه الستورى عبدالرزاق السنهورى  ، وقد كان ذلك بداية الخراب والدمار على مصر  ، ففى هذا العام 1954 كنا نسبق الصين والهند والبرازيل  وكان الجينه المصرى ندا للدولار الامريكى والجينه الاسترلينى وبعد 60 عام اصبحنا نتسول القمح من اوكرانيا  ونعيش على معونات السعوديه والامارات  ويعتمد الجيش المصرى على المساعدات الامريكيه  ، وها هو يعيد التاريخ نفسه  ، ويطل علينا قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى وهو يخبىء عينيه خلف النظاره السوداء تماما كما كان يفعل عبدالناصر من 60 عام   ويقول نفس الشعارات  ويعيد و يزيد فى الوطنيه بتراب مصر وشمسها  ونيلها الذى على وشك ان تبتلعه اثيوبيا ،ولكن هذه المره لن يعود عبدالناصر من جديد ولن تعود نكسته فى عام 1967  ، ربما ندخل فى اتون حرب اهليه  كما هو الحال فى سوريا  او يحدث ما حدث فى الجزائر  ، فكل السيناريوهات مفتوحه واقولها بكل صراحه ان القادم اسوأ بكثير  ، وواهم من يعتقد ان الامر سيقتصر على مصر فقط  ، وسوف يعلم  شيوخ النفط الذين ايقظوا الفتنه فى مصر ان نيرانها سوف تمتد اليهم وانه لن ينجى احد  ، وليعلم الاخوه فى تونس وفى ليبيا وفى اليمن ان الفتنه قادمه الى بلادهم لا محاله  ، وسواء اتفقنا او اختلفنا حول الاحزاب الدينيه السياسيه  فالامر يتجاوز ذلك بكثير واكبر مما يتخيل احد ان الازمه ازمة احزاب دينيه الان، ولنا فى التاريخ عبره ولكننا قوم لا نعتبر

تعليقات القراء

أكثر المقالات تعليقاً

أخبارنا بالقسم الفرنسي

أخبارنا بالقسم الانجليزي

كريم عبدالرحيم التونسي المعروف بعبد الرؤوف

فوزالباحث المغربي عدنان الرمال بالجائزة الكبرى للابتكار من أجل إفريقيا لسنة 2015

الإعلانات الجانبية

أضف إعلانك هنا

صور عشوائية

فيديوهات عشوائية

لعبة