الوكالة العربية للصحافة أپاپريس - Apapress
مقالات
أدب وفنون 
الذاكرة والتاريخ من خلال فيلم الغرفة السوداء لمخرجه المقتدر حسن بنجلون
من الملاحظات الاساسية التي بدانا نعايشها في كثير من المدن المغربية والتي تندرج في اطار الانشطة الثقافية والسينمائية ذلك الاستقطاب الكيبر لمختلف شرائح المجتمع المغربي لمواكبتها والتفاعل معها كل من الزاوية التي يجد فيها نفسه وباعتبار ان تعددها وتخصصاتها تمكن المتتبع من رصد اجندتها والعمل على متابعتها ولا سيما الجانب الفني بكل تلاوينه وتشكل العروض السينمائية قطب الرحى من بين هذه الاطباق الثقافية المتعددة وبالاخص الجوانب المتعلقة بسينما حقوق الانسان التي ترصد فترة تاريخية من المسار السياسي خلال العقود الاخيرة
ولعل ما يثلج الصدر تلك البادرة المحمودة والطيبة التي انبثقت عن ميلاد جمغية اللقاءات المتوسطية لسينما حقوق الانسان التي تتراسها ذ فدوى مروب الفاعلة الحقوقية الناشطة رئيسة قسم الاعلام والاتصال بالمجلس الوطني لحقوق الانسان التي سبق وان نظمت خلال شهر يونيو الماضي ليلة سينمائية تحت شعار" ابقوا على يقظة ليلة الربيع العربي" وان هذا المصطلح لا يعني بحال من الاحوال اقصاء الهويات الاخرى بالمنطقة خاصة الامازيغية هذا الربيع الذي تمكن من ان يجعل من الليل فضاءا للتفكير بسلام من خلال مجموعة من الافلام التي ترصد تجربة الربيع العربي في دول المغرب العربي والمشرق التي اعتبرت خلال استجواب مع احدى المنابر الوطنية ان الربيع العربي هو تعبير عن الامل الذي انبثق ونقلته وسائل الاعلام المختلفة لحظة اندلاع هذه الثورات مؤكدة بان هذا الحراك وصف بالربيع العربي لانه فتح المكان والزمان حيث اصبحت الساحة العمومية ملكا لجميع الاجيال من الجنسين من اجل نقاش وتبادل حر دون تعصب ولا تعقيد حيث اصبح الليل فضاءا للتفكير ومشاطرة الافكار بسلام
والجدير بالاشارة ان سينما حقوق الانسان ظهرت بالمغرب في مطلع الالفية الثالثةحيث بدانا نعاين مجموعة من الافلام السينمائية تتحدث عن الاعتقالات السياسية والتعذيب داخل السجون خلال سنوات الرصاص من قبيل شريط "جوهرة بنت الحبس لسعد الشرايبي الذي انتج سنة 2003 وشريط الذاكرة المعتقلة لجيلالي فرحاتي 2004 والشريط الوثائقي "اماكننا الممنوعة لليلى الكيلاني وشريط "الغرفة السوداء او ما يسمى ب درب مولاي علي الشريف للمخرج المقتدر حسن بنجلون والذي بالمناسبة ستفتتح به جمعية اللقاءات المتوسطية لسينما حقوق الانسان فصلها الثاني لسينما الخميس 27 سبتمبر 2102 ابتداءا من الساعة 7 مساءا بقاعة الفن السابع ويعاد عرضه يوم الاحد 28 منه بتعاون مع المجلس الوطني لحقوق الانسان والمركز السينمائي المغربي بحضور المؤلف جواد مديدش والجدير بالاشارة ان فيلم الغرفة السوداء من الافلام االتي لقيت اقبالا منقطع النظير نظرا لتميزه والذي جاء في فترة لم يسبق لاي مخرج ان تطرق لمثل هذه الموضوعات التي كانت تعتبر من الطابوهات ولاعتباره قضية جد حساسة في تاريخ ما بعد الاستقلال التي ترصد مشاكل حقوق الانسان في فترة حرجة في سبعينيات القرن الماضي وامثير للانتباه ان هذا الفيلم مستوحى من قصة حقيقية نسج خيوطها المؤلف جواد مديدش من خلال المعاناة التي عاشها اثناء الاعتقال والتي صورت في سجن حقيقي رصد خلاله بعض مشاهد التعذيب التي تعرض لها السجناء السياسيون بالمعتقل السري مولاي علي الشريف بالبيضاء هذه المصداقية النابعة من توصيف للمعاناة دون رتوش او مبالغة مكنته ان يحصد جوائز عدة بمهرجانات وطنية ودولية هذا وسبق للمخرج عزالعرب العلوي الذي بالمناسبة نال اخيرا خلال انعقاد المهرجان الدولي السادس لسينما المراة بسلا جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه اندومان ان اكد ان سينما حقوق الانسان سجلت انتعاشة وطفرة مهمة في المغرب منذ مطلع القرن الحالي وتميزت بجراة نادرة في ملامسة قضايا الانسان بشكل جعلها تتميز عن نظيراتها في عدد من بلدان المنطقة ويوعز هذا الى ان المغرب لم يشهد خندقة في حرية التعبير والراي مسجلا ان ثورات الربيع العربي جاءت مكملة ومسرعة لوثيرة هذه الحرية بالمملكة مثيرا من جهة اخرى ان هذه الاعمال شكلت في الواقع اعلانا للربيع العربي قبل الاوان
تعليقات القراء