اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً و اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً
تحويل التاريخ
النتيجة:
حدث في مثل هذا اليوم
سنة 1505 - وفاة الفقيه الإسلامي جلال الدين السيوطي سنة 1801 - غادرت الحملة الفرنسية الأراضي المصرية بقيادة "مينو" سنة 1863 - افتتاح دار الآثار المصرية القديمة في بولاق سنة 1907 - اتفاقية لاهاي الخاصة بحل النزاعات الدولية سلمياً سنة 1970 - استقالة الرئيس السوري نور الدين الأتاسي من جميع مناصبه التنفيذية والسياسية سنة 1970 - وفاة عبد الكريم بلقاسم رئيس حكومة الثورة الجزائرية المؤقتة سنة 1983 - أقيمت عملية تفجير في مقر المارينز الأمريكي في بيروت. سنة 1954 - اتفاق بين مصر وبريطانيا على إخلاء القواعد العسكرية البريطانية في منطقة السويس. سنة 1918 - بلجيكا تحتل الكونغو. سنة 1918 - فرنسا تستولي على لبنان. سنة 1948 - جلوس الإمام أحمد بن يحيى إمام اليمن. سنة 1995 - ماليزيا تطالب بإلغاء حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي.
كُتب بواسطة: د. مصطفى يوسف اللداوي، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 3284 مرة، منذ تاريخ نشره في 2014/05/30
الخيرُ في زماننا قليل، والصلاحُ نادر، والوفاء نفتقد إليه، لكن القلة والندرة والحاجة لا تعني أبداً الفقد الكامل، ولا العدم المطلق، بل يبقى فينا وعندنا الخير، فنحن أمة الوسط، وأتباع خاتم النبيين، وسيد المرسلين القائل "الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الدين".
لكن توقع الخير من الآخر دائماً، والتماس حسن النية منه، والظن به خيراً بأنه سليم الطوية، نقي السريرة، واضحٌ لا يخفي، وصادقٌ لا يكذب، وصريحٌ لا ينافق، وجادٌ لا يسخر، ومخلصٌ لا يتآمر، فليس صحيحاً على الإطلاق، فقد يخيب الآخر رجاءك، وقد لا يكون محلاً للثقة، ولا على قدر الأمانة، وقد لا يحمل لك ذات التقدير والقيمة، وقد لا يكون مخلصاً في علاقته، ولا صادقاً في تعامله، ولا محباً في حقيقته.
لكن الحكم على العموم خطأ جسيم، والأحكام المطلقة فيها ظلم، ومحاسبة العام بالخاص لا تجوز، ومعاقبة الجمع بخطأ الفرد لا تكون، وردود الفعل السريعة فيها تجني، واتخاذ قراراتٍ في ساعات الغضب تورث الندم، والأحكام الدائمة الأبدية، التي لا تعطي فرصة للتوبة والندم، ولا مكان فيها للمراجعة والاستئناف، فيها ظلمٌ أكبر، وضررٌ جسيم، وحكمٌ يشبه الإعدام، ويتشابه مع القتل، الذي ينهي الحياة بالموت، الذي لا عمل بعده، ولا فرصة للتوبة إثره.
أما الأخطر من هذا كله، فهو أن ينصب البعض من أنفسهم حكاماً، بغير شرعيةٍ ودون الاستناد إلى شريعة، وأن ينبري منهم قضاةٌ، يسنون القوانين، ويوصفون الجرائم، ويتهمون الآخر بما يحلو لهم، بغير وجه حقٍ، بعيداً عن العدل الأصيل، أو العرف المحترم، ثم ينفذون بحق مخالفيهم أحكاماً قاسية، سجناً وإعداماً، وتغريماً وإبعاداً، وحرماناً وإقصاءً، وتخويناً واتهاماً، وغير ذلك مما يعقد الحياة بين الفرقاء، ويحول دون لقائهم أو إتفاقهم.
نحن بحاجةٍ إلى بعضنا، فهذه الحياة تتسع لنا جميعاً، وفيها متسعٌ للآخر وإن خالف، ومكانٌ له وإن عارض، والحياة تتطلب التمايز والاختلاف، فالأضاد جميلة، والتباين إبداعٌ، والتنوع تطورٌ وتقدم، ما توافق مع الأخلاق، ولم يتعارض مع العقيدة والدين، ولم يتناقض مع الوطنية.
والأهم من ذلك كله أن يحرص الفرقاء على بعضهم، استيعاباً وقبولاً ومشاركة، وأن يغفروا لبعضهم، ويتجاوزوا لأنفسهم، إذ لا يوجد إنسانٌ بلا نقصٍ ودون أخطاء، فكيف بالمتعارضين أصلاً، والمختلفين منهجاً، والمتحازبين فكراً، فلستَ بمستبقٍ أخاً لا تلمه على شعثٍ، فأي الرجال الأفضل.