سنة 1887 - أعلن أديسون عن اختراع الفوتجراف "جهاز تسجيل الصوت". سنة 1948 - أصدرت الأمم المتحدة قراراً بمقتضاه أصبحت المملكة الليبية دولة مستقلة. سنة 1956 - انضمام تونس إلى الأمم المتحدة. سنة 1970 - أعلن العلماء الأمريكان توصلهم لاستخلاص الماء والأكسجين من تربة القمر. سنة 1973 - قرر المجلس الوزاري لمنظمة الوحدة الأفريقية فرض حظر اقتصادي شامل على إسرائيل حتى تمتثل لقرارات مجلس الأمن. سنة 1980 - بدء القمة العربية الثانية عشرة في عمان سنة 1694 - ولد المفكر والفيلسوف الفرنسي فولتير. سنة 1938 - دفن مصطفى كمال أتاتورك في مدينة أنقرة. سنة 1945 - غواتيمالا تنضم إلى الأمم المتحدة. سنة 1991 - انتخب مجلس الأمن نائب رئيس الوزراء المصري بطرس غالي أمينا عاما للأمم المتحدة.
كُتب بواسطة: مصر - السيد محفوظ محمد، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 2369 مرة، منذ تاريخ نشره في 2014/08/05
فى حوار قصير مع الأديب المغربي البارز مصطفى لغتيري حيث كنت أشكو له ما وصلت إليه الثقافة المصرية من حالة مزرية حيث أصبحت الساحه الثقافية في حالة فراغ خاصة بعد رحيل المفكر البارز عبدالوهاب المسيرى فى عام 2008 ، فإذا به يرد علي ردا مزلزلا سأنقله حرفيا (
العزيز السيد محفوظ لا شك أن مصر تمر بمرحلة عصيبة من تاريخها الحديث، ونتمنى صادقين بأن يكون هذا المرور سريعا وبأقل الخسائر الممكنة، فالثورات في العالم أجمع تحتاج وقتا لتنضج ثمارها ولتعطي أكلها لأبنائها وخير دليل على ذلك الثورة الفرنسية التي أطرها فكر التنوير العميق والمؤسس والجاد ومع ذلك أعقبتها موجة من الدماء المؤسفة دفعت البعض إلى إطلاق عبارة " الثورة تأكل أبناءها".. ثق أخي الكريم أننا نعتز بمصر كبلد كبير وعميق ورائد، فعلى أيدي عمالقته تعلمنا الكثير انطلاقا من حركة الإحياء التي تزعماء كتاب خالدون في الشعر والنثر، ومنهم رفاعة الطهطاوي ومحمد عبدو ومحمود سامي البارودي وأحمد شوقي ومرورا بطه حسين وعلي عبدالرازق و محمود العقاد والمازني وحافظ ابراهيم وانتهاء بنجيب محفوظ وجمال الغيطاني ويوسف القعيد وإدوارد خراط وخيري شلبي وغيرهم كثير، ومسيرة مصر لا تتوقف أبدا وخير دليل على ذلك ما حققه يوسف زيدان للرواية العربية من شموخ من خلال روايته "عزازيل" التي أعتبرها شخصيا خير ما أنتجه الخيال الروائي العربي بل والعالمي كذلك.لقد ظهرت في العقود الأخيرة حركة ثقافية متنامية في ما يسمى بدول الأطراف في المغرب العربي ودول الخليج وهي حركة مباركة أتاحت لجزء من العرب المشاركة في الحراك الثقافي العربي، وقد كان المغرب مشاركا فعليا في هذا الحراك الثقافي من خلال مساهمته النقدية والفكرية العميقة ممثلة بمحمد عابد الجابري و عبدالله العروي وسعيد ياقطين ومحمد برادة وغيرهم ومن خلال الإبداع الروائي في المدة الأخيرة من خلال روائيين مغاربة أثروا المخيال العربي بنصوص لامعة ومميزة كمحمد الأشعري الفائز بالبوكر العربية وبنسالم حميش ومحمد زفزاف ومحمد شكري وغيرهم، ولعل المساهمة الأبرز في هذا الميدان رغم أن أصداءها لم تصل إلى المشرق تتمثل في القصة القصيرة من خلال رائدها أحمد بوزفور، والقصة القصيرة جدا التي أضحى المغرب رائدا فيها إبداعا ونقدا ومهرجانات. كما أن لأدب الطفل نصيبا من الاهتمام خاصةعلى يد الكاتب العربي بنجلون. ورغم كل ذلك فمكانة مصر لا يمكن حجبها أو تجاهلها، ولعل نظرة بسيطة لحركة الترجمة التي تقوم بها مصر دليل على ذلك ، ففي كل سنة أفاجأ بحجم هذه الترجمة التي ينجزها المجلس الأعلى للثقافة في مصر،والتي أقتني منها عددا من الروايات العالمية على الخصوص، وهذا الأمر مما يجعل نهضة مصر مسألة وقت ليس إلا )) ..
عندما كنت أنقل همومي إلى الأستاذ لغتيري وضربت له مثال بالمسيرى كمفكر كان يذكرنا بعصر التنوير المصري الذي بدأ فى الانحدار بشده من منتصف القرن العشرين و بقيت بعض من رموزه فى شبه عزلة فى النصف الثاني لأسباب عده أهمها الاستبداد السياسي الذي كان همه الأول هو تفريغ المجتمع من أي فكر أو إبداع يمكن أن يقوض أركان حكمه، و فى هذا يقول عبدالرحمن الكواكبي ( ترتعد فرائص المستبد من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية ، و الفلسفة العقلية ، وحقوق طبائع الاجتماع و السياسة المدنية ، و التاريخ المفصل ، و الخطابة الأدبية ، و نحو ذلك من العلوم التي تكبر النفوس وتوسع العقول و تعرف الإنسان ما هي حقوقه وكم هو مغبون فيها ، و كيف الطلب ، وكيف النوال ، وكيف الحفظ ، وأخوف ما يخاف المستبد من أصحاب هذه العلوم المندفعين منهم لتعليم الناس بالخطابة أو الكتابة ) و يخلص الكواكبي أن المستبد يخاف من هؤلاء العلماء العاملين الراشدين المرشدين ، لا من العلماء المنافقين أو الذين حفروا رؤوسهم محفوظات كثيرة كأنها مكتبات مقفلة ، ولذلك كانت هناك منهجية متبعة فى التعامل مع رموز الفكر و التنوير كان أمام هؤلاء أحد طريقين إما السير في ركب السلطة و كتابة ما يميله عليهم الرقيب العسكري أو التزام الصمت و تمرير كتابتهم بعد عرضها على الرقابة ، بعضهم آثر السلامة و انضم إلى طائفة مثقفي السلطة و الآخر أعلن تمرده فكان العقاب إما بالسجن أو التهميش ممن خلال منع نشر كتاباته فى الصحف ومنع دور النشر من التعامل معه ، و لذلك نجد أن البنية الأساسيه للنهضة الثقافية التى بدأها رفاعة الطهطاوي ( 1801 – 1873 ) مرورا بعلى مبارك ( 1823 – 1893 ) و الشيخ محمد عبده (1849 – 1805 ) و طه حسين (1889-1973) ، عباس محمود العقاد (1889-1964) احمد لطفى السيد (1872-1963)، توفيق الحكيم (1898-1987) ، سلامه موسى ( 1887-1958) ، احمد أمين (1886 -1954) ، احمد شوقي (1870-1932) ، على محمود طه (1901-1949) ، حافظ إبراهيم (1872-1932) ، قاسم أمين ( 1863-1908 )، على عبد الرازق ( 1888-1966) مصطفى لطفى المنفلوطي (1876-1924) مصطفى عبد الرازق ( 1885-1947) ، مصطفى صادق الرافعى ( 1880-1937) عبدالرحمن شكري (1886-1958) ، سيد قطب ( 1906-1966) ، نجيب محفوظ (19011-2006)، زكى نجيب محمود (1905-1993) ، عبدالحميد جوده السحار( 1913-1974) ، عبدالرحمن بدوى (1917-2002) ، محمد حسين هيكل ( 1888-1956) ، عائشه التيموريه (1840-1902) ، عبدالرزاق السنهورى (1895-1975)، محمد ابو زهره (1898-1974) محمود مختار (1891-1934) على امين (1914-1974)، مصطفى امين (1914-1997) ، سيد درويش ( 1892-1923) ، احسان عبدالقدوس (1919-1990) ، يوسف السباعى (1917 -1978) ، يوسف ادريس (1927-1991) ، مصطفى مشرفه (1898-1950) ، عبدالرحمن الشرقاوى (1920-1987) تم نسفها ، وفقا للأسباب التى ذكرها الكواكبي ، مائة عام من التأسيس و البناء ليخرج لنا هذا الصرح الثقافي التنويري العظيم الذى قاد الحركة الفكرية وامتزج بالحركة الوطنية التى نشطت بعد الاحتلال البريطاني لمصر فى عام 1882 ليخرج لنا ملحمة فريدة من نوعها ، معارك نشبت بين أساطين الفكر نتج عنها تراكم هائل من الإبداع و الرؤى ، و لم يسلم التراث القديم بدوره من هذا الصراع بين المحافظين و الحداثيين مثلما حدث مع طه حسين عندما أصدر كتابه فى الشعر الجاهلى (1927 ) و الشيخ على عبد الرازق عندما ألقى بقنبلة مدوية وهى كتاب الإسلام و أصول الحكم (1925 ) . فى النصف الثاني من القرن العشرين بقيت رموز هامة على الساحة زكى نجيب محمود و احمد لطفى السيد و على عبد الرازق و توفيق الحكيم و نجيب محفوظ و يوسف ادريس و إحسان عبد القدوس و عبد الرحمن بدوى و شوقي ضيف ، و لكن شتان بين ما كانت تخطه أقلامهم قبل ثورة – أفضلها انقلاب – 1952 و بعدها ، جرافات يقودها بعض العسكر الهمجيين الذين قاموا بتجريف أرض خصبة لتصبح أرضا بورا جدباء ، لم يبقى فيها غير بعض النباتات فى أماكن متفرقة هنا وهناك ، بعضها استطاع الصمود والآخر اقتلعته الرياح العاتية بمرور الوقت .
عندما كنت أتحدث مع الأستاذ مصطفى لغتيرى و أعطيته مثالا بالمفكر عبدالوهاب المسيرى ، كنت اعنى هنا بالمسيرى كمستنير و ليس كمثقف عادى و هذا ما نفتقده بعد الفتك بالرواد ، وهنا يجب توضيح الفرق بين الثقافه و التنوير :
التنوير حركه فكريه انطلقت من غرب أوربا ، انجلترا و فرنسا فى القرن الثامن عشر و رمز التنوير هو الشمس التى تشرق و تضيء كل شيء بأشعتها و الضور هنا مجاز يشير الى العقل أدى فى هذا العصر دورا حاسما ، فشعار عصر التنوير :إن أي شيء نفعله و يميله علينا العقل هو بالتأكيد شيء (( وعن سؤال ماهية التنوير يقول موسى مندلسون : إن كلا من المعرفة والثقافة و التنوير تعديل للحياة الاجتماعية ، ويندرج تحت المعرفة كل من الثقافة والتنوير، وتهتم الثقافة بالجانب العملي ، بينما يهتم التنوير بالجانب النظري أى يهتم بالمعرفة العقلانية و الموضوعية و قدرة الذات على التفكير فى الأشياء الموجودة فى الحياة الإنسانية تبعا لأهميتها وتأثيرها فى تحقيق أهداف الإنسان - عصور الأدب الألماني لباربارا باومان )) لقد حاول الأستاذ مصطفى الغتيرى أن يطمئنني و يهدئ من روعي بأن مصر ما زالت بخير وأنها قادرة على العطاء و استدل في كلامه بالروائي يوسف زيدان و تحفته – عزازيل – لقد نبهني الأستاذ الغتيري هنا بشيء لم أنتبه له من قبل و هو الرواية ! اذا هنالك جنس أدبى و نوع من أنواع المعرفة و الإبداع نجا من المذبحة ، وبقى صامدا طوال هذه الفترة ، بل واستطاع أن يواجه الأزمة ، حتى وان كان نجيب محفوظ الفائز بجائزة نوبل 1988 من نتاج النصف الأول للقرن العشرين ، ولكن نظرة سريعة الى عالم الرواية المصريه نجد مبدعين كما أشار الأستاذ مصطفى الغتيرى ، يوسف زيدان ، الغيطانى و القعيد إضافة إلى بهاء طاهر ، علاء الأسواني ، أحمد مراد وميرال الطحاوى ، إذن الساحة ليست فارغة تماما كما كنت أعتقد ، هناك إبداع ما فى مكان ما ، وهنا تطرح عدة أسئلة : هل الرواية و القصة القصيرة و الوافد الجديد القصة القصيرة جدا يستطيعون ملء الفراغ الذى سببه الاستبداد السياسي بإزاحة العلوم و الفنون و الإبداعات الاخرى ؟ هل يستطيع الفن القصصى أن يكون نقطة انطلاق لعودة عصر التنوير فى مصر مرة أخرى ؟ مع ملاحظة أن هناك من يرى أن الرواية حين تبلغ أوج ازدهارها وغاية درجات توهجها ، فإنما يكون ذلك برهانا على أن ذلك الازدهار ليس إلا عارضا من عوارض الانحطاط والتخلف ، و كأن ازدهار جنس الأدب الروائي لا يعنى بالمقابل إلا عهدا من الانحطاط والتخلف وعصرا من الجمود و الخمول ، مع ملاحظة أن عصر التنوير الأول فى مصر جاء فى ظروف مشابهه من تخلف و جمود و انحطاط ، ولكنه لم يبدأ بالرواية التي لم تأتي إلا فى عام 1914 برواية زينب لمحمد حسنين هيكل ، وهنا يكون العبء الملقى على عاتق الفن القصصي ثقيل جدا إذا أوكلنا إليه مهمة النهوض و استعادة أمجاد الماضي ، وسط حاله من الضبابية واللارؤية و التخبط و الفوضوية و الانحطاط الأخلاقي و السياسي و الاجتماعي و الثقافي فى مصر هل يمكن أن نعول على هؤلاء الروائيين ؟ ومن سيكون المتلقى هنا ؟ بالتأكيد لن تكون النخبة السياسية العسكرية التى تحارب الفكر و الإبداع و تسببت بهذه الانتكاسة منذ عام 1952 ، هل سيكون الجمهور ؟ ولكن كيف و كل الإحصائيات تشير إلى تراجع نسبة القراء بدرجة كبيرة ؟ حتى نجيب محفوظ نفسه كان يشكو من قلة طبع رواياته و يقول : إن الطبعة الواحدة للرواية لا تتجاوز ثلاث آلاف نسخة ، إذا المتلقي هنا غائب ، حتى عوامل المساعدة للرواية و هى السينما و المسرح كلاهما فى أزمة ، لا يمكن إغفال أن الرواية لعبت دورا مهما فى حياة الكثير من الشعوب مثل رواية كوخ العم توم لهارييت ستو التى كانت أحد أسباب تحرير العبيد في أمريكا ، ولكن فى زمن العولمة و العالم الافتراضي الأمر مختلف تماما ، لقد تغيرت الكثير من المفاهيم و نمطية الحياة تغيرت ( و أدت الى 1- فقدان الإنسان العلاقة مع مشاعره الإنسانية الدفينة العميقة و احتياجاته الإنسانية 2- إحساس الفرد بالعجز و شعوره بأنه غير قادر على التاثير فى المواقف الاجتماعية المحيطة به 3- الإحساس بالعزلة و انفصال الفرد عن تيار الثقافة السائد 4 – الإحساس باللامعيارية و غياب المعنى - العلمانية الجزئية و العلمانية الشاملة عبدالوهاب المسيرى ) يبقى سؤال مهم : كيف لهذا الفن القصصي أن يقود الحياة الثقافية في مصر و العالم العربى و هو الذي أهمله القدماء لقرابة اثنتي عشر قرنا فى وقت ابدعوا فى كل المجالات الفلسفة و الرياضيات و الفلك و الطب و الفنون و الهندسة ؟
للحديث بقية إن شاء الله