سنة 1943 - استقلال لبنان عن فرنسا وتسلم بشارة الخوري رئاسة الجمهورية، كما تسلم رياض الصلح رئاسة الحكومة. سنة 1943 - ألقى الحلفاء 2300 طن من القنابل على برلين خلال الحرب العالمية الثانية. سنة 1967 - صدور قرار مجلس الأمن الشهير رقم 242 بعد عدوان يونيو 1967 سنة 1968 - انتهاء العمل في نقل معبد أبو سمبل بأسوان. سنة 1989 - اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض - بعد أسبوعين من توليه الحكم - وانتخاب إلياس الهراوي خلفاً له سنة 1890 - ولد شارل ديجول رئيس فرنسا وقائد كفاحها ضد المحتلين النازيين. سنة 1963 - اغتيل الرئيس الأمريكي جون كندي.
مصدر الخبر: عبداللطيف زكي، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 985 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/09/20
مع نجاة عبد اللاوي في رواق باب الرواح بالرباط من 27 شتنبر إلى 18 أكتوبر 2013
مع تدهور اللغة واندحار الخطاب إلى لغوٍ وتردي الكلام في أعصى الأمور إلى لهوٍ وبح الأصوات وفقدانها لعزتها ترفع نحاة عبداللاوي الريشة وتسل الألوان في وجه المقت والانحلال والظلام والضلال الذي كاد يعم الأفق. تُخرِج الألوان من عدمها والنور من ضده تطهر بها النار النابعة من أصل الأرض والسماء فتُحرَق الأقنعة ويزاح الستار على الحجاب ويسقط البهتان ويذهب الزور وتنجلي الغشاوة ولا تبقى من الأشياء والأمور والأفكار والتصورات إلا حقائقها تتجلى لوحاتٍ تنبض بالحياة، تقول صعوبة اليقين، تقاوم خطر النهاية الزاحف، وتعلن أن لا خيار إلا الصدق والمصادقة والتعبير الحر وملاقات العقول والأفئدة لبعضها مباشرة في معاقلها وبأقل ما يمكن من وسائط التلفيف والتعليب والتغليف.
يدنو الجفاء متسارعاً يوقف نموَّ الوردة ويحُول دون احتضانها لألوان الطبيعة الجميلة الزاهية العطرة، يصد ظهرَه التنوعُ على أحجام الزهور وأشكالها وعبقِ شذاها وأطيافِ ألوانها فتتذمر الفنانة من الإسمنت والأسفلت ودخان محركات الشاحنات القديمة ومما تنفته حافلات النقل العمومي المستقدمة من الخارج بعد نهاية صلاحيتها وسيارات الأجرة التي طردت من أوربا وجيئ بها لتموت في المنفى بعد احتضار قاتل وما تلقيه المعامل الكيماوية في الوديان والبحار وقاذفات القنابل على المدنيين العزل وحقول القمح وما تخترقه العيون المجرمة من أسرار الناس وهم نيام فتصرخ واضعة كل تجربتها في مجازفة جديدة لحماية حق الاختلاف والتعدد في عالم الورود والرياحين والنرجس والقرن والسوسن والبنفسج والفل والياسمين والنرجس والأقحوان والدفلة وشقائق النعمان والأًزهار البرية التي لا أعرف أسماءها وأزهار الرمان والكرم واللوز والحناء والبرتقال والليمون وتقديمها في أوج تفتحها وأسرار براعمها باقات بدون توضيب ولا تنقيح ولا تعليق ولا حكم ولا تدخُٰلٍ منها إلا ما جاد به الضوء وضِله وقطفته لمحة البصر لمن سيأتي بعد حين لما يكون الليل وتنعدمُ الرؤية وتنمحي الألوان وتسود الزوبعة والرعد ويُضرِم البرقُ السماءَ ناراً والأرضَ دماً والذاكرةَ خوفاً والأمل رعباً ونسياناً.
.
تؤهل الفنانة الألوان لحياة يتلاقح فيها الصفاء وتُخصَب فيها ملامح الخلاص وتستعيد فيها النبتة قدرتٓها على استرجاع مكانها الطبيعي والنوارُ ملكتَه على الانتشار والأرضُ على اكتساء الجمال والخيالُ على إطلاق سراح الإبداع بعد ما قاسوْه كلهم من خراب بيئتهم التي كانت تلهمهم وجراحٍ تعطل إلهامهم الذي كان يفك عزلتهم وعقدةً من صدورهم. للفنانة مهمة لا يؤخرها في الامتثال لأداءها وِثاقُ نظريةٍٍ ولا شرطُ مدرسةٍ ولا قيدُ تقنية أو إجبار آلة أو أدات ولا إكراهُ مادة ، مهمتها أن تَشهد وتَصْدق الشهادةَ بأن الورود والأزهار وألوانها ونفحاتِ طيبها والقدرةَ على التمتع بها مهددة بنيران يحرق بها الناس تاريخهم وعقولهم والعلمَ والمعرفةَ وحبَّهم لبعضهم والأشجارَ التي تبني فيها الطيور أعشاشها وبالسموم يلوثون بها الأسماك والحوت في البحار يخنقون بها الهواء الذي يستنشقه الأطفال في سورية فيقتلون ، شهادة أنَّ كُرْه الناس لإنسيتهم أكبر من أن يُأتمَنوا على ألوان الورود والزهور وأشكالها وعلى نقاء الهواء فحق بذلك الخوف ووجب الفن وفرضت الشهادة .
لن يكون هذا المعرض كسابقيه لأن الوقت ليس نفسه، ولن تكون جرأة الفنانة كما اعتاده الناظر منها لأن ما تتطلبه الساعة ليس نفس ما اعتاده من بيئته ومما حوله، ولن تكون وسائل التعبير نفس ما ألفه المتتبع لأن أسبابه ليست ذاتها ولإن ما يشغل بال الفنانة والناظر معاً جديد يفرض عليهما ميثاق جديد يوفون به لا ينقضه منهم أحد. ولأن الوقت لا يسمح بالتأني، وحدها الصورة الفتغرافية تهزم خطر الزوال وتقرر، ولو بسرعة، لما هو مهدد بالاندثار حتى يبقى للناس وللفن وللجمال وللون وللحب مرجع يجمعهم ببعضهم وبالإبداع وبأوطانهم.