الوكالة العربية للصحافة أپاپريس - Apapress
اخبار
صحافة 
الإنتاج الدرامي والخدمة العمومية في الإعلام . ندوة لــ : منظمة حريات الإعلام والتعبير
في إطار لقاءاتها حول قضايا الإعلام " من أجل مدونة للإعلام والاتصال ضامنة للحرية والتعددية "
أشرفت منظمة حريات الإعلام والتعبير " حاتم " على تنظيم ندوة تحت عنوان : " الإنتاج الدرامي والخدمة العمومية في الإعلام" يوم الخميس 16 غشت 2012 الموافق لـ 27 رمضان 1433 على الساعة 10 ليلا. بقاعة الندوات بنادي المدرس بالرباط . حضرها العديد من ممثلي الجسم الإعلامي والمشتغلين بحقل السمعي ـ البصري في القناتين؛ من رؤساء أقسام و صحفيين ومخرجين وتقنيين وممثلين.. كما حضرها ممثلون عن الصحافة المكتوبة والإلكترونية؛ وممثلون عن بعض الهيئات النقابية ( نقابة محترفي المسرح ؛ والنقابة المغربية للفنانين المسرحيين المتحدين ) والسياسية ؛ وجمعيات المجتمع المدني ؛ وثلة من المبدعين و المثقفين والنقاد والمهتمين بشأن الصورة والإعلام في المشهد السمعي ـ البصري ؛ والعديد من المتتبعين من المواطنات والمواطنين.
قدم للندوة رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير. الإعلامي ذ محمد العوني ؛ فيما أدارت فقراتها الإعلامية المقتدرة فاطمة الإفريقي ؛ بحضور كل من الناقد السينمائي عادل السمار ؛ والفنان المسرحي محمد الشوبي؛ ورئيس نقابة محترفي المسرح مسعود بوحسين ؛ ورئيس جمعية مبدعي مهنيي السمعي ـ البصري الفنان محمد المسناوي.
في حديث مع أهل الدار ؛ والعاملين بشكل مباشر في حقل الإنتاج التلفزيوني والسينمائي.. من مخرجين وتقنيين وكتاب سيناريست وممثلين ؛ فما عبروا عنه يعكس بصدق معاناة جيش عرمرم من الطاقات التي تهدر بسبب انعدام شروط العمل الحقيقية ؛ فالبرغم من توفر الوسائل اللوجيستيكية والأدوات التقنية المتطورة؛ وطاقم تقني محترف ورصد ميزانيات مهمة؛ إلا أن المستفيد وحيد . حيث الاعتباط والارتجال في اتخاذ القرارات هو سيد الموقف ؛ مما يجعل بعض الإنتاجات التلفزية تتصف بمسحة البذاءة والتخلف ؛ لأنها لا تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع المغربي التواق إلى تلفزة معصرنة تعبر عن احتياجاته وفق منظور يتساوق مع متطلباته المعيشية والحياتية. ففي كل الدول التي تحترم مواطنيها تجد أن تلفزاتها تعبر عن السياسة المنتهجة من خلال محددات تتلخص في اللغة والقيم والتاريخ والعقيدة.. والتعريف بمكونات البلد السياحية والاقتصادية والسوسيو ثقافية من أجل العمل على تسويقها خارجيا بحثا عن الربح المادي والمعنوي ولا أدل على ذلك من مثال تركيا التي ارتفع مؤشر السياحة لديها بـ 40% نتيجة ما تقدمه الصورة من مواقع سياحية عبر فيلم أو مسلسل تلفزيوني ينعكس بشكل مباشر على المشاهد لاتخاذ قرار السفر للتعرف عن قرب على تلك المواقع .ناهيك عن الرسائل المشفرة التي تبعث ضمن المنتوج المصدر. فصدى الإنتاج التركي من مسلسلات تلفزية بدا أثره ؛ مما جعل القيمين على تدبير الشأن التلفزي الوطني يستوردون العديد من المسلسلات والعمل على دبلجة لغتها بالدارجة المغربية ؛ معطلين بذلك طاقات الإبداع والابتكار لدى العديد من الفنيين والمؤلفين والمخرجين والممثلين.. فإذا كانت الدول ـ كما أشرنا ـ تبحث عن موطئ قدم في أسواق خارجية لجلب العملة الصعبة لبلدها وتحريك عجلة الاقتصاد بما يعود بالنفع على البلد بصفة عامة وعلى كل مبدعيها وفنانيها بصفة خاصة ؛ بتسويق منتوجاتهم الفنية بحثا عن مد الانتشار العالمي؛ فأ ين نحن من ذلك ؟
فما عبر عنه الفاعلون بحقل الإنتاج التلفزي؛ ليلة الندوة يندى له الجبين. بحكم سياسة الاعتباط المنتهجة ؛ واستغلال النفوذ في نيل الصفقات ؛ واحتكارالاستفادة من كعكة الإنتاج لشركة دون غيرها ؛ وعدم تطبيق القانون المنظم للمهنة وتحديد الاختصاصات ؛ بل هناك من ذهب من المخرجين التلفزيين أبعد من ذلك حيث صرح بأنه وبمعيته الفنانة المغربية " زارا" المختصة في الرقص الهندي والتي أبهرت أصحابه ؛ عملا من خلال لقاءهما التواصلي مع سفير الهند على إقناع شركات إنتاج هندية كانت تحط بسويسرا للاستثمار في المغرب ؛ ؛ فكانت قناعة 700 مستثمر تحويل استثماره إلى مراكش المغربية ؛ إلا أن هذا المشروع الاستثماري الضخم جوبه بقوة معارضة من قبل عائلات ترفض الاستثمار الأنجلوسكسوني وتحبذ الفرنكوفوني كما جاء على لسان المخرج التلفزي. فهل الحكم للعائلات ؟
من خلال العروض المقدمة بشأن موضوع الندوة ؛ ومن خلال باب الحوار الذي فتح على مصراعيه ؛ كان القاسم المشترك المعبر عنه هو غياب سياسة إعلامية واضحة تتحدد من خلالها المبادئ الأساسية التي ينبغي أن ترتكز عليها كل ممارسة مهنية لجميع الأطراف المتدخلة في قطاع الإنتاج الدرامي التلفزيوني؛ وهذا ولد قناعة لدى الجميع بأن التلفزيون المغربي ينتج ما لا يشاهده المغاربة ـ بالرغم من ارتفاع المؤشر الذي تقاس به نسب المشاهدة حسب ما يرونه أصحابه ـ بحيث لم يعد قادرا على إشباع حاجة المشاهد المغربي ؛ مما يضطره إلى البحث عما يلبي حاجاته الثقافية والترفيهية في قنوات عربية أو غربية .
هذا غيض من فيض . فالندوة استمرت إلى وقت متأخر من الليل بل امتدت فعاليتها إلى الساعات الأولى من يوم الجمعة ؛ مما جعل المنظمين في اختتامها يضربون موعدا لتخصيص يوم دراسي بشراكة مع الفعاليات المهتمة بالشأن الفني والإعلامي حدد يوم 15 شتنبر موعدا له و الذي يصادف بالمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية من كل سنة.
تعليقات القراء