الوكالة العربية للصحافة أپاپريس - Apapress
اخبار
صحافة نهج سياسة القرب في المجال الثقافي وتثمين التراث المادي واللامادي: تصور وممارسة ميدانية
بعد سلسلة من اللقاءات التشاورية والتواصلية على الصعيد المركزي، سمحت لوزير الثقافة بالاطلاع عن كتب عن سير مختلف المصالح والمديريات المركزية، والتعرف عن قرب عن تقدم إنجاز وتنفيذ مضامين برنامج العمل القطاعي للوزارة برسم سنة 2012 ،
وتفعيلا لسياسة القرب في المجال الثقافي، وبالرغم من الظروف المناخية المتميزة بالحرارة الشديدة التي تعرفها مختلف جهات ومناطق البلاد، في هذا الشهر الأبرك، أصر السيد محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة على القيام بجولة ميدانية قادته إلى عدد من الجماعات الترابية المنتمية لكل من جهة تادلا- أزيلال وجهة مراكش – تانسيفت- الحوز، حيث قام السيد وزير الثقافة منذ صباح يوم الاثنين 13 غشت 2012، مرفوقا بالسيد مدير الديوان والسادة المديرين المركزيين بزيارة ما لا يقل عن 12 مركز ثقافي وموقع أثري بهاتين الجهتين، بهدف تفقد المؤسسات الثقافية المنجزة أو التي توجد في طور الإنجازأو التي تستوجب تدخلا لتأهيلها ورد الاعتبار لها.
وما ميز هذه الجولة هو المنحى التشاركي والتشاوري، حيث عقد السيد الوزير جلسات عمل مع أطر الوزاة ومع الفاعلين والمنتخبين المحليين لتجسيد المقاربة التشاركية، بغية توسيع شبكة الفضاءات والأنشطة الثقافية بالجهات والأقاليم، وتأهيل ورد الاعتبار للتراث الثقافي وإدماجه في الدينامية التنموية المحلية.
وهكذا زار السيد الوزير والوفد المرافق له يوم الثلاثاء 13 غشت 2012 المركز الثقافي بقصبة تادلة، واطلع على سير العمل بكل مرافقه، وكذا برامجه الثقافية وأفق تعزيز إشعاعه الثقافي . ثم انتقل، بعد ذلك إلى ورش ترميم القصبة الإسماعيلية، وقدمت له شروحات حول كل مراحل ترميم هذه المعلمة التاريخية الهامة، وآفاق استثمارها لتشكل قطبا ثقافيا وسياحيا بالمدينة.
و بمدينة بني ملال زار السيد الوزير المكتبة الوسائطية، وتنقل بين كل مرافقها واستمع لعروض حول آليات اشتغالها. بعدها عقد جلسة عمل مع وفد يمثل المجلس البلدي لزاوية الشيخ الذي عرض على السيد الزير مشروع إنجاز مركز ثقافي بهذه الجماعة بشراكة مع وزارة الثقافة. وقد نوه السيد الوزير بالاهتمام الكبير الذي بدأ الجيل الجديد من المنتخبين يوليه للمجال الثقافي، مؤكدا عل انخراط الوزارة ومصاحبتها لكل المشاريع الثقافية الجادة بكل ربوع الوطن. وتم الاتفاق مع السادة ممثلي المجلس البلدي لمدينة زاوية الشيخ على ضرورة مراجعة التصاميم المعمارية للمشروع بغية ملاءمته للمعايير التقنية والفنية الواجب توفرها في مثل هذه المشاريع.
بعدها انتقل السيد الوزير للمركز الثقافي ببني ملال، واطلع على سير أشغال تجهيزه . وفي ولاية الجهة عقد السيد الوزير جلسة عمل مع السيد الوالي الذي كان مرفوقا بالسيد رئيس الجهة والسيد رئيس المجلس البلدي لمدينة بني ملال تركزت حول آفاق العمل الثقافي بالجهة وبمدينة بني ملال بوصفها عاصمة للجهة، كما تم تدارس المشاريع المزمع إنجازها بالمدينة مثل، المعهد الموسيقي، وإعادة الاعتبار للمدينة القديمة من خلال إعادة بناء أبوابها التاريخية . واختتم السيد الوزير هذا اليوم الحافل بمدينة الفقيه بن صالح حيث عقد جلسة عمل مع السيد عامل الإقليم تركزت حول استكمال إنجاز المركز الثقافي بالمدينة وكذا مشروع ترميم القصبة الزيدانية. وبعدها انتقل السيد الوزير لتفقد ورش المركز الثقافي بمدينة الفقيه بن صالح حيث وجد في انتظاره أعضاء المجلس البلدي الذين شكروه على هذه الزيارة، والتمسوا منه تسريع وثيرة تجهيز المركز الثقافي وكذا إنشاء بعض نقط القراءة بمختلف أحياء المدينة.
وفي صباح يوم الثلاثاء 14 غشت 2012، انتقل السيد الوزير الى مدينة ازيلال حيث اطلع على مرافق المركز الثقافي، وعلى البرامج التنشيطية التي يقوم بها هذا المركز لفائدة الساكنة. وفي ختام هذه الزيارة تدارس مع السيد رئيس المجلس البلدي سبل معالجة بعض معيقات المركز لآدائه مثل الانارة والموارد البشرية، بعدها توجه السيد الوزير لزيارة ورش المتحف الجيولوجي، حيث قدمت له شروحات حول الجيوبارك ، وحول مرافق المتحف الذي سيفتح أبوابه في وجه الزوار قريبا.
ومن مدينة ازيلال توجه السيد الوزير إلى مدينة قلعة السراغنة، فاطلع هناك على مرافق المركز الثقافي، وقام بزيارة لمعرض للفنون التشكيلية بالرواق المخصص لهذا الغرض بالمركز الثقافي، ثم انتقل إلى سيدي رحال فاطلع على المركز الثقافي الذي بني في إطار مشروع ميدا.
وفي مساء نفس اليوم، وبمدينة مراكش، زار السيد الوزير والوفد المرافق له كل من» دار الباشا « ومآثرها التاريخية ، و » قصر الباهية « ، فوقف عند وضعية هاتين المعلمتين التراثيتين العريقتين، وشدد على ضرورة بلورة مقاربة جديدة لتأهيلهما وتأهيل كل المآثر التاريخية بالمدينة، باعتبارها إحدى ركائز الإشعاع السياحي والتنمية المستدامة. واختتمت جولة مدينة مراكش بزيارة »قبور السعديين« ومقر المديرية الجهوية، حيث أعطى السيد الوزير توجيهات همت بالأساس تنظيم مختلف الفضاءات والمرافق التابعة للمديرية .
وقد لقيت هذه الجولة ترحيبا وتنويها من الساكنة ومن كل الفاعلين المحليين ، لأنها تؤسس لفلسفة جديدة تقوم على مواكبة إنجاز المشاريع في سيرورتها، ومحاولة تجنيبها كل ما من شانه أن يؤثر على فعاليتها ونجاعتها عند إنجازها. كما شدد السيد الوزير طيلة الجلسات التي عقدها لمناقشة المشاريع الثقافية على مبدأ القرب والمشاركة والمصاحبة، لكون الشأن الثقافي رهان جماعي لن يتطور ولن يؤدي أدواره التثقيفية والتنموية إلا بانخراط الجميع في دعمه ومساندته
تعليقات القراء