سنة 1943 - استقلال لبنان عن فرنسا وتسلم بشارة الخوري رئاسة الجمهورية، كما تسلم رياض الصلح رئاسة الحكومة. سنة 1943 - ألقى الحلفاء 2300 طن من القنابل على برلين خلال الحرب العالمية الثانية. سنة 1967 - صدور قرار مجلس الأمن الشهير رقم 242 بعد عدوان يونيو 1967 سنة 1968 - انتهاء العمل في نقل معبد أبو سمبل بأسوان. سنة 1989 - اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض - بعد أسبوعين من توليه الحكم - وانتخاب إلياس الهراوي خلفاً له سنة 1890 - ولد شارل ديجول رئيس فرنسا وقائد كفاحها ضد المحتلين النازيين. سنة 1963 - اغتيل الرئيس الأمريكي جون كندي.
مصدر الخبر: مصطفى لغتيري.، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 1417 مرة، منذ تاريخ نشره في 2014/02/10
تكشف الشاعرة المغربية عُليّة إدريسي البوزيدي عن ألعابها الشعرية الأثيرة وكأنها ترتق أزياء الدمى بإبرة شديدة الرهافة.
ثمة ابتكارات لافتة في صناعة الجملة الشعرية وطاقة لغوية في تفتيت النمط المتداول (رائحتي تنقر شجرة الشمس) – مثلاً – وأحسب أنها على دراية بالشعر الفرنسي الذي – إذا صح حسابي – ترك شيئاً من أصابعه على أوراقها المغربية.
"سبت الخريف / (...) الخريف سعيد جدا/ وسلفادور دالي أيضا (...)"
حدوسها في صناعة الصورة تبدو هي الأخرى على غاية الحساسية وهي تعيد – تستعيد – المشاهد الطبيعية والانتماء إلى الفصول والأشجار والبحر.
ثمة ظاهرة – وهي الأبرز – في تجربة هذه الشاعرة تتبدى في بنية الديوان كله الذي يأتي على شكل قصيدة واحدة، لكنها مؤلفة من مقاطع لتترك قارئها حرّاً في اصطياد مرامه من أي مقطع يشاء من دون الركون إلى قراءته التقليدية للأبيات/ السطور والخضوع إلى ما يسمى بـ "وحدة القصيدة".
هذا يطرح سؤالاً مهماً على النقد: هل ثمة وحدة ديوان بدلاً من وحدة قصيدة ، خصوصاً إذا كان هذا الديوان ليس بقصيدة واحدة؟
التنوع في الصورة/ المقطع/ السطر وافتراقاتها عن بعضها تطرح سؤالاً آخر: هل تتفتت القصيدة إلى شهقات/ ومضات/ ارتجافات، أم أن القصيدة ستزداد توتراً وغنى كلما ائتلف المختلف؟
"أنا الخريف/ في شارع الرباط/ قبل أن تلدني أمي".
لكنها في مشهد آخر تعيد لقصيدتها شيئاً من التوازن – التوازن ليس مقياساً للقوة أو الضعف – لترسم الطفولة في ساحة المدرسة بتقنية البالغين من الشعراء:
"شجرة أنا.../ خرجت من جهة/ خاطئة/ كي لا تتذكر عصافيرها/ في/ ساحة المدرسة...".
تشتغل البوزيدي على خلخلة السياق اللغوي من منظور بصري انطلاقاً من ذاكرة بصرية، لكننا لا نرى المكان ولا إشاراته أو علاماته، سوى ما نلتقطه من دلالات عامة تؤدي إلى أي مكان، كأن المكان/ المسرح هو القصيدة نفسها ولا شيء خارجها.
"أرسم نفسي/ بطبشورات ملونة/ وسط الغابة.../ تعبر الرصيف/ من خلف نفق النجوم.../ في عزلتها تتسلى/كي أختفي ..."
هكذا نرى "وسط الغابة" و "الرصيف" و "نفق النجوم" و "عزلتها" أمكنة – أو ما يشير إلى أمكنة" لكنها ليست أمكنة مخصوصة، معلومة، متداولة.. تجريد المكان من جغرافيته جزء من سريلة المشهد وتغريبه ليتحول إلى حالة ذهنية في أحوال كثيرة.
"رأسي كعهده/ بعد ساعة ونصف/ يعود.../العصفور في الشرفة/ يوقظني/ في هذا الصهد.
ملح البحر يغرق/ خارج غابته/ بقميص الحلم".
ما أقوله هو انطباعات قارئ للشعر وجد في هذا الديوان ما يستحق التنويه إلى تجربة شعرية لم تزل غضة (هو ديوانها الثاني بعد الأول الذي حمل عنوان "حانة لا يأتيها النبيذ") ،لكنها تشي بطاقة شعرية مختلفة عما ينشر هذه الأيام من حيث زاوية النظر والانتماء إلى اللغة بوصفها حقلاً قابلاً للتجريب وإيجاد الذرائع المقنعة لخلق صور غير مألوفة، تصيب قارئها بردود أفعال طفولية وتطرح عليه الكثير من الأسئلة وتتيح أكثر من تأويل.
في أكثر من مقطع وموضع أرى البوزيدي تدون أحلامها، بل هي تدونها أثناء الحلم لتلصقها Paste)) على الورقة في صباح اليوم التالي وهو عمل محمود لجهة اقتران الفن بالحلم وهو مسعى سوريالي يطيح بواقعية الواقع وصلابته ليحوله إلى شكل آخر.
هنا مقطع آخر قد يعزز ما ذهبت إليه:
"الطفل على الطريق/ صباحٌ/ يمشي جميلا/ والتعاسة تتحدث/منتصف الليل/ وكان يطارد رأسه الطويل/ كي يصير شيئا جديدا/ مثلي".
تقول علية في حوار قصير معها: "أعشق طفولتي لأني كنت فيها بلا رتوش ولا صباغات، أما الكتابة فهي قبري أدفن فيه أسراري وأدوّن ثواني اللحظات وهي تستل مني شتائي الأعزل بين نجمة وغيمة".