سنة 1743 - مولد توماس جيفرون الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية سنة 1840 - مولد الأديب الفرنسى إميل زولا سنة 1933 - أول تحليق لطائرتين بريطانيتين فوق قمة جبل إيفرست سنة 1962 -الولايات المتحدة تنسحب من قاعدةالظهران بالمملكة العربية السعودية سنة 1982 - بريطانيا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأرجنتين بسبب استيلاء الأرجنتين على جزر فوكلاند، وبدء التحركات العسكرية البريطانية لاستعادة فوكلاند سنة 1983 - وفاة الدكتور عبد الله الكاتب رائد الجراحة الحديثة فى مصر عن 87 عاما سنة 1970 - تم إصدار الدستور الموحد في قطر. سنة 1929 - أعلن عن انعقاد المجلس التشريعي الأول في تاريخ الأردن. سنة 1926 - قامت صراعات بين المسلمين والهندوس في الهند.
مصدر الخبر: عبد اللطيف زكي، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 1400 مرة، منذ تاريخ نشره في 2014/09/27
لن تكون الهزيمة ولا الخيانة هي القدر ! حدث لي أخيراً أن حضرت جلسة عائلية بمناسبة حزينة تخللتها قراءات قرآنية وابتهالات ربانية وفي أثنائها رُفعت أكف الدراعة بالدعوات الصالحة كعادة هذه الجلسات. ما أثار غيضي هو تأكيد بعضهم في ترانيمه على ضرورة قبول القضاء والقدر خيره وشره وعدم التدخل فيما قدمه بأنه ليس من أمر المخلوق وحثه في أناشيده على عدم طرح سؤال لماذا جرى ما جرى وذالك دون تحديد مجال صلاحية هته الأقوال. احتفظت بغيضي في قلبي إلى أن اختليت بالقائل بهذا وسألته هل نقبل بما تفعله إسرائيل للعرب والمسلمين وهل لا نسأل عن كيف جرى ما جرى في سوريا والعراق ومصر واليمن والسودان ونيجيريا ومالي والنيجر والصومال وما أخبرنا به وزير الداخلية من أخطار الإرهاب المحدقة بالبلاد. نظر لي كمن جاء مقاله مخالفاً للمقام وهم بالإنصراف دون جواب لكن قبضة يدي على يده لم تفسح له مجالا لذالك فقال أنا لم أقل شيئا من عندي ذلك ما وجدنا عليه الآباء ونحن لن نزيح عنه لتكون أنت "على خاطرك"، اترك يدي وخذ قهوة ترد لك مزاجك، إن النهار كان طويلا ومتعباً وقد شحفت !!! تسارعت لذاكرتي آيات كريمة تحذر كلها من اتباع الآباء والأجداد دون تعقل ولا علم حيث أنه قد يؤدي الى الضلال، تذكرت : "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ" "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ" " قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ " "وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ" استغفرت الله ولعنت الشيطان الرجيم محاولا إخلاء عقلي من هذا الموضوع لكن من أن جلست حتى وجدت نفسي أردد : "وأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ" لا ريب إن الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره من مقومات العقيدة لكنه لا يدخل ضمنه قبول الظلم والاستسلام للعدو ولو كان كذلك لما هاجر الرسول ولما غزى وحارب أعداءه ولكان قبل بظلمهم ومحاولاتهم قتله والفتك به. لست مختصا بالموضوع وأترك العلماء وفقهاء الدين أن يتدخلوا باستعجال لتوضيح الأمر للناس. كذبت الكتب إن قالت اصبروا على ذل محتل وصابروا في دماء أبنائكم ونسائكم وشيوخكم وشبابكم وحق الكفر بكل من قال إن هذا القدر. فأي قدر هذا يُذهب أرواح الأطفال ويهدم الديار ويفتح الأرض للعدوان والاستعمار واستيطان اﻷجانب ويعاقب شعبا بأكمله يؤذيه في أعز ما لديه يعيشه في الجحيم وهو حي يصلي ويصوم ويحج ويطمع في تربية أبنائه وبناته على حب الناس والأمن والفرح لسعادة الآخرين. لا، لا يمكن أن يكون هذا قدرا وإن كان فلا يمكن أن يطالب أحد بأن يؤمن به ويقبل به ! هل يموت المرء أكثر من مرة وبأي حق يترك الأمر لقدر كهذا ويسلم به ولا يُسأل كيف جرى ما جرى ورضيعه قد انشطرت جمجمته وتناثر الدماغ منها وهو نائم وولده الصغير تطايرت أشلاؤه وهو يجري في شاطئ البحر ؟ بل الحق والواجب إن كان هذا هو القدر أن يكفر به لأنه متعدٍّ وظالمٌ وغاشمٌ وإن كان من سؤال يطرح ويجب الجواب عليه فهو سؤال واحد لا ثاني له، كيف جرى ماجرى؟ لن يكون هذا قدر غزة وشعبها وإن خاب من تولى أمرها وصد عليها من كان قدره أن يتصدى لعدوها وجحد من أجل وهم سلطة وخيال حكم، وثروة لا بد أنه لزوال ، إن كان هذا هو القدر فقد حقت حرب القدر ! هل من شاهدٍ سيبقى ليحكي لمن يأتون كيف يضيع الرقيب والضمير وكيف يكون الجبن وكيف تكون الخيانة وأنواعها وكيف ينافِق المتخاذل ويكره الجسارة ويحقد على الشجاع ويجرم البطولة ويعاقب من أراد بدٓل دمه فداءً لأرضه وشرف أهله. هل من يفسر لمن سيأتون كيف يُغدق مال الشعوب على حماية أعدائها وكيف يتآمر حكام على من يدعون أنهم إخوة لهم في دينهم وعرقهم وهل من يحل ألغاز الجيوش تُبقى راكنة في ثكناتها تنظر وتنتظر والعدو ينخر أوطانها ولما تؤمر فلدك المساجد والمدارس والمستشفيات والقناطر وإحراق حقول القمح والغابات وتسميم الآبار وتهجير شعوبها وطردهم من بيوتهم والمس بأعراضهم ولما يشتد النزال تخلع ثياب الحرب وتجري هربا من الواقعة كالجرذان أو تلتحق بصفوف العدو صاغرة مذلولة. لن يكون هذا قدر شعب غزة ولن يقبل شعب حر أبي بقدر يكون هو الذل والمهانة وإن قيل إنه جاء في كتب اﻷولين وحدَّث به السابقون واللاحقون. لن يكون هذا الخطاب إلا تحويل للكلام عن موضعه وتحريف لمعانيه إن عن قصد أو على غير قصد لهد العزائم وتقويض الهمم وتكريس روح الهزيمة. ليست إسرائيل قدرا وليس قتلها للأطفال والسكوت عنه قدر ولن تكون قنابلها وقذائفها قدر ولن تكون الخيانة قدرا ولن يبقى قدر فلسطين وغزة أن تدعم بالمسيرات وبالتنديد وبمطالبة العالم بالتدخل لتوقيف المجازر، على القدر أن يتحول من الكلام إلى الفعل وأن يطول الفعل لعلاقات الدول بأخرى، ماذا لو كان القدر أن يقرر كل قادة العرب والمسلمين أن يرسلوا خمسين في المأة من جيوشهم إلى فلسطين وأن يوقفوا كل تبادلاتهم التجارية والمالية والثقافية مع كل دولة لا تقف بجنبهم وأن يقوموا بمسيرات سلمية يدخلون فيها فلسطين فاتحينها ورادينها لأهلها ؟ ماذا لو كان القدر أن توقف إسرائيل عند حدها ويطبق عليها القانون الدولي ويتابع حكامها بتهم جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ويفرض عليها أن ترد لكل ذي حق حقه ؟ وماذا لو كان قدر كل اللاجئين والمهجرين قسراً أن يعودوا لديارهم ولكل السجناء ومعتقلي المقاومة والنضال من أجل الحق أن يطلق سراحهم، لا أمل أن يكون قدر أرامل الحرب أن يبعث أزواجهن ويعودون لهن ولا قدر اليتامى أن تعود لهم أمهاتهم وأباؤهم ، لكن يمكن للقدر أن يكف الظلم على الناس ويعيد لهم الحرية والكرامة، وإن لم يفعل فقد أحلهم من كل ارتباط به وكتب عليهم أن يكونوا عليه ثائرين.